أين المهنية في الدفاع المدني / محمد فراح

رسالة إلى صانع القرار الفلسطيني


هناك مثل يقول " إن أنت كررت العمل نفسه ستلقى المصير نفسه "


منذ أن أنشأت السلطة الوطنية إلى ارض الوطن وشرعت بتأسيس أجهزتها الأمنية والشرطية والدفاع المدني وغيرها من المؤسسات حاولت وكانت موفقه في اختيار قيادة للأمن الوطني والشرطة من ذوي الخبرات القديمة المتراكمة والكل يعرف عن هذه الاسماء ولا داعي لذكرها .


وما نحن بصدده اليوم هو الدفاع المدني , نقول هنا


 ( ما بني على باطل فهو باطل) . ولا يمكن لمهندس أن يعالج مريض " حيث تم التعامل مع قيادة جهاز الدفاع المدني بطريقة غير علمية وغير مهنية , وكأن لسان الحال يقول


" حط أي واحد بمشي الحال " لان هذا الجهاز عبارة عن برابيش مياه ونقطة ( وكان مدير جهاز الدفاع المدني مثاراً للسخرية عند قادة الأمنية ويقال عنه انه ابو البرابيش.


ومن يدعي ذلك قد يبرر ادعاءه أن ليس لدى الشعب الفلسطيني أشخاص يحملون الرتب العالية ولديهم معلومات كافية او خبرة في جهاز الدفاع المدني , فنحن كنا ثورة مسلحة وخبراتنا كلها في مجال التسليح والإعداد والقتال  .


اقول هنا أننا عندما بدءنا في صياغة الدستور الفلسطيني استدعينا ما يكفي من الخبراء من بعض الدول العربية لصياغة هذا الدستور التي ستقام عليه دولتنا العتيدة , وليس في ذلك حرجا وعيباً .


وضمن هذا السياق نقول أننا قد وقعنا في الخطأ منذ البداية حيث تم تعيين العميد عبد الحي عبد الواحد مديراً للدفاع المدني وهو ذو خلفية عسكرية بحته , وبعده تولى محمود ابو مرزوق مسؤولية الدفاع المدني وهو على نفس الشاكله وبعده صقر مجاهد,  وهو كذلك وهكذا دواليك حتى الان ؟؟!!.


المثل الشعبي يقول ( اعطي خبزك لخبازه ولو اكل نصَه ) .


مهما حاول الإنسان ان يتشاطر اويتذاكى ويحاول الحصول على المعرفة يبقى عنده نقص كبير لان المثل يقول كذلك (من شب على شئ شاب عليه ).


ولا يمكن بناء عمارة على أساس ضعيف , او تحت إشراف طبيب لذلك ومن خلال المراقبة والمتابعة لما يجري في الدفاع المدني نلاحظ ان هناك عدم قدره على التعامل والتعاطي مع الأحداث بمهنية واحتراف , وأن هناك الكثير من الحوادث لم يتمكن منتسبي الدفاع المدني من التعامل معها , فحدث بلا حرج ولا داعي لذكرها في هذا المقال .


الأغرب من ذلك انه يتم نقل عدد كبير من الضباط إلى جهاز الدفاع المدني من الشرطة والأمن الوطني وحرس الرئيس وغيره مبنية على أساس العلاقات الشخصية والمحسوبية والولاءات أما الحزبية أو الاجتماعية أو المصلحية , ويتولوا المسؤولية مباشرة ويعينوا مدراء محافظات دون إخضاعهم لدورات مكثفة أو حتى الاطلاع على طبيعة العمل ولو لمدة عام على الأقل , فكيف لهذا المسؤول الجاهل في هذه المؤسسة أن يستطيع متابعة عمله وإعطاء توجيهاته إلى منتسبي هذه المؤسسة ويعرف انهم أجادوا أو قصروا في هذه المهمة او تلك ليتم محاسبتهم بمكافأتهم او عقابهم لأنه بالأصل خارج السياق.


وما دام الحال على ما نحن عليه فإننا سنسمع يوميا وشهرياً وسنويا عن المزيد من الضحايا , وكل مرة نحمل المسؤولية لجهة ما, مرة للاحتلال , ومرة للأحوال الجوية , ومرة ... ومرة , ولا استغرب أن يقال أن هناك قوة خفية هي التي تعيق عملنا وتخرب علينا ولم يبقى الى الاستعانة  بالعرافات والعرافين والمنجمين وطاردي السحر وقارئي الكف  للتخلص من هذه العوائق .


أقول هنا وبصراحة إن العوائق موجودة منا وفينا , لكننا لا نريد أن نضع الإصبع على الجرح , ( ونرى الضبع ونقص على أثره ). لأننا في كل مرة نضع إصبعنا في مكان آخر ويبق الجرح نازفاً وقد نصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها العلاج لان الأمور أصبحت خارجة عن السيطرة .


اقول للمستوى السياسي ابحثوا عن ذوي الخبرة والكفاءة والمهنية , فهل ننتظر المزيد من الضحايا والشهداء والمعاقين والفواجع والمصائب أم نحن بحاجة إلى ثورة شعبية لكي يصحوا هؤلاء المسؤولين من سباتهم ويتخلوا عن كبريائهم ومكابراتهم باستهتارهم بأرواح أبناء شعبنا العظيم الذي قدم الغالي والنفيس من اجل تحقيق حلمه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية , ومن اجل الوصول إلى هذا الهدف السامي ( الحلم الذي يراود كل إنسان فلسطيني في الداخل والخارج في نهاره وليله يجب أن تدار مؤسساتنا المدنية والعسكرية وشبه العسكرية  والأمنية بمواطنين مهنيين وذوي اختصاص .


سيدي الرئيس : عندما يقتل جندي إسرائيلي على الحدود مع الدول العربية يتوجه رئيس الوزراء ورئيس الأركان وطاقمه وجميع قادة الأركان للمكان من اجل اخذ العبر وعدم تكرار ما حدث مع المقارنة وللأسف الشديد مع ما حدث من وفيات في مناطق السلطة (بيت لحم , قفين , جبع ....) لم نرى مسؤول الدفاع المدني وغيره من المسؤولين كانوا في عين المكان لأخذ الحيطة والحذر واستيعاب الدروس .


 


 بقلم خبير الاطفاء محمد فراح


 


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت