الأسير عدنان : نحن نقدّس الحياة ولكني أريد أن أعيش حراً

 


جدد الأسير خضر عدنان التأكيد على أنه مصمم على الاستمرار في إضرابه عن الطعام قائلاً :" أنا لم أقم بهذه الخطوة حُباً بالموت، فنحن نقدّس الحياة، ولكني أريد أن أعيش حراً كريماً وعزيزاً. هم يريدونني أن أموت بصمت بعيداً عن أي وسيلة إعلام أو تواصل مع العالم ولكن مَن كان الله معه فمَن عليه.. ومَن كان الله عليه فمَن معه ".


 


جاء ذلك خلال زيارة قام بها النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي للأسير عدنان في مستشفى صفد ، وتركّز الحديث حول حالة الأسير عدنان الطبية بعد وصوله اليوم الخامس والستين للإضراب عن الطعام.


 


وشدد الأسير عدنان للطيبي على أنه مصمم على الاستمرار في هذه المعركة نظراً للإهانات والبذاءات التي صدرت من المحققين واحتجاجاً على اعتقاله الإداري.


 


ومن جهته قال الطيبي أنه استاء جداً عندما رأى سلاسل حديدية مربوطة في سرير الأسير خضر عدنان وأكد له خضر أنه "يُقيّد بالسلاسل في سريره كل ليلة". وأضاف الطيبي منتقداً إدراة المستشفى " كيف يمكن للأطباء ولمستشفى أن يسمحوا بهذا التصرف غير الإنساني تجاه أسير مُصاب بالهزال والضعف خسر 30 كغم من وزنه ، وكيف يوافقون على ربطه بالسلاسل ؟!!".


 


وقال الطيبي لخضر عدنان، أذكّرك بما قاله شاعرنا محمود درويش " لا غرفة التحقيق باقية ولا زرد السلاسل".


 


ورد الأسير عدنان : " أحييك وأحيي اخوانك في الحركة العربية للتغيير على وقفتكم الدائمة مع أبناء شعبكم، وأستمد القوة والدعم من كل أبناء شعبنا ومن الأحرار في العالم" وأضاف " أنا ناشط سياسي وأعمل في السياسة فقط وليس في مجالات أخرى. صحيح أنني طالب ماجستير اقتصاد في جامعة بير زيت، ولكنني قبل الاعتقال كنت أعمل بائع زعتر متجول في سوق قباطية ، وعندما سأتحرر إن شاء


 


الله سأعود لبيع الزعتر.. زعتر بلادي. نحن أصحاب حق والسجانون هم أصحاب الباطل ولذلك فإنهم يخافون حتى من عدسة الكاميرات أن تراني أو يسمعني شعبي وأحرار العالم في الإضراب الباحث عن الحرية والرافض للإعتقال الإداري عام 2012 ".


 


كما وجّه الأسير عدنان عبر النائب الطيبي رسالة إلى أبناء الشعب الفلسطيني وكل الأحرار في العالم والمتعاطفين معه جاء فيها : " شكراً لكم واحداً واحداً، وأنقل لكم عبر أخي الدكتور أحمد الطيبي سلامي وتحياتي وامتناني، متمنياً من الله عزّ وجل أن أكون بينكم حراً عزيزاً كريماً بعد هذه الملحمة في هذا الإضراب الممتد عن الطعام".


 


ومن جهته حمّل النائب أحمد الطيبي حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي مكروه أو ضرر أو وفاة تلحق بالأسير خضر عدنان جراء هذا الإضراب قائلاً " إنه ناشط سياسي تعرّض لإعتقال إداري ظالم وغير مُبرر، وعليه نطالب بإطلاق سراحه فوراً. طرحنا وسوف نطرح هذا الموضوع على الوزراء الإسرائيليين والكنيست الإسرائيلية ليتحملوا مسؤوليتهم تجاه ما قد يحدث من انعكاسات خطيرة وتطورات وتدهور ميداني إذا لحق أي مكروه بخضر عدنان داخل السجن ".


 


كذلك طالب الطيبي وزارة الصحة الإسرائيلية بأن تتحمل مسؤوليتها وتصدر تعليماتها بعدم تقييد الأسير عدنان بسريره في المستشفى خاصة وأنه تتم حراسته في غرفة المستشفى على مدار 24 ساعة من قبل أفراد مصلحة السجون الذين تواجدوا اليوم بشكل مكثف حيث وقف أكثر من عشرة منهم داخل وخارج الغرفة أثناء الزيارة.


 


كما طالب الطيبي الصليب الأحمر والهيئات ذات الاختصاص قائلاً : " نريده بطلاً حياً ونريدكم أن توفروا له العلاج الذي لا يكسر الإضراب ولكنه يمنع موته وهذا ممكن طبياً ".


 


وجاءت أقوال الطيبي في مؤتمر صحفي عقده أمام عشرات من وسائل الإعلام التي انتظرته خارج غرفة الاسير من وسائل إعلام محلية وإسرائيلية وعالمية. كما رافق النائب الطيبي الشاعر الفلسطيني مروان مخول الذي نقل للشيخ خضر عبر النائب الطيبي "تحيات الحرية والعزة والشموخ "  وكذلك المساعد البرلماني احمد مهنا.


 


إلى ذلك حذر الدكتور أمير مرعي المختص بعلاج الأسير عدنان ،أن 6 أيام فقط باتت تفصل بينه وبين الموت، بعد 65 يوما من الإضراب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الإداري.




وقال الطبيب مرعي الذي عاين عدنان  في تصريحات صحفية إن "إمساك الإنسان عن الطعام 60 يوما فما فوق يعني أنه معرض للموت أو انهيار أعضائه الحساسة في كل لحظة من الناحية الطبية ولكن إرادة الله فوق كل شيء، مشددا على أن مدّه بالسوائل والأملاح والغلوكوز لا يكفي جسده المحتاج للفيتامينات والدهنيات وغيرها".




ولفت مرعي إلى أن الأملاح لا تغني عن الطعام ولا تحول دون عملية تحلل موارد الطاقة في جسده، وقد بلغت العضلات بعد استنزاف بقية مكونات جسده وفقدانه 32 كيلوغراما في شهرين، وأضاف "يعاني الأسير من حالة وهن جسدي، لكنه لم يفقد وعيه وصفاء ذهنه".




يذكر أن المحكمة الإسرائيلية العليا حددت غدا الثلاثاء موعدا للنظر بالتماس عدنان، وسط استعدادات لتصعيد النضال الشعبي الفلسطيني تضامنا مع الأسير عدنان.