أكد رئيس الوزراء في حكومة رام الله سلام فياض على أن إرادة الأسير خضر عدنان أجبرت نظام الاحتلال على الانصياع لحقه في الحياة والحرية، حيث أن قرار محكمة الاحتلال بالإفراج عنه في 17 نيسان القادم، وعدم تجديد الاعتقال الإداري له يُساهم وبقوة في تثبيت عدم مشروعية الاعتقال الإداري ,قائلا: " لقد وضعت هذه القضية مجدداً معاناة الأسرى برمتها أمام المحافل الدولية، بما يُساهم في حمل المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والسياسية، وأن يتحدث بصوتٍ أكثر وضوحاً وأكثر ارتفاعاً لمعالجة هذا الملف بعيداً عن ازدواجية المعايير التي ما زالت سائدة وبما يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى دون استثناء".
وأضاف خلال حديثه الإذاعي الأسبوعي: "لم يعد مقبولاً أن يستسلم العالم لمعاملة إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون، وهي تستمر في اعتقال الأطفال والمرضى ونواب المجلس التشريعي، ومعهم عدد كبير من الأسرى منذ ما قبل أوسلو، معظمهم يعاني من أمراضٍ مُزمنة", مشددا
على أن قضية عدنان نجحت في أن تفرض على نطاقٍ واسع من الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي قضية الاعتقال الإداري الذي تُمارسه الحكومة الإسرائيلية بحق أكثر من ثلاثمائة أسير، ومنهم من أمضى سنوات في الأسر دون تهم ولا محاكمة.
وشدد رئيس الوزراء على أهمية تكامل الجهدين الشعبي والرسمي لتسليط الضوء على معاناة الأسرى وضمان إطلاق سراحهم، متابعا: "أظهرت قضية عدنان أهمية الجهد الشعبي من كل أبناء شعبنا وتكامله مع الجهد الرسمي المبذول مع المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان لتسليط الضوء على ما يعانيه آلاف الأسرى داخل سجون الاحتلال، من إهمال طبي، وعزل، ومعاملة قاسية، وعلى ضرورة إلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأهمية متابعة حشد المزيد من الدعم الدولي للإقرار بحقوق الأسرى التي تضمنها لهم كافة المواثيق والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها اتفاقيتا جنيف الثالثة والرابعة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، بالإضافة الى اتفاقية لاهاي واتفاقية مناهضة التعذيب".
وأضاف: "ونحن إذ نتحدث عن قضية خضر عدنان ومعاناته وإصراره على نيل حريته وكرامته، فنحن نتحدث عن الآلاف من أبناء وبنات شعبنا، ولكل واحدٍ منهم قصته الإنسانية وحكايته الخاصة، فهم ليسوا مجرد أرقام كما تسعى إسرائيل إلى تحويلهم، بل إنهم بشر لهم أحلامهم وتطلعاتهم الإنسانية للعيش مع عائلاتهم، والانخراط في بناء مجتمعهم ومستقبل شعبهم".
وشدد فياض خلال حديثه على أن الوفاء لقضية أسرى الحرية، يتطلب منا، اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى، أن نستفيد جميعاً من الدروس التي قدمتها قضية الأسير خضر، ومتابعة الجهود لإنهاء المعاناة التي يعيشها الأسرى والأسيرات، فقضيتهم هي قضية وطنية تمس كل بيت فلسطيني. وعندما نتحدث عن هذه القضية فنحن نتحدث عن الآلاف من شعبنا ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال التي يقع معظمها داخل إسرائيل، الأمر الذي يشكل بحد ذاته انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وختم فياض حديثه مخاطباً الأسير عدنان ,قائلا: "لقد انتصرت إرادة الحياة، وإن شاء الله موعدنا مع حريتك قريب، ولابنتك العزيزة معالي أقول نعم سينال والدك حريته وسيحضر لك ألعاباً كثيرة وسيخرج معك في رحلات جميلة".