هو الاحتلال بديدنه وعدم قدرته على العيش دون دماء تراق من الشعب الفلسطيني, فهي سياسة يتبعها المحتل منذ وطأت أقدامه أرض فلسطيني حينما جمع أشلاء نفسه من العديد من دول العالم الغربي والعربي ليحتل بلادنا ويقيم لنفسه دولة يهودية عنصرية بكل المقاييس.
محتل غاشم لا يستطيع الاستمرار بعيش إلا وهو يغوص بدماء ذكية تنزف دومًا لتعطر الأرض الفلسطينية بعبقها الطاهر فهم الفلسطينيون الذين حملوا على أعناقهم مسئولية الدفاع عن كرامة الأمة التي تهان وتداس ليل نهار لولا صمود هذا الشعب الأسطوري أمام عنفوان محتل بربري لا يعير لكافة المواثيق الدولية بالًا وهي التي خلقت وصيغت لحماية الأرض والإنسان!!
جيش يتجبر على شعب أعزل من سلاح الحروب, مجلجل بسلاح النفوس من كرامة وعزة وصمود لا يقوى معها المحتل أن ينزع من هذا الشعب ترسانته التي يذود بها عن كرامة الأمة العربية والإسلامية جمعاء.
حصار مرير تعيشه غزة منذ أعوام طوال عجاف ولا حياة لمن تنادي من عرب وعجم, من منظمات ومؤسسات حقوقية, من كافة المسميات التي مللنا تكرار الاستماع لقراراتها التي لا يعير الاحتلال لها بالًا, فهي للأدراج ولأرشيف تلك المؤسسات والمنظمات وليست للتنفيذ طالما أنها تتعلق بالاحتلال!!
حرب مسعورة لم تتوقف يشنها المحتل على الشعب الفلسطيني بأشكال وطرق مختلفة تارة بقضم الأرض الفلسطينية وهدم بيوتنا؛ ليشيد عليها المدن الاستيطانية, اعتقال للرجال والنساء والأطفال والشيوخ تحت ذرائع واهية, قطعان من المستوطنين لا تتوقف عن العبث بكل ما هو فلسطيني بالقدس بالخليل بكل مكان يتواجدون به هؤلاء القطعان الضالة, قدس تهود أنفاق تحفر هيكل مزعوم يتهيئون لبنائه مكان الأقصى الأسير, ورغم كل هذا لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية من طائرات ومدرعات وصواريخ ذكية و بارجات حربية, من إشباع تعطشهم للدماء فيقتلون ويهدمون ويقصفون بلا هوادة حتى في أثناء ما يسمى هدنة برعاية مصرية !!
حرب يعدون لها لا ينتظرون ذرائع فكل شيء جاهز ومدبر بليل حالك فقط هم يقومون باستفزاز الفلسطيني بنزف دماءه الطاهرة لينتظروا منه ردًا على هذه الجرائم؛ ليمطروننا بوابل من صواريخهم من خلال طائراتهم الأمريكية الصنع .
إن ما هو قائم اليوم على ارض غزة لهو حرب بشعة تسير لتستمر سلسلة جرائم المحتل التي لا تتوقف فيبدوا أن المحتل يريد اليوم تبديل حالة الهدوء النسبي التي تعيشها المقاومة الفلسطينية كي لا تستمر في تدريباتها وتعبئتها وتطوير مقدراتها للدفاع عن شعبها؛ وسعيًا منها لتحرير وطنًا سليب فهذا حقنا المشروع الذي كفلته كافة الديانات السماوية والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية, إن الاحتلال الغاشم يبيت أمرًا اسود كلون صفحات تاريخه, فيعده
للشعب الفلسطيني عامة فهو لا يفرق بين مقاوم ومواطن, بين طفل ورجل, بين نساء وشيوخ فجميعهم فلسطينيون أصحاب الأرض الحقيقيين الذي دائمًا يعتقد المحتل أنهم يشكلون تهديدًا مستمرًا لوجوده.
إن العدد الذي يرتفع يوميًا من قوافل الشهداء التي لا تتوقف, يشير إلى نوايا مبيته لعدوان قادم ربما يكون محدودًا نسبيًا ولكن سيكون به إشباع لتعطش جيش الاحتلال ومؤسساته للدماء الفلسطينية , هو يريد أن يتفهم ما الجديد بردود الأفعال لدى الشعوب العربية بعد الربيع العربي وخصوصا الشعب المصري , قوة ردع فقدها حينما فقد كرامته وقوته بحرب لبنان, ومن ثم حرب غزة التي خرج منها يجر أذيال الخيبة دونما أن يحقق هدفا من الحرب البشعة التي أشعلها وصولا إلى صفقة "وفاء الأحرار" التي مرغت انف المحتل بالتراب ولا يزال يستنشق الذل والهزيمة جراء هذه الصفقة المشرفة التي فرضت من خلالها المقاومة الفلسطينية قاعدة جديدة للتعامل مع عنجهية الاحتلال.
صمت عربي مطبق غياب للمؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية غياب للدول التي تدعي الحضارة والمدنية وتصديها للإرهاب بينما جيش الاحتلال هو أول من يمارس إرهاب الدولة المنظم برعاية أمريكية أوربية .
حصار يزداد إطباقا على أهل غزة ويرهق قواها ويستنزف مقدراتها التي بات رصيدها ينفذ بفضل حصار الأشقاء لنا وتصديهم لمحاولاتنا العيش الكريم والصمود الأسطوري لهذا الشعب رغم كل ما يتعرض له من حرب إبادة أمام عيون العالم بأسره.
اليوم هو يوم الوحدة الفلسطينية بوجه الآلة الإسرائيلية فليس مقبولًا استمرار الانقسام بين أطياف الشعب الفلسطيني والمحتل يمعن في تقتيلنا وفنائنا دون وجل من مقاومة تتصدى له لأنه يدرك أن هناك من يحاربها فيضعفها من داخلها, اليوم هو دعوة مفتوحة لكافة القيادات الفلسطينية مختلفة الألوان والتوجهات أن تتوحد بل تنصهر ببوتقة المقاومة للتصدي لهذا المحتل الغاشم دفاعا عن شعب اعزل إلا من الكرامة وان توفر له أسباب الصمود وليس من سبب لصمود هذا الشعب أقوى من الوحدة الفلسطينية .
اليوم كافة فصائل المقاومة مدعوة للتنسيق فيما بينها للتصدي لهجمات بربرية يشنها المحتل وسيسعى على ما يبدوا لتوسيع دائرتها بالأيام القادمة .
يا فصائلنا المقاومة توحدوا واجمعوا صفوفكم فما عادت خلافاتكم تجدينا نفعًا ونحن نقتل بدم بارد وعالم يتفرج على دماء تنزف عبر فضائيات تتلو مشاهد دمائنا رقصات وكؤوس تدق ببعضها.
إن الشعب الفلسطيني اليوم ينتظر منكم وحدة تبدد مخاوفه وتنعش صموده ليكون التصدي للمحتل من رفح إلى جنين ليربك حسابات المحتل الغاشم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت