حمّل رئيس الوزراء بالسلطة الفلسطينية سلام فياض الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير خضر عدنان، وقال: "منذ اليوم الأول حملّنا ولا نزال حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الشيخ خضر عدنان، ونأمل من خلال رفع الصوت على الساحة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة أن تُشكل في مجملها حالةً ضاغطة بما يكفي لإلزام الحكومة الإسرائيلية بإنهاء معاناة خضر عدنان وكافة الأسرى الفلسطينيين.
وأضاف: "منذ اليوم الأول بُذلت وما زالت جهوداً مكثفة مع كافة مكونات المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة خضر عدنان، لكننا لم نسمع ما يكفي لإعلاء الصوت باتجاه إنهاء معاناته".
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء،اليوم الثلاثاء، أثناء مشاركته في الاعتصام التضامني مع الأسير خضر عدنان في مقر منظمة الصليب الأحمر في مدنية البيرة، بحضور وزير الأسرى عيسى قراقع وعددٍ من الوزراء والمسؤولين.
ودعا فياض المجتمع الدولي لرفع صوته بقوةٍ أكبر، وتحمل مسؤولياته الكاملة لإلزام إسرائيل بالإفراج الفوري عن الأسير خضر عدنان وإلغاء الاعتقال الإداري، وكل أشكال الانتهاكات التي تُمارسها إسرائيل بحق الأسرى في سجون الاحتلال.
وأكد فياض في كلمته أمام المعتصمين على أن قضية الأسير خضر عدنان فتحت وبقوة ليس فقط قضية الاعتقال الإدراي، بل ومعاناة جميع أسرى الحرية في سجون الاحتلال وضرورة الإفراج الفوري عنهم، وخاصةً المُعتقلين إدارياً والمرضى والأطفال والنساء والنواب والأسرى القدامي الذين مرّ على اعتقال العديد منهم ما يزيد عن عشرين عاماً.
وقال:" أحييكم جميعاً ومن خلالكم كافة أبناء وبنات شعبنا ممن تضامنوا ووقفوا، وممن يتضامنون يومياً مع أسرانا وفي مقدمتهم المُعاناة الممزوجة بالإرادة والإصرار على الحرية التي يُسجلها خضر عدنان في إضرابه احتجاجاً على اعتقاله الاداري"، وأضاف: "إذا كان هذا الفتح الذي خطّه خضر عدنان موجهاً كاحتجاج ضد الاعتقال الإداري، فإنه، ومن خلال هذه الوقفة واحتجاجاً على كافة سياسات الاحتلال القمعية بحق أسرى الحرية وبحق شعبنا وهو الاحتلال غير المشروع، فإن هذا الاحتلال يجب أن ينتهي. نعم، لقد آن الأوان لهذا الليل الطويل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر عن كافة أسرانا".
وأكد فياض على أن "الإجماع الشعبي والتضامن الواسع مع كافة أسرانا يؤكد أن قضيتهم في وجداننا دوماً، وأنه لن يهدأ لنا بال إلا بحريتهم جميعاً، واعتبر أن حرية الأسرى هي جزء لا يتجزأ من حرية الوطن. كما أكد على أن ملف الأسرى بكامل مكوناته دائم على جدول أعمال المؤسسات الرسمية والشعبية بما في ذلك، ملف استرداد جثامين الشهداء.
وتوقف رئيس الوزراء أمام إزدواجية المعايير التي مازالت تُمارس من قبل المجتمع الدولي، وقال: "آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحدث بصوتٍ أكثر ارتفاعاً مما لمسناه، لو كان هذا وقع في أي بلدٍ آخر أو إضراب عن الطعام من قبل معتقلٍ آخر من جنسيةٍ أخرى وضد نظامٍ آخر لسمعنا صوتاً أعلى بكثير مما سمعناه من بعض مكونات المجتمع الدولي، رغم أن هناك من اتخذ موقفاً واتصل مع سلطات الاحتلال، لكن كل ذلك لم يرتق لما كان مطلوباً منذ اليوم الأول لالزام إسرائيل بالإفراج عن الأسير خضر عدنان".