لندن - وكالة قدس نت للأنباء
طالب أفي شلايم أستاذ العلاقات الدولية في جامعة 'أوكسفورد' البريطانية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالتصدي لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي وصفها ب"المدمرة" في الشرق الأوسط.
ووصف شلايم - في مقال له نشرته صحيفة 'الإندبندنت' البريطانية، اليوم الاثنين، وأوردتها على موقعها الإلكتروني - نتنياهو بأنه شخص "محب للحروب" ورافض للاعتراف بالحقوق الفلسطينية ، كما أنه يختار الحلول المتطرفة.
وقال "يخطيء من يظن أن نتنياهو هو الوحيد الذي يمتلك هذه الصفات في إسرائيل ، بل أن الإسرائيليين في حد ذاتهم عبارة عن مجموعة من الناس تجمعهم رؤية خاطئة عن الماضي وكراهية لجيرانهم العرب خصوصا الفلسطينيين".
وأضاف أن "العداء تجاه العرب هو الخط الرئيسي الذي يحكم سياسات نتنياهو ، حيث إنه لا يؤمن بالتعايش مع الفلسطينيين ، وأنه يرى أن علاقات إسرائيل مع العرب هي عبارة عن صراع دائم لا ينتهي بين قوى الظلام والنور".
وتابع إن "الحكومة الائتلافية التي يترأسها نتنياهو هي من أكثر الحكومات عنصرية وعدائية وتصلبا دبلوماسيا في تاريخ حكومات إسرائيل ، حيث تتكون وزارته من وزير خارجية هو أفيغدرو ليبرمان الذي لا يقبل بأي مساومات مع الفلسطينيين ووزير الدفاع إيهود باراك الذي يرى الدبلوماسية امتدادا للحرب بشكل آخر وهو رجل أمني يؤمن بتوفير الأمن بنسبة 100% للإسرائيليين مقابل صفر بالمائة للفلسطينيين".
وقال إن "حكومة نتنياهو هي عبارة عن مجموعة من المتشددين القوميين هدفهم رسم الحدود لإسرائيل الكبرى ووضع القومية الإسرائيلية فوق الأخلاق والقانون الدولي والاعتماد على القوة العسكرية لإخضاع الآخرين وهي بذلك تتجه نحو الفاشية."
ومن جهتها ، قالت الصحيفة إنه بالرغم من الضغط الأمريكي على نتنياهو من أجل أن يصرح بأنه يقبل وجود دولة فلسطينية غير مسلحة وذلك خلال خطاب ألقاه في جامعة بار إيلان عام 2009 ؛ إلا أن هذا كان مجرد كلام لأن الدليل الحقيقي على صدقه كان إيقاف الاستيطان ؛ إلا أنه منذ ذلك الحين بدأ تزايد وتكثيف بناء المستوطنات بشكل كبير خصوصا حول مدينة القدس المحتلة التي هي أكثر جزء حساس في هذه المأساة المستمرة منذ مائة عام.
وأشار أفي شلايم أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوكسفورد البريطانية إلى أنه على الجانب الأمريكي أكد الرئيس باراك أوباما أكثر من مرة أن علاقة الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن قطعها ، ولكن نتنياهو يعمل على تدميرها حيث وضع أوباما إيقاف الاستيطان كشرط أساسي للتقدم في عملية السلام ، موضحا أن أوباما تواجه مع نتنياهو ثلاث مرات حول هذا الموضوع وتراجع الأول في كل مرة بل ورضخ للثانى حول موضوع استخدام الفيتو في مجلس الأمن حين استخدمته الولايات المتحدة في عام 2011 ضد مشروع قرار يدين الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة.
وأكد شلايم أن هذا يعتبر تحديا من سياسي من بلد صغير وهو نتنياهو لأقوى رجل في العالم وهو أوباما وأن جزءا من قدرته على فعل ذلك يرجع إلى تأثير ونفوذ اللوبي اليهودي الذي عمل منذ عام 1967 على معارضة أية خطط دولية لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي ولكنه يدعم أي قرار لضربات عسكرية لأعداء إسرائيل كما حصل في العراق 2003 وإيران في الوقت الحالي حيث إن نتنياهو يحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب لا يمكن بأي حال أن تفيد مصالحها.
وقال إن التحدي أمام أوباما هو إخضاع حليفه نتنياهو بعد إعادة ترتيب الأولويات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ليدرك ان التهديد الرئيسي للاستقرار في الشرق الأوسط ليس إيران بل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ، وأن المصدر الرئيسي للعداء ضد أمريكا سببه يكمن في القهر الإسرائيلي للشعب الفلسطيني وتآمر أمريكا مع هذا القهر ، متسائلا إذا لم يكن أوباما من سيقف أمام نتنياهو دفاعا عن المصالح الأمريكية فمن سيفعل؟.
وشلايم هو يهودي عراقي، ولد ببغداد في 31 أكتوبر1945 ، وترعرع في إسرائيل ، ويتحدث باللغتين العبرية والعربية وله كتابات متواصلة في جريدة (الجارديان) البريطانية ويعتبر واحدا من أكثر الأشخاص تعمقا وفهما للصراع العربي الإسرائيلي.