انتهت اللقاءات الاستكشافية بين صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير, ويتسحاق مولخو مبعوث الرئيس الاسرائيلي بنيامين نتنياهو, في العاصمة الأردنية عمان دون التوصل لنتائج إيجابية بعد سلسلة من اللقاءات برعاية أردنية.
ووصلت الجهود الدولية المبذولة لإستئناف المفاوضات إلى طريق مسدود نتيجة رفض إسرائيل لتقديم ردود حول مقترحي الأمن والحدود اللذان قدمهما الجانب الفلسطيني إلى الرباعية الدولية بهدف التفاوض لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الخيارات البديلة ولجنة المتابعة..
وأعدت القيادة الفلسطينية ضمن لجنة خاصة من أعضاء التنفيذية عدة خيارات بديلة ستنتهجها بعد السادس والعشرين من يناير الحالي, فيما توقع عضو التنفيذية حنا عميرة أن تمارس إسرائيل عقوبات وضغوط على القيادة الفلسطينية كون تلك الخيارات لا تعجبها, كما جرى خلال نيل فلسطين العضوية في المنظمة الأممية للثقافة والعلوم " اليونسكو".
وأضاف عميرة في حديثه لـ" وكالة قدس نت للأنباء ", " القيادة ستناقش بإسهاب نتائج اجتماعات عمان وستحدد خياراتها بالتوجه إلى لجنة المتابعة العربية لإتخاذ الموقف النهائي من عملية السلام ".
وأشار عميرة إلى أن القيادة تمتلك العديد الخيارات, متوقعاً أن تواجه تلك الخيارات بعقوبات وضغوط إسرائيلية شديدة, وأوضح أن القيادة الفلسطينية بحاجة إلى بعد عربي من أجل الحيلولة دون تفرد إسرائيل بالقصاص من فلسطين.
عقوبات إسرائيلية مشددة..
وحول العقوبات المتوقعة قال عميرة " إن تلك العقوبات ستتمثل بتشديد الحصار على الأراضي الفلسطينية ووقف تحويل أموال الضرائب لخزينة السلطة كما جرى سابقاً ", نافياً في الوقت ذاته أن تكون إسرائيل قد وجهت رسائل حول ذات الموضوع.
ونوه عضو التنفيذية إلى أن القيادة ستلجأ مجدداً إلى مجلس الأمن الدولي من أجل طرح ملف نيل العضوية للتصويت عليه, وإذا ما فشلت فإنها ستتوجه إلى الجمعية العامة بالأمم المتحدة.
عضو مراقب لا يلبي طموح الفلسطينيين..
ومن جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور نشأت الأقطش " إن القيادة الفلسطينية لم يبقى لديها حالياً أي خيار سوى خيار واحد يتمثل بالذهاب إلى لجنة المتابعة العربية المقرر عقد إجتماعها على المستوى الوزاري في الرابع من فبراير المقبل ومحاولة الضغط على إسرائيل والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي.
وأوضح الأقطش لمراسل " قدس نت" أن التوجه لمجلس الأمن الدولي سيبوء بالفشل نتيجة الفيتو الأمريكي, الأمر الذي سيدفع القيادة بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل صفة عضو مراقب وهذا هو الخيار الوحيد الذي سيكون في الفترة المقبلة.
وأضاف " إن ذلك الخيار لن يلبي طموح الفلسطينيين سوى بتغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية, كون الأراضي المحتلة حسب إتفاق أوسلو تتيح لإسرائيل بناء المستوطنات عليها, ولكن في حال أصبحت فلسطين عضو مراقب فإن الأمر سيتغير وستصبح كافة المستوطنات " مستعمرات غير قانونية يتوجب على إسرائيل إزالتها ".
وأشار إلى أن ذلك الخيار سيجعل إسرائيل في المدى البعيد لا تستطيع أن تضفي الشرعية على إستيطانها في الأراضي الفلسطينية.
الأنظمة العربية تقف على أرجل من خشب..
وحول إمكانية إتخاذ العرب موقف من شأنه إنصاف الفلسطينيين قال الأقطش " إن العرب لن يكونوا اقوياء في الوقت الحالي, وذلك لأن الشعوب العربية سبقت الأنظمة في التحرر, بعد أن كانت كافة الأنظمة العربية سابقاً تقف موقف المتفرج من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضح أن الربيع العربي القائم حالياً أجبر الأنظمة العربية أن تقف على أرجل من خشب ولا تستطيع أن تفعل شيء, الأمر الذي يدفعوهم للضغط على أوروبا من أجل تقوية مواقفهم .
وتبقى الأيام المقبلة الفيصل الوحيد لمعرفة ما ستؤول إليه الأوضاع في فلسطين..؟