ليس كهرباء ووقود بل كينونة ووجود/حسن حسين الوالي


الأزمات التي يعيشها أبناء شعبنا في الضفة وغزة هي أزمات متداخلة ومتراكبة والسبب الحقيقي لها هو الاحتلال الذي أوجد حالة سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية مشوهة أوجدها ليمارس التدمير العنصري للفلسطيني وإحلال الصهيوني مكانه ،،،
وهي أزمات ليست منفردة بل هي نتاج متتال لهذه السياسات وتترابط سوياً في الهدف النهائي والغاية وإن ظهر اختلافها الظاهري أو تباعدت فيما بينها من الناحية الزمنية .
وأزمات قطاع غزة المتوالية وأبرزها أزمة الكهرباء والوقود يكمن السبب الرئيسي فيها للسبب المركزي وهو المحتل الصهيوني .

فقطاع غزة الذي وقع منذ عام 1967 م تحت الاحتلال الصهيوني أداره جيش الاحتلال بمنظومة سياسية وإدارية تنطلق من الاعتبارات الأمنية البحتة ومصلحة دولة الاحتلال وكان ذلك على حساب الفلسطيني في جميع مناحي الحياة.

وفي منتصف عام 1994م دخل قطاع غزة تحت حكم السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب أتفاق عرف باتفاق أوسلو تم توقيعه بين منظمة التحرير الفلسطينية و دولة الاحتلال .

ويتكون هذا الاتفاق من مجموعة من المبادئ المعلنة وقع عليها الطرفان ، وتفرع منه كم هائل من الاتفاقيات الفرعية والبروتوكولات التي تعالج العلاقة بين الطرفين "إسرائيل والسلطة الفلسطينية " في جميع مناحي الحياة اقتصاد معابر أمن ولاية جنائية اتصالات زراعة صناعة تعليم ....إلخ .

وهي اتفاقيات كما أسلفت تغطي كافة مناحي الحياة وبشكل جزئي وتفصيلي دقيق يصل إلى أدق التفاصيل البسيطة في كل مجال ، ويسوده ظلال الهيمنة والمكر الصهيونية في كل حرف و عبارة .

وللأسف فإن هذا الاتفاق الظالم للشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يعترف به العالم كإطار قانوني وسياسي للعلاقة مع قطاع غزة والضفة الغربية كأراضي فلسطينية محتلة .
وفي عام 2005م انسحبت إسرائيل من قطاع غزة انسحاب من طرف واحد وهو أمر لم يغير الوضع السياسي لقطاع غزة ولم يلغ اتفاقية أوسلو علماً بأن إسرائيل في الواقع العملي لم تبقى من أوسلو إلا ما يتفق مع مصلحتها في الضفة الغربية وقطاع غزة .

وبحديثنا عن أزمة الوقود والكهرباء في قطاع غزة لا نستطيع أن نعزلها عن جذورها الأصلية ونتجاهل عن الأسباب الحقيقة لها وهي المحتل وسياسته الإجرامية والعنصرية والذي كان مدعوم بحالة دولية ظالمة منحازة وواقع عربي لأنظمة إما محايدة صامتة أو متواطئة متحالفة مع المحتل في جرائمه ضد ابناء شعبنا .

فأزمات غزة ليست كهرباء ووقود بل كينونة ووجود وأزمات غزة غير منفصلة عن أزمات أخواتها في الضفة والقدس الشريف ،،،فالأزمات إن اختلفت فإن سببها واحد وهو المحتل .
ذلك المحتل الماكر الذي يتفنن في خلق الأزمات المتوالية حتى نضيع بين تفاصيلها وتراكمها وننسى حقيقتها والمسبب الرئيس لها .
لقد ولى الزمان الذي على الفلسطيني أن يتكيف والظلم الصهيوني الغاشم في جميع المستويات .

والآن وقبل أي شيء يجب علينا قيادة وشعب ضفتنا وغزتنا وشتاتنا ، شيبنا وشبابنا ، نساء ورجال ، أحزاب وجماهير وقوى سياسية وكل مكونات الوجود الفلسطيني يجب أن نبدأ عملية الحراك الذاتي نحو رفض هذه الظلم الذي فرضه الاحتلال علينا بظلمه و غطرسته وقوته ولنؤسس لحالة فلسطينية جديدة تقوم على ركيزة الوحدة الوطنية وحشد الطاقات كلها نحو الأهداف العليا للشعب الفلسطيني ،وتستمد رحيق حياتها من براعم الحرية التي باتت تتفتح في حقول الربيع العربي الواعد .

هي خطوات عظيمة لهدف أعظم من حل أزمة بل هي خطوات عظيمة نحو بناء كينونة جديدة وتثبيت لوجود جديد للفلسطيني على أرضه كمقدمة لأمة عربية ومسلمة عظيمة ناهضة بإذن الله نحو العلى وتحرير المقدسات .
حسن حسين الوالي –غزة المرابطة فلسطين .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت