لقد امتلكت المقاومة الفلسطينية تكنولوجيا إطلاق القذائف رغم سيطرة التكنولوجيا الإسرائيلية على أجواء العالم، وكأن ما قاله "موشي يعلون" نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ينطبق على الحالة الفلسطينية، فقد قال بعنجهية العتل الزنيم: "طالما كانت الملاجئ التي ستخزن فيها إيران مفاعلها النووي من صنع البشر، فإن البشر لقادر على اختراقها، وتدميرها". لقد صدق اليهودي، وهذه قذائف المقاومة تقول له: طالما كانت الحصون الإسرائيلية من صنع البشر، فإن البشر لقادر على اختراقها، ولطالما كانت قوة الكيان الصهيوني من صناعة البشر، فإن البشر لقادر على تدميرها، وطالما كانت دولة الكيان الصهيوني من صنع بشر تعودوا القتل والذبح ونشر الرعب لفرض واقع دولتهم حقيقة لا يخالجها الشك، فإن المقاومة هي الإستراتيجية الأنسب لتدمير واقع الاغتصاب.
لقد نجحت المقاومة في طعن عدونا الإسرائيلي في خاصرته الرخوة، وفرضت منع التجول على مليون يهودي لأربعة أيام، وهذا أمر موجع لمن حلم بدولة العسل واللبن، وقد اعترضت القبة الحديدية 56 صاروخاً فقط من أصل 304 صاروخ أطلقت على الكيان كما أشارت آخر التقارير، وفي ذلك نجاح لتكنولوجيا المقاومة على أرقى أشكال التطور التكنولوجي في العالم، وقد لجأ الجيش الإسرائيلي إلى توزيع "مواسير" الصرف الصحي، بطول ثمانية أمتار، وعرض مترين في شوارع المستوطنات الصهيونية، كي يحتمي فيها اليهود لحظة سقوط صورايخ المقاومة، وفي ذلك فضح لأمن الكيان، وأن يلجأ وزير الحرب الصهيوني "أهود باراك" وكل قادته العسكريين إلى الكذب، ويرددون: الجيش الإسرائيلي دمر قدرة حركتي الجهاد وحماس القتالية". فإن عدم مشاركة حماس بشكل مباشر فيه تكذيب لإدعاء قادة الحرب اليهود، وأن تغلق المدارس الإسرائيلية أبوابها في وجه 200،000 طالب إسرائيلي، بينما لم تتعطل الدراسة في غزة لحصة واحدة؛ فإن في ذلك عظة لكل ذي عقل، تُملي عليه النتائج أن يراجع نفسه، وأن يصحح وعيه، وأن يدرك أن المقاومة الفلسطينية للغاصب ليست عبثية، وإنما مقاومة إستراتيجية، سترتقي في كل يوم، وستكون بعد شهر أكثر تطوراً من هذا الشهر، وستتطور بعد عام بشكل أفضل مرات ومرات من هذا العام.
أما من ظن أن التهدئة التي نجحت مصر في تحقيقها دائمة، فقد ضل السبيل، لأن العدو الإسرائيلي لن يعدل من طبعه، فهو دائم الحرص على العدوان، وتصفية المقاومين، ولن يتخلى عن الأسس التي قامت عليها دولته، ولأن المقاومة الفلسطينية سترد، وتخترق التهدئة، لأنها تخوض صراعاً مفتوحاً مع عدو فرض نفسه بالقوة، ولا يفهم إلا لغة القوة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت