يعقد مؤتمر هرتسليا بتمويل من الرأسمالي اليهودي المعروف داني روتشيلد ويعد المؤتمر الذي يعقد سنويا في هرتسيليا لدراسة المستجدات على الساحة العربية والدولية والاقليميه وانعكاساتها على الأمن القومي الإسرائيلي.
في عام 2000 عقد مؤتمر هرتسيليا الأول وتحت عنوان " القوه الوطنية والأمن في إسرائيل " حضره حوالي 300 شخصيه من القيادات الاسرائيليه وخبراء في جميع المجالات وخلص الاجتماع الأول لهذا المؤتمر إلى أن معدل ولادات المرأة الفلسطينية 4.6 مقابل 2.6 للمرأة اليهودية وجاءت توصيات المؤتمر الأول قطع المعونات الاجتماعية عن العائلات الفلسطينية ، ترحيل الفلسطينيين من مناطق عده ، اغتصاب الأراضي ، تحويل المواطنين الفلسطينيين إلى مجرد اقامه دائمة يمكن إلغائها في أي وقت ، إعطاء حق التصويت لأي يهودي في الخارج وغير ذلك من إجراءات تعسفية ، في حينه اعتبرت أفكار المؤتمر ونظرياته منبثقة من التركيز على يهودية الدوله والتخطيط لترحيل الفلسطينيين عن أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين لينضموا للاجئي 48 ، 67 ، إن من ابرز ملامح التغيير للمؤتمر الأول ولادة حزب كاد يما وخطة بناء جدار الفصل العنصري موضع التنفيذ ، والتي هي بالأساس فكرة اسحق رابين وبعد مرور اقل من شهرين على المؤتمر الأول بادر مركز هرت سليا إلى عقد مؤتمر دراسي سياسي بعنوان " ميزان المناعة والأمن القومي " حيث تم إطلاق تحذيرات حول الديمغرافية حول إسرائيل حيث تتسارع بوتيرة سريعة بينما تتخذ قرارات في إسرائيل ببطء شديد واتخذ ت توصية بضرورة تنفيذ فصل أحادي الجانب مع الفلسطينيين والمتتبع لمؤتمرات هرت سليا يجد إزالة الفر وقات بين اليمين واليسار الصهيوني لصالح اليمين المتطرف في إسرائيل.
الجدير بالذكر أن خلاصة كل مؤتمر تتمثل في أبحاث وإصدارات وأعمال تحضيريه على مدى عام يسخر لها مختصون وأكاديميون جميعها تتعلق في مستقبل إسرائيل وبحكم المستقبل أصبحت توصيات هرت سليا ومقترحاته دليل عمل للحكومات الاسرائيلية مهما كان تركيبها وتوجهاتها وأصبحت جزء من عقيدة إسرائيل التي تلزم المؤسسات الامنية والعسكرية والثقافية وتلك التي تعنى بالأمن القومي والبني الاساسية لإسرائيل.
ليس غريبا في المؤتمر الثاني عشر أن يحضر عدد من المسئولين السياسيين والدبلوماسيين والأكاديميين العرب لإلقاء محاضرات حول الأوضاع العربية وانعكاساتها على الوضع الإقليمي والدولي ضمن مشاركه مدلولها أن إسرائيل أصبحت جزء من الأمن الإقليمي وهي ذات تأثير في الأمن القومي العربي بحسب ما ترتئيه مجموعه من الدول العربية تنسق مع إسرائيل حيث شارك في افتتاح المؤتمر القائمان بأعمال السفيرين المصري والأردني بتل أبيب كما ألقى الأمير حسن بن طلال محاضره عبر الفيديو كون فراس وحسب تصريحات موظف كبير بالسفارة المصرية أن طاقما من الدبلوماسيين المصريين حضر المؤتمر بغية التعرف على ما يدور في الكيان الصهيوني وشارك في المؤتمر عدد من مسئولي السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير إن المشاركة العربية تعد أمرا لافتا للنظر وتدعوا للتساؤل عن ماهية وأسباب هذا الحضور والمشاركة الفاعلة وان كانت تلك المشاركة تأتي في نطاق التطبيع مع إسرائيل أو مشاركة الإسرائيليون بما يرونه من مفهوم للأمن المشترك بين العديد من الدول العربية وإسرائيل خاصة فيما يتعلق بأمن منطقة الخليج العربي والصراع ما بين إيران ودول الجوار العربي وما يجري في سوريا وانعكاساته على امن إسرائيل وكذلك ما يسمى بثورات الربيع العربي وانعكاسات الثورات على امن إسرائيل إن المشاركة العربية بمؤتمر يحمل الأمن والمناعة القومية لإسرائيل لأمر يدعوا للغرابة والتساؤل خاصة وان إسرائيل هي من شنت الحروب على العرب وهي التي ما زالت تحتل الأراضي الفلسطينية المحتلة وترفض الاعتراف والإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية وهي ما زالت تحتل الجولان السوري الذي ضمته لإسرائيل وتحتل مزارع شبعا وأراضي لبنانيه.
إن مشاركة قطر في هذا المؤتمر من خلال سلمان الشيخ المستشار الخاص في معهد بروكي نغز فرع قطر والذي يقال انه المشجع لأمير قطر للاستثمار في ثورات الربيع العربي يقوم بزيارة خاصة لإسرائيل يلتقي خلالها كبار المسئولين الإسرائيليين وبان هناك معلومات بان سلمان الشيخ وبالتنسيق مع قادة إسرائيل وبتمويل قطري سيعقد مؤتمر تحت عنوان ، في قلب التحولات .... إسرائيل والشرق الأوسط سيتم افتتاحه من قبل شمعون بيرس رئيس إسرائيل إذ أن قطر وهي مشارك في تلك التغيرات التي تشهدها المنطقة وأنها جزء من منظومة التنسيق مع إسرائيل وتركيا وفرنسا بمظلة امريكية وهي من سعت وتسعى لتدويل الثورات في العالم العربي وهي من تتصدر الدول العربية لتدويل الصراع في سوريا لصالح إسرائيل فلا غرابة أن تتصدر وتبادر لتلك المؤتمرات والدراسات طالما أنها تتعلق بأمن إسرائيل والمنطقة.
شمعون بيرس في خطابه بمؤتمر هرتسيليا إن الطريق الأفضل لإسرائيل أن لا تتعامى عن المخاطر والفرص وان الخيار الوحيد أمامها يكمن في تسوية الصراع مع الفلسطينيين وتابع اعرف رؤساء السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عقود وان الرئيس محمود عباس وسلام فياض شريكان حقيقيان للسلام متسائلا على ماذا الاعتماد على حلاوة لسان لأبو مازن الذي يبرهن ماضيه على العكس ولم يوجد شيء حتى الآن يبرهن انه قطع صلته بالماضي وسار على طريق جديد ، لا يوجد في خطبة بيرس شيء من ذكر لرئيس وزرائه بنيامين نتنياهو أو أي من وزرائه بأنهم معنيون بالسلام بقدر لا يقل عن ما يقوله بيرس تجاه الفلسطينيون فالرئيس الإسرائيلي لم يذكر شيئا عن إسهام إسرائيل بالسلام أو برغبتها للانسحاب لحدود الرابع من حزيران ومع ما جاء في خطاب بيرس فان أي دبلوماسي أجنبي من المؤتمر يجد أن الرئيس بيرس لا ينسب إلى ممثلي حكومته شيئا من الرغبة في السلام الذي ينتقد قلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يعني أن إسرائيل بغاياتها وأهدافها من مؤتمراتها لا تعير انتباها لما سيقوله العرب وإنما جل اهتمامها هو حاجة العرب لها وحاجتهم للتنسيق والتطبيع معها وصولا إلى ما تبتغيه وتريده في أن تكون جزءا من المنظومة الأمنية للمنطقة وهذا ما تسعى لتحقيقه ، خاصة وان معظم المتحدثين الإسرائيليين يرون بان إسرائيل تواجه أوضاعا صعبه بعد تصدر الحركات الإسلامية للمشهد في دول الربيع العربي فقد أكد داني روتشيلد رئيس المؤتمر في محاضرته بعنوان ( إسرائيل في عين العاصفة ) عقب افتتاح المؤتمر يوم الثلاثاء في 29/1/2012 أن إسرائيل تواجه تحديات خطيرة في ظل التغيرات المتفاعلة في العالم والشرق الأوسط مؤكدا أن ألازمه الاقتصادية العالمية تهدد إسرائيل بتحديات اقتصاديه خطيرة وان الربيع العربي يشكل تهديد قوي لإسرائيل وأوضح أن الثورات العربية قد تضع حدا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو تحد منها محذرا من تراجع قوة الولايات المتحدة الأمريكية في مقابل صعود قوى إقليميه معاديه لإسرائيل ولا يوجد ما يجمح الخطر الإيراني الذي يتوعد ويهدد إسرائيل وأكد أن توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يمس بمكانة إسرائيل مضيفا أن إسرائيل باتت عبئا استراتجيا على الولايات المتحدة الامريكية.
إن المؤتمر في أهدافه وغاياته هو في كيفية درء المخاطر عن إسرائيل وبكيفية بناء استراتيجية إسرائيلية وفق المتغيرات الإقليمية والدولية وان المشاركة العربية تأتي في سياق التطبيع الأمني والسياسي والاقتصادي مع إسرائيل حيث من المستهجن والمستغرب مشاركة إسرائيل في أمنها وان الادعاء بان الحضور هو من باب النقد لسياسة إسرائيل أمر لا يستسيغه عقل أو منطق طالما إن إسرائيل بتوجهاتها وأعمالها وفكرها تقوم على التوسع والهيمنة والسيطرة وان إسرائيل ومن خلال تلك المشاركة العربية من خلال التحليل وتبادل الآراء هي المستفيدة من خلال ما تقوم به من تقييمات تخدم أهدافها الاستراتيجية وان الادعاء بالمشاركة هو من اجل بذل الجهود والمحاولات لإيجاد تسويه للصراع العربي الإسرائيلي في ذر الرماد في العيون لان إسرائيل بمفهومها وعقيدتها القائمة على ضرورة الاعتراف بيهودية الدولة وقيامها بتهويد القدس والتوسع الاستيطاني وضم الجولان المحتل ومزارع شبعا ورفضها للمبادرة العربية للسلام جميعها تؤكد أن إسرائيل لا تعبئ بما يقوله العرب ولا بما يصدر عنهم وان مشاركتهم لمؤتمر هرتسيليا إن هو إلا من باب ما تسعى إسرائيل للإفادة منه وتحليله لما يخدم أهداف إسرائيل الكبرى في ظل الشرق الأوسط الجديد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت