تعهد السيد الرئيس محمود عباس، للأسرى المحررين في صفقة شاليط، بان يوفر لهم حياة كريمة، عرفانا ووفاء لما قدموه من تضحيات، فمن بين هؤلاء العشرات، ممن تجاوزت مدة اسرهم عقود، والرئيس كما المجتمع الفلسطيني عامة، يدرك ويقدر معاناتهم وما قاسوه، خلال سنوات الأسر الطوال، وإفنائهم ريعان شبابهم خلف القضبان، وإسهامهم من داخل سجونهم، في تعزيز الفعل النضالي الوطني، لذا تعهد السيد الرئيس ووعده ، يلزم السلطة الوطنية الفلسطينية، وذوي الاختصاص الحكوميين، بتوفير مقومات الحياة الكريمة، وحقهم بالرفاه، كواجب وطني واستحقاق، يقدم بلا منة من أحد، ودون مماطلة أو تأجيل.
مقومات الحياة الكريمة للأسرى المحررين، وفق مفهومنا لتعهد السيد الرئيس، تعني توفير السكن الملائم والدائم، والمساعدة في تكوين أسرة، لمن لم يتسنى له الزواج قبل الأسر، وانخراطهم في العمل الوظيفي الحكومي الفاعل، في مراتب ودرجات، تتلاءم مع سنوات اعتقالهم ومكانتهم التنظيمية، بالإضافة لاستثمار تجاربهم وخبراتهم، في العمل التنظيمي الحركي، بما يساعد في عملية الاستنهاض، هذه هي الحدود الدنيا، المطلوب توفيرها لأسرانا المحررين، والتي حتى اللحظة لم يتحقق منها شيء ... المطروح تسكينهم علي درجات ورتب عسكرية، ومنحهم تقاعد مبكر، هذا لا يلبي مقومات الحياة الكريمة، التي يستحقها اسرانا المحررين، رغم ادراكنا للصعوبات المالية، التي تواجه السلطة الوطنية، إلا ان قضية الاسرى والمحررين لا يجب ان تخضع للمساومة.
المحررين تحديدا من اسرى حركة فتح، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، محبطون ويشعرون بالخذلان، ويحملون الجميع المسئولية عن القصور بحقهم، هذا ما عبر عنه العديد منهم، ممن التقيت بهم مؤخرا، فهم غاضبون من سياسة التسويف، وترحيل المعالجة شهرا وراء شهر، من قبل المسئولين الحكوميين المكلفين، بمتابعة ملفهم في تنفيذ تعهد السيد الرئيس، في حق افترضوا انهم لن يستجدوه من احد، لذا قرروا بعد ان استنفذوا كافة الوسائل المتاحة، وراسلوا كل المعنيين، ان يطرحوا قضيتهم للرأي العام، باعتصام في يوم الكرامة 21/3/2012م، كاحتجاج علي الاهمال في معالجة قضيتهم، املين ان يصل صوتهم للسيد الرئيس محمود عباس، ليصدر تعليمات صارمة لذوي العلاقة، لإنهاء ملفهم اسوة برفاقهم، لذا ان الاوان ان يحسم السيد الرئيس هذا الملف، ويجنب الاسرى المحررين النزول للشارع.
خطوة الاسرى المحريين بالاعتصام حال تنفيذها، ستلحق الأذى الكبير بحركة فتح، كون هؤلاء المحتجين من المحررين من قادتها وكادره،ا فالمجتمع الفلسطيني من المجتمعات، التي يجل ويحترم أسراه وينظر لهم كأبطال، ويري ان من العار الانتقاص من حقوقهم، أو إهمال شكواهم وعدم منحهم ما يستحقون، ففي هذا نقيصة في بلد، يعد الوحيد في العالم، الذي يوجد ضمن نظامه، وزارة ترعي الاسري والمحررين، ومؤكد انهم سيجدون الدعم والإسناد من المجتمع، ومن رفاقهم من سبقوهم في تنسم رياح الحرية، وسيحاول الخصوم استغلال هذا الحدث وتوظيفه ضد الحركة.
حركة فتح عليها ان تسند اسراها في احقاق حقوقهم، وان تستثمر القادة من بينهم في تعزيز الإطار، فهم نماذج مشرفة، تحوز علي تقدير واحترام المجتمع الفلسطيني عامة، ومنهم منافسين اكفاء لخوض المعركة الانتخابية القادمة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت