غزة – وكالة قدس نت للأنباء
بعدما مرت به ولا زالت يمكننا اعتبارها بلد الأزمات وإن لم يكن بيدها حيلة في ذلك, هي غزة التي يعيشها سكانها بحلوها ومرها يعانون الأزمة تلو الأخرى, فمنذ العام 2006وهذه المنطقة الجغرافية الصغيرة التي تأوي قرابة 2ميلون نسمة, تتلقى الصفعات من قريبها وغريبها بداية بكبرى الأزمات ومفتعلة باقيها وهي الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي عليها مروراً بإغلاق المعابر وشل حركة الاقتصاد والسفر, إضافة للحرب التي شنت عليها وصولاً إلى يومنا هذا الذي يشهد قطع للكهرباء وقطع للوقود, وإلى أزمة غاز الطهي التي تحاول اللحاق بركب الأزمات التي تتعرض لها غزة وهو ما يدفعنا للتساؤل هي يعود "بابور الكاز" ويتربع ثانيةً وسط البيوت الغزية.
وبدأت أزمة غاز الطهي تلقي بظلالها على أهالي القطاع بالتزامن مع بداية أزمة الكهرباء وتوقف مولداتها عن العمل نتيجة نقص الوقود المشغل لها وانقطاعه عن محطات التعبئة للمواطنين, ليصبح أهالي القطاع حائرين يبحثون عن لترات كاز معدودة لتشغيل سياراتهم أو كيلوات غاز ليشعلوا بها نيران طهيهم.
لا حل بعد نفاذها ..
المواطن ورب العائلة المكونة من عشرة أبناء، جميل أبو زور بين في حديثه لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي, أن جرة الغاز ببيته شارفت على النفاذ وليس لديه غيرها بعد أن أودع جرة أخرى لدى موزع الغاز بمنطقتهم منذ أيام, ولم يتم تعبئتها حتى الآن نظراً للعجز الذي تعاني منه المحطات بكميات الغاز الواردة لها حسب ما أخبره الموزع.
وتسائل أبو زور عن السبب في تقليص كميات الغاز الواردة للقطاع من جانب الاحتلال الإسرائيلي, مشيراً إلى أنه لا يعلم كيف سيوفر الغاز لعائلته بعد نفاذ ما عنده منه, وأنه إن عجز عن توفيره سيتوجه لمحطات التعبئة مباشرة والانتظار حتى يأتيها الغاز عله ينال نصيباً منه, منوه إلى أنه سيعود للوسائل البدائية في حال الانقطاع التام للغاز.
سأرجع للبابور ..
أما المواطن سعيد أبو صقر قد أكد انه إذا ضاقت عليها الحال وتفاقمت الأزمة ولم يستطع توفير الغاز اللازم لمنزلة سيتوجه للوسائل البدائية "كبابور الكاز" والنار وخاصة البابور الذي أثبت نفسه ثانية بين بيوت الغازين بعد استذكاره للأزمة الغاز التي مر بها القطاع في العام 2008 حيث لجاء معظم أهالي القطاع لشراء البابور واستخدامه بدلاً من الغاز.
وأشار سعيد إلى أنه يسكن في منطقة زراعية مفتوحة وإشعال النار وعوادم البابور لن تشكل له مشكلة كبيرة, في إشارة إلى أصحاب المنازل والشقق السكنية العالية الذين لا تسمح لهم ضيق المساحة التي يسكنوها باستخدام هذه الوسائل, منوهاً إلى أن حل البابور تواجهه مشكلة أيضا وهي عدم وجو الكاز لتشغيله.
وكان قطاع غزة قد تعرض لأزمة محروقات خانقة في العام 2008 جراء تشديد الحصار الإسرائيلي علية وخاصة في غاز الطهي مما دفع الغزيين للعودة بالزمن لسنين والاستعانة بالوسائل التي كانت تستخدم في ذلك الزمن وهي "بابور الكاز والنار".
الكميات شحيحة..
وبالحديث مع العاملين على توزيع الغاز للمواطنين والشاعرين بتداعيات الأزمة أكثر من المواطن كان لمراسل "قدس نت" حديثه مع موزع الغاز بمنطقة الزيتون إلياس العجب الذي بين أن محطات الغاز في القطاع تعاني من شح في إمدادات الغاز والوارد لها يعتبر محدود نظراً للكميات التي تدخل في الوضع الطبيعي.
وأضاف العجب "محطة التعبئة التي أتعامل معها تأتيها حصتها المقننة من الغاز, وأنا كموزع لي نصيب منها وهو اقل بكثير من المعتاد ولا تكفي لتعبئة جميع اسطوانات الغاز التي اجمعها من المواطنين, إلا أنني أقوم بشراء كميات من الغاز الذي يدخل عبر الأنفاق لإرضاء زبائني مع العلم ان مردودها الربحي قليل جداُ ولا يتعدي الـ2شيقل".
كميات غير كافية ..
وكان مدير عام الهيئة العامة للبترول رائد رجب قد أكد في تصريحات سابقة "لقدس نت" على أنه تم الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي على إدخال ثمانية شاحنات محملة بغاز الطهي ما يعادل 190طن عبر معبر كارم أبو سالم يومياً, وذلك لحل الأزمة الراهنة بسبب نفاذ الغاز من محطات التعبئة في القطاع.
وأوضح رجب أنه تم التواصل والاتفاق مع الجانب الإسرائيلي لحل الأزمة بعد مرور عدة أيام لم يتم إدخال أي غرام من الغاز بها, وأن الأيام القادمة ستشهد حل متمثل بدخول حوالي 170طن من الغاز يومياً للقطاع, مبيناً أن سبب عدم إدخال الغاز خلال الأيام السابقة خاضع لوجد أخطاء فنية لدى الجانب الإسرائيلي موضحاً, أن تأثير الأزمة لم يظهر بصورة كبيرة على المواطنين بعد وتأثيرها مقتصر على محطات التعبئة.
وأشار رجب إلى أن محطات التعبئة كانت تعتمد في تقديم خدماتها خلال الأيام السابقة على مخزونها الذي نفذ, موضحاً أن الاحتلال قلص كميات إدخال الوقود مؤخراً لتصل إلى (40-60)طن في اليوم وحل الأزمة يشمل إدخال 170طن في اليوم في حين أن القطاع يحتاج في الوضع الطبيعي لـ250طن يومياً.
ويعاني القطاع من أزمات متواصلة أبرزها الآن انقطاع الكهرباء والوقود والغاز الذي أضيف مؤخراً لها في ظل مناشدة كل من يستطيع مد العون أن يعين غزة.