أكد صابر الزعانين المنسق العام للمبادرة المحلية (نشطاء المقاومة الشعبية في غزة)، أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يستخدم أسلوب "جديد" في قمع المسيرات السلمية ضد الجدار الإسرائيلي الفاصل على طول الحدود مع قطاع غزة .
وأوضح الزعانين في حديث مع مراسل وكالة قدس نت للأنباء أن جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين على طول الشريط الحدودي مع غزة، أصبحوا يطلقون الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتضامنين الأجانب والنشطاء الفلسطينيين خلال المسيرة الأسبوعية التي تنظمها المبادرة في بيت حانون شمال قطاع غزة.
ويقول الزعانين :" مسيرتنا أمس كانت بعنوان ( لـ فلسطين نغني ) وشاركنا فيها العشرات من النشطاء الفلسطينيين والأجانب من حركة التضامن الدولي، ور فعنا فيها علم فلسطين، واصطحبنا معنا الطبل والمزمار كـشكل جديد من إبداعات نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ".
ويضيف :" لقد قرعنا الطبول منذ بداية المسير بالقرب من كلية الزراعة شرق بلدة بيت حانون ،واتجهنا شمالاً إلى الأراضي الزراعية التي يُمنع المزارعين من الوصول إليها في محيط معبر بيت حانون، ورددنا الأغاني الوطنية بشكل جماعي".
منطقة الخندق ...
ويؤكد أن نشطاء المقاومة الشعبية تمكنوا من الوصول إلى منطقة الخندق التي حفرها الاحتلال الإسرائيلي لعزل أراضي المواطنين وتجاوزناها، مضيفا بالقول :" وصلنا إلى السياج الأمني على بعد70 مترمن الجدار العازل، قبل أن يبدأ جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع اتجاهنا، في محاولة لـقمع المسيرة ، وتوقفنا بالفعل حفاظاً على حياة المشاركين" .
ويلفت الزعانين بان المسيرة تمكنت من الدخول لمنطقة جديدة على بعد50 ممن معبر بيت حانون ( إيرز ) بأسلوب جديد، ورفع المشاركين العلم الفلسطيني على إحدى التلال الرملية في محيط المعبر، قبل أن يوقفهم الاحتلال بالرصاص الحي و القنابل المسيلة للدموع.
ويقول صابر الزعانين المنسق العام للمبادرة المحلية: " يبدو أن الطبول قد أزعجت جنود الاحتلال الإسرائيلي في أبراج المراقبة قبل أن تبدأ القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي بالانهمار كـالمطر على المشاركين في المسيرة الاحتجاجية "،مؤكداً على أن المبادرة وحركة التضامن استطاعت إيصال رسالتها رغم القمع ، بإبتداع أساليب غير تقليدية لمقاومة الاحتلال.
ويقول الزعانين " الثلاثاء الماضي 24 يناير نظمت المبادرة مسير لمسافة8 كمداخل المنطقة الأمنية العازلة ، وأستخدم الاحتلال الغاز المسيل للدموع ولأول مرة منذ أحداث 15 آيار الماضي ( ذكرى النكبة )، وأما اليوم فقد قُمعت مسيرة ( لـ فلسطين نغني ) باستخدام الرصاص الحي لأول منذ يوليو/ تموز 2008 ".
والعدل و السلام ..
وأضاف أن رسالتهم كفلسطينيين إلى العالم هي رسالة الحرية والعدل والسلام، قائلاً :" لذا فإننا نناشد اليوم المجتمع الدولي وأحرار العالم مساعدتنا لـتحقيق تلك الرسالة للشعب الفلسطيني، إننا ندعو الإخوة في الدول العربية التي تشهد حراكاً شعبياً ضد أنظمتها بضرورة تنظيم قوافل تضامنية مع الفلسطينيين".
وتابع :" ونطالب بشد الأحزمة إلى قطاع غزّة الذي يعاني من حصار على منذ 5 سنوات ، والضفة الغربية التي تعاني من الاعتقالات والحواجز العسكرية و التهويد، والقدس التي تعاني من التطهير العرقي وهدم البيوت و إعتقال النواب، وإننا ندعو منظمات المجتمع الدولي وتلك الدول التي وقّعت على اتفاقية جنيف بضرورة الخروج عن صمتهم والعمل على توفير الحماية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة " .
وختم الزعانين حديثه بدعوة جماهير الشعب الفلسطيني إلى ضرورة تفعيل دورهم في المقاومة الشعبية وضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية وتشكيل قيادة سياسية موحدة على برنامج سياسي واحد يكفل الحق الفلسطيني في المقاومة للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف.
وقال الزعانين إن المقاومة الشعبية تعزز موقف المتضامين الدوليين مع الشعب الفلسطيني, مشيرا إلى أن المتضامن الأمريكي و أحد أعضاء حركة التضامن الدولي نيتن ستوكي (34 عام) أكد خلال مشاركته المستمرة في فعاليات المبادرة على رفض موقف بلاده المنحاز بالكامل إلى جانب الكيان الإسرائيلي، مؤكداً بأن الولايات الأمريكية تدعم العنصرية وتساند الإرهاب. ودعا ستوكي الشعب الأمريكي إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال مؤكداَ على حق الشعب الفلسطيني بنيل الحرية و العدالة والسلام.