بعد مشعل.. أين يتجه المكتب السياسي لحركة حماس..؟

 


بعد إعلان خالد مشعل نيته عدم الترشح لدورة جديدة لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس وإبلاغه مجلس شورى الحركة بذلك خلال اجتماعه الأخير, تثار تساؤلات حول من سيكون خلفاً لمشعل وهل سيؤثر غياب مشعل عن المكتب السياسي على سياسات حماس الداخلية والخارجية, وهل الشخصية الجديدة لرئاسة المكتب ستنال نفس الشعبية التي حازها مشعل على مدار سنوات رئاسته الطويلة للمكتب...؟


 


وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي عبد الستار قاسم إن المفروض على أي زعيم أن يفتح المجال للآخرين لتبادل المناصب لكي يتجدد الدم في هذا المنصب.


 


ورأي قاسم في حديثة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي "أن الزعيم بعد فترة طويلة من الزمن يفقد كثير من حيويته, وتجديده فكرة جيدة, وأنه من الضروري لمشعل أن يترك المكتب ويدع المجال لغيره أن يحل مكانه حتى لا يأكله الصدأ", مشيراً إلى أنه بإمكان مشعل أن يرشح نفسه لهذا المنصب بعد ذلك بسنوات.


 


واعتبر قاسم أن قبول حماس لمغادرة مشعل من رئاسة المكتب السياسي سيكون أمر جيد وايجابي لها الأمر الذي يعبر عن أنها تتبنى طموح وسياسة جديدة تسمح بضخ الدم الجديد في جناح المكتب السياسي لحماس.


 


وعن اعتياد الخارج والداخل على كون مشعل رئيس المكتب السياسي منذ فترة طويلة وبنائه العلاقات القوية, أوضح قاسم "أن العلاقات التي كان يبنيها مشعل هي للجناح السياسي وليست لشخص مشعل وهذا يمهد لأي شخص جديد يكون خلفاً له".


 


وبين أن تولي خلفاً جديد لمشعل سيسمح لهذا الشخص أن يطرح المواضيع بقوة, موضحاً أن بقاء القائد القديم قد يسبب بعض الخجل في طرح المواضيع.


 


وتشير اللائحة الداخلية لحركة حماس بأن يترشح الشخص لرئاسة المكتب السياسي لدورتين فقط، وبذلك يكون مشعل قد قارب على انتهاء دورته الثانية.


 


واتفق المحلل السياسي حسن عبدو مع قاسم في أن خطوة تنحي مشعل وتعين خلفاَ له تصب في الجانب الجيد والايجابي لحماس وأنها دليل على التداول السلمي للسلطة.


 


وأكد في حديثة لـ" قدس نت للأنباء" على أن حماس بذلك تؤكد على مواكبتها للحداثة وتبادل المناصب, موضحاً أن دورة مشعل انتهت حسب النظام الداخلي للمكتب السياسي لحماس الذي لا يسمح له الترشح لدورة ثالثة جديدة, مشيراً إلى أن مشعل هو الذي طلب عدم ترشحه ثانية.


 


ورجح عبدو أن يكون عدم ترشح مشعل لولاية جديدة في المكتب السياسي سببها اتجاهه لأن يكون ضمن منظمة التحرير والترشح لانتخابات رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني.


 


واستبعد أن يقوم خلفية مشعل بإحداث أي تغيرات جوهرية على سياسات حماس, مشيراً إلى أن خليفة مشعل سيحاول أن يضع بصماته الجديدة من خلال سياساته, مرجحاً أن تكون في السياسات العامة فقط.


 


واعتبر عبدو أن الشخصيات الأكثر قوة للمنافسة على منصب رئاسة المكتب هي إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق ومحمود الزهار, مشيراً إلى أن هذه الشخصيات لا تقل شعبية عن مشعل.


 


وكانت حركة حماس قد أكدت في وقت سابق أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي أبلغ مجلس شورى الحركة في اجتماعه الأخير برغبته ألا يكون مرشحاً لرئاسة الحركة في الدورة التنظيمية القادمة.


 


وأوضحت أن قيادات الحركة ورموزها تمنوا من مشعل العدول عن ذلك، وترك الموضوع لمجلس الشورى وتقديره للمصلحة العليا، مع احترام رغبته، معتبرين ذلك شأناً عاماً تقرر فيه مؤسسات الحركة وليس شأناً شخصياً خالصاً".