"أبو العبد" في طهران/د. فايز أبو شمالة

تمثل زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني "أبو العبد هنية" إلى طهران قمة الوفاء الفلسطيني للصديق، وتعتبر قاعدة الثناء الكريم للشعب الإيراني المسلم الذي لم يبخل بماله وسلاحه على رجال المقاومة، لقد صارت غزة قلعة صمود، ورمح ثقة بالنصر يغرز سمومه في جسد الصهاينة بفضل المقاومة، لذلك؛ فإن غزة تصم أذنيها عن كل معترض على زيارة رئيس الوزراء لطهران، فصاحب الحق لا يفاضل بين ابن العم وابن الخال، صاحب الحق ليس له إلا المقاومة طريقاً لتحرير فلسطين، وطريق المقاومة أملت على غزة أن تتحالف مع كل طرف عربي وإسلامي يمدها بمقومات الصمود، وطريق المقاومة تملي على غزة أن تسحب الثقة من كل نظام حكم لا يوظف طاقة الشعب ضد عدو الأمة..


 


            لقد اختطفت غزة المحاصرة أول نصر فلسطيني على اليهود بفضل صمود رجالها ونسائها، وبفضل ما في يدهم من سلاح مقاوم تهرب إليهم من البحر والبر بمساعدة طهران، لقد صارت غزة بفعل المقاومة عنوان الكرامة العربية التي داستها الأنظمة الساقطة، الأنظمة التي تهاوت لأنها تآمرت على المقاومة، ولم تبخل على دولة الصهاينة بالدعم، وكرمت عدوها بالنصر رخيص الثمن، وساندته بمعاهدات الأمن والأمان للصهيوني أينما كان.


 


            زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إلى طهران لا تعني أن الفلسطينيين يقفون مع طهران في وجه المؤامرة الصهيونية الإمبريالية فقط، الزيارة تعني أن المقاومة تقف مع نفسها، لأن المقاومة تدرك أن ظهرها سينكشف للعدو الصهيوني لو ضربت طهران، وتعرف غزة المقاومة أن الذي يخطط لضرب طهران يهدف إلى الالتفاف على المقاومة التي عجز عن مواجهتها مباشرة. لذلك تجيء الزيارة لتقول: إننا حلفاء ضد العدو الصهيوني، وحلفاء ضد الغزاة الأمريكيين، وحلفاء ضد حلفاء إسرائيل وأمريكا.


 


حق لطهران أن ترفع رأسها عالياً مع وقع أقدام رئيس الوزراء الفلسطيني فوق ترابها، وحق للشعب الإيراني أن يختال بين الأمم، وهو يقبل رأس المقاومة الفلسطينية التي انحازت للكرامة، فصاحب الحق لا يكون محايداً، صاحب الحق صديق لعدو عدوه مهما كلف الثمن، وصاحب الحق مجبرٌ للتحالف مع أعداء عدوه مهما كانت الإغراءات، وقد اختارت فلسطين ممثلة برئيس وزرائها المنتخب "أبو العبد هنية" الصمود طريقاً للصعود.


 


ملاحظة: سخر مدير إحدى المؤسسات معدومة الضمير، والمدعومة مالياً بالدولار الأمريكي، سخر من الاسم العربي "أبو العبد"، وقال لمحدثيه مقهقهاً: هل سمعتم عن رئيس وزراء اسمه "أبو العبد"؟ وأضاف ساخراً مقهقهاً: هل سمعتم عن رئيس وزراء يلبس جلباباً، ويخطب يوم الجمعة في المسجد؟ أي رئيس وزراء هذا الذي يضيع وقته ووقت الحكومة في صلاة التراويح وقيام الليل!؟


 


لم يكن يعلم ذاك الشيوعي أن تراب الأمة العربية والإسلامية سيزهو بالمجد عندما تدوسه أقدام المسلم "أبو العبد هنية"؛ وذلك لأن الرجل يمثل المقاومة الفلسطينية المسلحة قبل أن يكون رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب.


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت