تصعيد الاحتلال يعيد ذكرى الحرب لغزة..فهل يستمر أو ينتهي بتهدئة جديدة..؟

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
ساعات حامية عاشها القطاع خلال الـ24ساعة الماضية, اقتبست في طياتها أجواء الحرب التي تعرضت لها غزة قبل ثلاث سنوات فشملت ضربات من قبل الاحتلال قابلها الرد من المقاومة نتج عن ذلك أثنى عشر شهيداً وعشرات الإصابات مقابل ثمانية إصابات أوقعتها صواريخ المقاومة في صوف المستوطنين, وعلى هذا المنوال نتساءل هل الاحتلال يسعى من خلال تصعيده لفتح جبهة مع غزة تحضير لعدوان كبير؟ وهل سيستمر العدوان خلال الأيام القادمة؟ وهل وازنت المقاومة بردها كفت قوتها ضد الاحتلال؟ تساؤلات عدة أجاب عنها محللون مختصون لـ"وكالة قدس نت للأنباء".

أسباب عدة ..
فأسباب التصعيد كما يقول المحلل السياسي مخيمر أبو سعده في حديثه لـمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" "محمود سلمي" تخضع لعدة أسباب أرجحها تصفية الاحتلال لحساباته مع لجان المقاومة الشعبية باغتيال أمينها العام زهير القيسي, إضافة لتوجيه رسالة للمقاومة بأن أي تخطيط لأي عملية ضد إسرائيل مراقب ومحضر للرد عليه ومنعه.

وأضاف "أحد الأسباب أيضا محاولة استدراج قطاع غزة وفصائل المقاومة وحركة حماس لعمل عسكري جديد والتفرد به, في ظل انشغال أمريكا بانتخاباتها الرئاسية والعرب بثوراتهم والأوروبيين بأزمتهم الاقتصادية, إضافة لاحتمال أن يكون التصعيد محاولة للتحضر لمواجهة إيران بإنهاء مواجهتها على الجبهة الجنوبية المتمثلة بغزة".

التصعيد سيستمر ..
ورجح أبو سعده بأن موجة التصعيد ستستمر خلال الأيام القليلة القادمة, خاصة بعد الليلة الحامية التي عاشها القطاع أمس وسقوط 12شهيداً وعشرات الجرحى إضافة لإطلاق المقاومة العشرات من الصواريخ, موضحاً أن التصعيد مهما استمر سيقابل بالتهدئة التي تكون غالباً بتدخل الجانب المصري أو الأطراف الأوروبية لاحتواء الموقف.

وعن رد المقاومة على اعتداءات الاحتلال وإن كانت ستشكل حاجز ردع أمام الاحتلال قبل أن يقدم على أي تصعيد قادم, بين أبو سعده أن الاحتلال قبل أي تصعيد يعلم أنه لن يمر مرور الكرام وأنه متوقع رد المقاومة وهو يدرك أن المقاومة لديها إمكانيات كبيرة لم تكشفها حتى الآن بإمكانها أن تحدث الخسائر بجانبه.

نتاج صيحات الحرب ..
بدوره يرى المحلل السياسي طلال عوكل بأن التصعيد الذي يشهده قطاع غزة هذه الأيام هو نتاج لصيحات الحرب المتتالية التي ينادي بها رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو والرئيس الأمريكي أوباما مؤخراً ضد إيران, والجبهات الأخرى مع الاحتلال كغزة وحزب الله, مشيراً إلى أن الاحتلال بطبيعته دولة عدوانية وتمارس عدوانها باستمرار سواء بالاستيطان بالقدس أو بالتصعيد العسكري على غزة.

ولم يتوقع عوكل على عكس أبو سعده أن تستمر موجة التصعيد الحالية خلال الأيام القادمة وأنها سترسوا على التهدئة التي تكون دائماً بتأثير ورعاية مصرية, موضحاً أن هذا التأثير بدأ يظهر من خلال الوضع الهادئ للقطاع اليوم بعد الليلة الحامية التي عاشها أمس, مشيراً إلى أن رد المقاومة لم يكن رادع جداً للاحتلال فهو لم يوقع إلا 8اصابات في صفوف المستوطنين مقابل 12 شهيداً بغزة.

ليبرر الرد..
ونبه عوكل إلى أن الاحتلال بتصعيده يسعى لجر غزة نحو الرد على اعتداءاته حتى يبرر أي تصعيد أو استهداف ضد غزة, مؤكداً على أن استهداف الاحتلال لكوادر الجهاد الإسلامي بصورة خاصة وعدم استهداف كوادر حركة حماس يرجع لعدم رغبة الاحتلال بأن يفتح جبة ضده تتحد بها كافة الفصائل في القطاع ويكون ردها موجع له, إضافة إلى أنه يسعى لخلق التناقضات في الشارع الفلسطيني من خلال استهدافه فئات معينة.

ويبقى القطاع في حالة تأهب وترقب من قبل فصائل المقاومة إضافة إلى السكان الذين يتعرضون لنفس عدوان الاحتلال فالفلسطينيين أمام صواريخ الاحتلال سواء فلا فرق بين من يحمل السلاح أو المواطن المسالم.