"الأسير عدنان انتصر لإرادته ولم يتعب ولم يغمض له جفن وبقي مصر على قراره وانتصر على إرادة السجان, فهو رمز لم يناضل من أجل نفسه بل من أجل كل الشعب الفلسطيني فتحول إلى رمز لكل العدالة الإنسانية ورمز لكل الأحرار".
هذا ما قاله وزير الأسرى والمحررين بالسلطة الفلسطينية عيسى قراقع في أعقاب الاتفاق بين ممثل النيابة العامة الإسرائيلية ومحامي الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ 67 يوماً على التوالي، على عدم تجديد اعتقاله إداريا لفترة إضافية، وإطلاق سراحه في السابع عشر من نيسان المقبل.
وقال قراقع خلال مؤتمر صحفي عقد, اليوم الثلاثاء، ببلدة عرابة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية, أن الأسير عدنان هو رمز للعدالة الإنسانية، مشددا على ضرورة البناء على هذا النصر في الأيام المقبلة لإجبار العالم على الإلتفات إلى قضية الأسرى وإجبار سلطات الاحتلال على الإفراج عن جميع الأسرى.
بدوره أكد جواد بولس محامي الأسير خضر عدنان, أن "الأسير عدنان قرر تعليق إضرابه عن الطعام, اليوم الساعة السابعة مساءً، بعد قرار المحكمة الإسرائيلية الإفراج عنه بتاريخ 17/ 4 المقبل, لافتاً إلى أن الأسير أصر على أن يعقد المؤتمر الصحفي في بلدة عرابة على وجه الخصوص لتوضيح ما تم التوصل اليه من اتفاق في المحكمة.
وتمنى بولس أن يعود الشيخ خضر عدنان وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي إلى أهله, ناقلاً تحيات الأسير إلى أهله وشعبه وكل من تضامن معه فردً فرداً إن كان مسلماً ومسيحياً وغيرهم.
هذا ولفت الوزير قراقع في تصريح لوكالة قدس نت للأنباء إلى أن الأسير عدنان سيدخل في برنامج علاجي داخل المستشفى الذي يتواجد به حاليا من اجل استرداد عافيته، مؤكدا على أن ما حققه الأسير خضر عدنان هو نصر لكل الحركة الأسيرة ويجب البناء على هذا النصر في الأيام المقبلة لإجبار العالم على الالتفات إلى قضية الأسرى وإجبار سلطات الاحتلال على الإفراج عن جميع الأسرى.
من ناحيته أكد العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي, أن الأسير عدنان منتصر مهما حدث, بعد أن فرض قضية شعبه وقضية الأسرى خاصةً الاعتقال الإداري.
وأوضح الطيبي أن قضية الأسير عدنان تطورت بشكل كبير في الأيام الأخيرة, حتى وصلت إلى كل بقاع العالم, وإلى كل الأحرار فيه, وأنه خرج من هذه المعركة رأس مرفوع وهامةً شامخة, ناقلاً عن الأسير حديثه "أنا بدأت هذا الإضراب دفاعاً عن عزتي وكرامتي وكرامة شعبي وعائلتي. "
وكان من المقرر أن تنظر المحكمة "العليا" الإسرائيلية اليوم في الالتماس الذي قدمه الأسير بواسطة محامي نادي الأسير جواد بولص، لكن بعد الاتفاق بين المحامي والنيابة تم إلغاء الالتماس، وأوقف الأسير خضر إضرابه عن الطعام .
وحسب الاتفاق، وبعد أن أقره المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية فإنه ليست هناك حاجة أمنية لتمديد الاعتقال الإداري للأسير عدنان، إلا في حال حصول الأجهزة الأمنية على مواد جديدة وجدية ضده.
ووافق المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية على احتساب أيام التحقيق واعتقال الأسير سابقا من ضمن الاعتقال الإداري لمدة الأشهر الأربعة التي فرضت على الأسير عدنان.
واعتقل الأسير خضر عدنان في 17 كانون أول/ديسمبر الماضي، وبدأ إضرابه عن الطعام بعد أيام من اعتقاله احتجاجا على وضعه في الاعتقال الإداري.
وسجل خضر عدنان أطول فترة في الإضراب عن الطعام يخوضها أسير في العالم حيث تم نقله إلى مستشفى صفد الإسرائيلي بسبب تردي وضعه الصحي، وحذر أطباء من إمكانية أن يفقد الحياة في أي لحظة.