اغتيال القيسي محاولة لخلط الأوراق وتثبيت التهدئة لفترة أطول

رفح - وكالة قدس نت للأنباء
يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور كمال الشاعر، بأنَ أقدام إسرائيل على اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي والأسير المحرر محمود الحنني، جاء لخلط الأوراق على الساحة الفلسطينية، ولفت الأنظار عما يحدث في مدينة القدس المحتلة، والتغول الاستيطاني المستمر الذي يجتاح الضفة الغربية.

وبَين الشاعر في حوار خاص مع وكالة قدس نت للأنباء، بأنَ قيام الاحتلال الإسرائيلي بجريمة الاغتيال هذه، جاء لتحقيق العديد من الأهداف، من بينها محاولة تأجيل إتمام المصالحة الفلسطينية رُغم أنها تسير بشكلٍ بطيء، ومحاولة العودة للمفاوضات من جديد مع الجانب الفلسطيني، وتثبيت التهدئة مع المقاومة الفلسطينية لفترة أطول " التهدئة مقابل التهدئة" ومحاولة التخفيف من الضغوط الممارسة على حكومة نتنياهو من قبل الشارع الإسرائيلي بسبب الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشية في الداخل الإسرائيلي..

غزة الحلقة الأضعف ..
ويعتبر الشاعر أن استئناف إسرائيل لعمليات الاغتيالات مُجددًا بهذه الفترة في الذات، على اعتبار أن غزة الحلقة الأضعف بالنسبة لها، ولا سيما وأنَ نتنياهو ما زال مصدومًا من نتائج لقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، خصوصًا بشأن توقيت ضرب إيران.

ويقول " حكومة نتنياهو سعت من وراء التصعيد ضد غزة للفت أنظار الشارع الإسرائيلي عن فشل لقاء (نتنياهو- أوباما)، وأضاف "لجوء الحكومة الإسرائيلية لاغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية في أعقاب عودة نتنياهو من الولايات المتحدة، هو أيضًا محاولة للضغط على الأخيرة لتزويدها بالدرع الصاروخي، بُحجة التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية، وتحصين نفسها لمواجهة أي تهديدات مُقبلة والإستعداد لأي حرب".

ويلفت الكاتب والمحلل الفلسطيني الشاعر إلى أنَ إسرائيل ليست بحاجة لأي مبررات لتصعيدها على قطاع غزة، وبالتالي قد تكون هذه العملية مُقدمة لشن عملية واسعة ضد قطاع غزة، ومحاولة منها رفع الضغط الإعلامي والسياسي عن سوريه رغم أنها عدوة إسرائيل كما هو معروف، للمحافظة على حالة الاستقرار على الجبهة السورية التي لم تشهد أي توتر مُنذ أكثر من 30 عامًا.

ويشير إلى أنّ إسرائيل تعلم أنها إذا قامت بأي عمل عسكري على غزة لا تَوجد من يحاسبها، لأنها جربت سابقًا واغتالت قادة من المقاومة، وفي ظل "الربيع العربي" القائم في العديد من البلدان العربية وما نتج عنه، وقال "لم تَجد من يُحاسبها فمصر مُنشغلة بمشاكلها الداخلية، وليبيا تسعى لتكوين حكومة فدرالية، وتونس مُنشغلة بترتيب وضعها الداخلي.. الخ "

طبيعة الرد ..
وحول الموقف السياسي المتوقع فلسطينياً لمواجهة التصعيد العسكري الذي يتعرض له قطاع غزة، يوضح الكاتب الشاعر بأنَ طبيعة الرد على المستوى السياسي لهذا التصعيد، سيقتصر على الإدانة واللجوء لجامعة الدول العربية ومصر وربما قطر والسعودية كونها الدول الأكثر نفوذا والقادرة على الضغط على الولايات المُتحدة لمطالبتها بالضغط على إسرائيل لعدم جر المنطقة لعدوان ووقف عدوان مُحتمل على غزة.

ويستطرد قائلا "أما على المستوى العسكري، فسيقتصر كالمعتاد على الرد من خلال إطلاق الصواريخ من القطاع تجاه البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة والقيام ببعض العمليات ضد المواقع الإسرائيلية المُحاذية للقطاع ولفترة مُعينة، لأن المقاومة بما فيها حركة حماس ليست معنية بالتصعيد مع إسرائيل على الأقل بالفترة الحالية، لأن قطاع غزة يمر ببعض الأزمات منها أزمة الكهرباء والوقود، إلى جانب محاولة تنفيذ المصالحة".

وبشأن خرق إسرائيل لشروط صفقة التبادل وقيامها باغتيال واعتقال الأسرى المحررين، يرى الشاعر بأن "عملية الاغتيال للمحرر الحنني سبقها قيام إسرائيل باعتقال عدد من الأسرى المحررين بالضفة الغربية من بينهم هناء شلبي المُضربة عن الطعام، دون أن تجد على الأقل إدانة من أحد لا سيما مصر، بالتالي هذا الصمت أعطاها رخصة لاعتقال المحررين حتى وصلت لاغتيالهم كما حدث اليوم.

رسالة مصالحة ..
وحول المطلوب فلسطينيا لمواجهة التصعيد الاسرائيلي يرى المحلل الشاعر بأنه من الأجدر أن "يكون الرد الأمثل على العدوان، هو بتسريع تحقيق المصالحة الفلسطينية عبر تطبيق ما تم التوصل إليه في الدوحة والقاهرة، والإسراع بتشكيل الحكومة لكي نواجه الاحتلال بشكل أقوى، ونكسر شوكته ونُفسد جميع مُخططاته.

ودعا الشاعر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لتسريع تطبيق اتفاق المصالحة، وتشكيل الحكومة الانتقالية لترتيب الأوراق على الساحة الفلسطينية، والتصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة، ومواجهة التهديدات بشن عدوان عليه، ومواجهة غول الاستيطان والتهويد المستمر في المسجد الأقصى.

وتوقع د.الشاعر بأن يستمر التصعيد العسكري من قبل إسرائيل بشن مزيد من الغارات على المواقع الأمنية، واستهداف قيادات وعناصر المقاومة الفلسطينية، وذلك بالتوازي مع ردة فعل فلسطينية على تلك الغارات، لحين تدخل الدول العربية بما فيها مصر للجم هذا العدوان عبر الضغط على إسرائيل.

ويشهد قطاع غزة منذ، أمس الجمعة، تصعيد عسكري إسرائيلي مستمر، وأسفر حتى هذه الساعة عن استشهاد 15 فلسطيني وإصابة العشرات، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية بممتلكات ومنازل السكان, في مشهد أعاد الذاكرة إلى الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على القطاع في أواخر العام 2008,وبدايات العام2009.

وبدأ التصعيد العسكري على غزة، باغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي، والأسير المحرر المبعد من نابلس إلى غزة أحمد حنني، وهو صهر القيسي في غارة جوية استهدفت سيارة مدنية في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة.