الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي يتبادلان الاتهامات بمجلس الأمن

 


تبادل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي الاتهامات أمام مجلس الأمن الدولي بالمسؤولية عن عدم تحقيق تقدم على مسار السلام, وذلك رغم تأكيد كل منهما على التزامه بالعمل من أجل تحقيق السلام وتجسيد حل الدولتين.


 


في الجلسة الدورية التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط أكد رياض منصور مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة التزام الجانب الفلسطيني بتحقيق السلام على أن القيادة الفلسطينية لا تدخر جهدا من أجل السلام، ورغم العقبات الكثيرة التي تضعها إسرائيل.


 


وقال منصور إن " فلسطين تعاونت بشكل كامل مع الجهود الحالية المبذولة من اللجنة الرباعية بهدف دفع حل الدولتين القائم على أساس حدود ما قبل عام 1967، وقدمت مقترحات شاملة بشأن الحدود والأمن كما دعت إلى ذلك اللجنة الرباعية." 


 


ولكن السفير الإسرائيلي رون بروسور أكد على أن إسرائيل لا تضع العقبات أمام السلام، مجددا القول إن "المستوطنات ليست العقبة الرئيسية على مسار التوصل إلى اتفاق".


 


وقال بروسور إن "الادعاء بالحق في العودة هو العقبة التي تحول دون تحقيق السلام" مضيفا بان على القيادة الفلسطينية أن تطالب بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ولكنها " تصر على ضرورة عودة شعبها إلى الدولة اليهودية بما سيعني تدمير إسرائيل".


 


واعتبر السفير الإسرائيلي أن "فكرة تدفق ملايين الفلسطينيين على إسرائيل لن تقبل أبدا" قائلا إن "المجتمع الدولي يعرف ذلك، إن القيادة الفلسطينية تعرف ذلك ولكن الشعب الفلسطيني لا يسمع عن ذلك."


 


وأضاف بروسور أن رفض الفلسطينيين الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية يترافق مع ثقافة التحريض في المساجد والمدارس والإعلام. 


 


من جانبه ذكر رياض منصور أن الوضع على الأرض يتناقض مع جميع المعايير القانونية ويقوض أية جهود للسلام. مضيفا " فبدلاً من إنهاء الاحتلال تقوم إسرائيل بتكريسه، لتتسبب في زيادة المعاناة الإنسانية وإطالة أمد الصراع مشيرا إلى زيادة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية".


 


وتابع مراقب فلسطين الدائم منصور القول إن "حل الدولتين يتدمر مع كل بوصة من الأرض الفلسطينية تسيطر عليها القوة القائمة بالاحتلال وكل مستوطنة تبنى وكل مستوطن يتم نقله وكل حائط يشيد وكل منزل يهدم وكل أسرة فلسطينية تشرد."


 


واعتبر منصور بان الاحتلال الإسرائيلي والعقاب الجماعي الجائر للشعب الفلسطيني يقوضان بسرعة الآمال والمعتقدات في إمكانية تحقيق السلام القائم على حل الدولتين الذي لا يلتزم به فقط الجانب الفلسطيني بل الذي التزم به واستثمر فيه المجتمع الدولي.


 


واتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على وصف بدء المحادثات بين الجانبين مؤخرا في الأردن بأنها خطوة إيجابية.


 


وفي إطار تأكيده على ضرورة أن يتخذ الجانبان معا الخطوة المقبلة نحو السلام قال السفير الإسرائيلي رون بروسور إن "الوقت قد حان ليتوقف التفاوض حول المفاوضات". موضحا بالقول إن "الطريق نحو السلام واضح، يتعين على المجتمع الدولي أن يقول للفلسطينيين بوضوح إن طريق الإجراءات الأحادية مسدود وإن المفاوضات المباشرة هي الوسيلة الوحيدة للتحرك قدما."


 


وقال إن "المحادثات الأخيرة في عمّان هي خطوة إيجابية على هذا المسار، وأود انتهاز هذه الفرصة لأشكر الملك عبد الله وكل من ساهم في تسهيل إجراء تلك الاجتماعات."


 


وانتقد بروسور موقف مجلس الأمن الدولي من إسرائيل والذي قال إنه ينعكس في اجتماعاته الدورية حول الوضع في الشرق الأوسط وعدم إقدامه على إدانة إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل.


 


وقال بروسور إن الأمين العام للأمم المتحدة سيزور إسرائيل في وقت لاحق من الشهر الحالي ليرى بعينية التهديدات التي تواجهها، معربا عن الأمل في أن تجلب تلك الزيارة مفهوما جديدا للمنظمة الدولية عن العقبات الحقيقية أمام السلام والأمن في المنطقة.