فبراير يشهد تصعيد في الاعتقالات والتضييق على الأسرى

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
أكد رياض الأشقر الباحث المختص في شئون الأسرى بان سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعدت خلال الشهر الماضي من سياسة الاختطافات والاعتقالات بحق الفلسطينيين ، حيث اعتقلت ما يزيد عن 380 مواطناً من أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، وأراضى ال48 والقدس، وقطاع غزة .

وأوضح الأشقر بأن من بين المعتقلين 54 طفلاً ما دون ال18 عام، و6 نساء بينهن أسيرة محررة ، إضافة إلى 14 مواطناً من قطاع غزة تم اعتقالهم قرب الحدود، احدهم مريض بالسرطان وهو الشاب كامل حكمت الترامسى " 22 عام" من مدينة غزة وقد اعتقله الاحتلال على حاجز بيت حانون خلال توجهه للعلاج داخل مستشفيات أراضى ال48 ، بالإضافة إلى خمسة صيادين اعتقلو فى عرض البحر أثناء ممارسة عملهم في مهنة الصيد.

وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال أعاد خلال الشهر الماضي اعتقال 5 من الأسرى المحررين في صفقة التبادل الأخيرة "فاء الأحرار" ، بينهم الأسيرة المحررة هناء يحيى الشلبى من جنين، والثلاثة الآخرين هم أيمن ابوداود، ويوسف عبد الرحمن شتيوي، ومحمود عدنان سليم ، و رامي ابو هنية، وقد فرض على المحررة الشلبى حكماً بالسجن الإداري لمدة 6 أشهر، ورفضت الأسيرة هذا الحكم ودخلت في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 15 يوما ًمتواصلة للمطالبة بإطلاق سراحها، وبذلك يكون الاحتلال قد أعاد اعتقال 6 من الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل مقابل "شاليط ".

نساء وأطفال..
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال اعتقل خلال فبراير 54 طفلاً ما دون ال18 عام أصغرهم الطفل عدي قفيشه البالغ من العمر "13 عاما"، وقد اعتقل من أمام مدرسته بالخليل، فيما اعتقل 6 نساء وهن: المحامية شيرين العيساوى وهى أسيرة محررة بعد اقتحام منزلها في القدس والاعتداء عليها بالضرب، والسيدة مفيقة محمد القواسمة وهي زوجة الأسير محمد شفيق القواسمة، والمواطنة منى أبو سنينه وهى زوجة الأسير حمدان أبو سنينه وهي أم لطفل، فيما اعتقلت عائشة موسى غنام قرب الحرم الإبراهيمي، واعتقلت سيدة أخرى على احد الحواجز في الخليل بحجة محاولتها طعن جندي إسرائيلي ، إضافة إلى الأسيرة المحررة هناء الشلبى .

ممارسات انتقامية..
وبين الأشقر بان الاحتلال صعد أيضا خلال الشهر الماضي من سياسته الانتقامية وإجراءاته التعسفية بحق الأسرى وكان من أبرزها اقتحام قسم 7 بسجن النقب والذي يضم الأسرى الإداريين وإجراء حملة تفتيش وقمع واسعة ،و نقل 120 أسير منهم وتوزيعهم على عدة سجون ،كذلك اقتحام سجن عسقلان 4 مرات، كان أخرها في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، حيث اقتحم عشرات الجنود اقسام السجن وأجريت حملة تفتيش مهينة للأسرى استمرت 12 ساعة متواصلة تم خلالها إخراج الأسرى في البرد دون أغطيه أو ملابس، ثم قامت الإدارة بعزل عدد من الأسرى بعد انتهاء التفتيش.

وعاقبت إدارة السجون، أسرى سجني "رامون" و"نفحة" بمنعهم من زيارة ذويهم لمدة شهر، بسبب إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على ظروفهم القاسية ، فيما عاقبت أسرى سجن "عسقلان" ، بمنعهم من الزيارة لثلاثة أشهر.

وكذلك عاقبت الأسرى في سجن "رامون" ، بسحب الأجهزة الكهربائية ومنعهم من شراء مستلزماتهم من الكنتين ، وفرض العزل الانفرادي على خمسة منهم، بعد مناوشات حدثت بين الأسرى وإدارة السجن .

وقامت أيضا بعزل عشرات الأسرى الذين تضامنوا مع الأسير خضر عدنان في إضرابه المفتوح عن الطعام ، كذلك جددت العزل الانفرادي للأسير أحمد المغربي لمدة 6 شهور إضافية، وعزلت إدارة سجن "عسقلان" الأسير محمد الرجبي من مدينة الخليل، كذلك عاقبت الأسير صابر ذياب من قلقيلية بالعزل الانفرادي، ونقلت إدارة سجن "أيشل" الأسير عثمان بلال المحكوم بالمؤبد مرتين من سجن "ايشل" إلى سجن "هداريم" في قسم العزل.

ونقلت الأسير معمر الشحروري من المحكوم بتسعة وعشرين مؤبدا من سجن "جلبوع" إلى سجن العزل الانفرادي في "شطه" ، فيما هدد الاحتلال الأسرى في سجن "جلبوع" بنقلهم جميعاً إلى سجن "مجدو".

ولم يسلم أهالي الأسرى من انتهاكات الاحتلال حيث تعرضت أمهات وزوجات الأسرى المتوجهات لزيارة أبنائهن في سجني "نفحة" و"ريمون" للتفتيش العاري "المذل" على حاجز الظاهرية .

تصعيد الاعتقال الإداري..
وكشف الأشقر بان سلطات الاحتلال صعدت في الفترة الأخيرة من فرض الاعتقال الإداري على الأسرى الجدد ، وتجديد الإداري للمعتقلين لمرة ثانية وثالثة ، حيث فرض الإداري على ما يزيد من 50 أسيرا ، خلال الشهر الماضي ، بينهم القياديان فازع ونادر صوافطة ، و الإعلامي أمين أبو وردة والأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" أيمن الشراونة .

وجددت الاعتقال الإداري لأكثر من 30 آخرين ، منهم 3 نواب وهم ناصر عبد الله عبد الجواد عن مدينة سلفيت لمدة 4 شهور والنائب عن محافظة بيت لحم أنور محمد زبون لمدة 6 شهور،والنائب الشيخ محمد جمال النتشة، من مدينة الخليل لمدة 6 شهور ، وجددت للقياديان في حركة حماس من الخليل منتصر شديد لمدة أربعة أشهر وعايد دودين لمدة 6 شهور ، كما جددت للصحفي عامر أبو عرفة لمدة 6 شهور جديدة للمرة الثانية وهو مراسل وكالة شهاب من الضفة الغربية .

من جهة أخرى أصدرت محكمة بئر السبع الإسرائيلية حكماً بالسجن لمدة 18 عاما علي الأسير أحمد عبد الرحيم شمالي من قطاع غزة .

تدهور الوضع الصحي..
وقال الأشقر بأنه نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى تواصل خلال الشهر الماضي تدهور حالة العديد من الأسرى المرضى وكبار السن ، حيث تم نقل الأسير د.محمد الصليبى إلى المستشفى نتيجة تدهور حالته وهو يعانى من عدة أمراض أخطرها السكري والضغط ، فيما نقلت كذلك الأسير ثابت مرداوي من جنين إلى أحد المستشفيات، بسبب تردي وضعه الصحي، بعد خوضه الإضراب عن الطعام منذ أكثر من 10 أيام تضامنا مع الأسير خضر عدنان .

بينما يهدد الشلل الأسير زهير رشيد لبادة الذي يقبع في مستشفى سجن الرملة بعد تدهور صحته بشكل كبير حيث يعاني من فشل كلوي، ونتيجة لغسيل الكلى أصيب بالتهاب في الكبد وأصبح يعاني من تشمع في الكبد، وذلك نتيجة تركه لمدة سبعة أيام دون غسيل للكلى في سجن حوارة .

وتدهورت أيضا صحة الأسير ضرار موسى أبو سيسي من غزة فى عزل سجن عسقلان، حيث يعاني من مشاكل في الكلى والمرارة والقلب والمعدة وارتفاع في ضغط الدم وفقر في الدم ووصل دمه إلى درجة 10 وقد خسر ما يقارب من 30 كيلومن وزنه .

كما تدهورت أيضا حالة الأسيرة ورود ماهر قاسم من أراضى 48 والمعتقلة في سجن "هشارون" بحيث لا تقوى على الوقوف وتعانى من نقص في فيتامين D الأمر الذي يسبب لها أوجاعا شديدة في المفاصل .

ويعانى الأسيركرم سليمان عيسى، من نابلس من مرض نفسي وانفصام في الشخصية، ولا يعرف ما يدور حوله .

وناشد الأشقر التنظيمات الفلسطينية وجماهير الشعب الفلسطيني بضرورة الاهتمام أكثر بقضية الأسرى ، وعدم التعاطي معها بشكل موسمي فى حال وقوع أحداث داخل السجن ، أو تنفيذ إضراب طويل عن الطعام ، كما حدث مع الأسير خضر عدنان ، ثم ما تلبث تلك الفعاليات التضامنية أن تتلاشى بعد زوال السبب، مؤكداً بان معاناة الأسرى مستمرة ولا تتوقف ، لذلك فان التضامن معهم يجب ألاَّ يتوقف.