برنارد لويس و الربيع العربي مخططات أم تنبؤات/محمد ناصر نصار


برناد لويس مستشرق من أصل يهودي ولد في لندن في العام 1916 حصل على الجنسية الأمريكية وحصل الدكتوراه في تاريخ الإسلام عمل في الاستخبارات والجيش البريطاني كما عمل في المنطقة العربية كمدرس جامعي ، هذا الرجل المحنك عايش العرب وخالطهم وفهمهم وفهم عاداتهم وتقاليدهم ودينهم ، لقد ألف ليونارد عدد من المؤلفات تناقش قضايا العرب وقضايا المنطقة ولكن أكثر ما أثار انتباهي كتابه وهو نهاية التاريخ الحديث في الشرق الأوسط (the end of modern history in the middle east) ويطرح من خلال هذا الكتاب أفكارا قد نرى صداها اليوم فيما يعرف الربيع العربي ويترك القارئ بين حيرة التنبؤات أو المؤامرة من هذه الأفكار أن ثلاثة عناصر ستساعد العرب في تحقيق الحرية و الديمقراطية و خلق شرق أوسط جديد و هي تركيا و إسرائيل و النساء، ثانياً يعتبر لويس ان الحكام العرب استخدموا التراث والفكر والقومية والعادات ليخدم مصلحته و مصلحة نظامه فلذا نجحت الديكتاتوريات العربية في الاستمرار في حكمها، كما و ثالثاً يعتقد لويس انه بقيام الثورات العربية قد تنجح و تؤدي إلى إنشاء مجتمعات عربية منفتحة و متسامحة و شبه ديمقراطية لكنها لا ترقى لمستوى الديمقراطية الغربية و ذلكً بسبب أن الانتخابات ستؤدي إلى سيطرة الأصوليين الإسلاميين ،
كما أن لويس يعتقد أن النساء سيلعبن دوراً أساسياً في نهضة العرب و المسلمين إذا قررن و أردن النهوض والتحرر ، كما فكرة أن دولا ً غير عربية (تركيا أو إسرائيل أو إيران ) لن ستساعد العرب في النهوض بسبب ان كل دولة تسعى إلى خدمة مصالحها فقط فإسرائيل و هي عدو للدول العربية ، وفي حال بناء الديمقراطية فإن إمكانية وصول الأصوليين الإسلاميين إلى الحكم لا تعني بالضرورة القضاء على الديمقراطية في حال احترام مبادئ الديمقراطية و قيمها ، كما يضيف لويس قائلا ً إن الأنظمة العربية الديكتاتورية الحالية لا تريد تحقيق السلام في الشرق الأوسط لأنها تحتاج إلى الصراعات و الحروب لتبرر وجودها يستنتج أن السلام سيتحقق من خلال هزيمة تلك الأنظمة الديكتاتورية و استبدالها بحكم مختار من قبل الشعب وانه سيتعلم العرب والمسلمين من أخطائهم وسيتقبلون الغرب ويقبلون عليه ليتطوروا ويتمدنوا ،
ويقول لويس إن الوسيلة الإعلامية الأساسية التي سيطرت على تاريخ العرب و المسلمين هي الشعر قديما واليوم حلت و سمحت لأي شخص أن يستغل الإعلام لمصلحته، إن تطور التكنولوجيا و ما تتضمنه من وسائل إعلام كالتلفزيون و الهواتف المحمولة و الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي و انتشارها أصبح كل مواطن قابلا ً لنشر ما يملك من أخبار و أفكار ومبادئ و أن يختار بحرية المعلومات التي يريد أن تصله بفضل اختياره لقناته الإخبارية أو موقعه أو تلك دون غيرها.
هكذا حررت التكنولوجيا الشعوب رغم أنها غير كفيلة لوحدها بأن تحقق الديموقراطية ، كما أشار إلى دور الجوامع و المدارس كانت وسائل إعلامية قوية و ما زالت ، هذا الأفكار التي قد تكون خطت في أوآخر التسعينات يهدف بالأساس إلى طموح لويس والغرب في تفتيت الدول العربية والإسلامية الى اقل من دويلات ليسهل سرقة الموارد والسيطرة السياسية وفرض الهيمنة في المنطقة ، والعمل على تقسيم المنطقة كاتفاق سايكس بيكو جديد ، والملاحظ انه ما قبل الثورات العربية ان الاحتلال الأمريكي قسم العراق الى عدد من الدويلات الطائفية والمذهبية وترك ورائه حرب طائفية خفية ، كما الآن عدم استقرار ليبيا ينبئ بهذه الكارثة ، بالإضافة الى عدم تدخل الدول الغربية او العربية في سوريا وارتفاع عدد القتلى سيؤدي إلى حرب وفتن طائفية بازدياد عدد القتلى ،
كما ان انفصال السودان إلى دولتين أمر يدعو للحيرة ، ان لويس عبر عن العرب والمسلمين بأنهم قوم مفسدون سيهاجمون العالم على شكل موجات إرهابية وهنا يقصد عن الفتوحات الإسلامية وسيمحى الإسلام ثقافاتهم وعاداتهم وعلى الولايات المتحدة ان تتخذ السياسة البريطانية والفرنسية سياسة جديدة لها في الشرق الأوسط تحت شعار إما نضعهم تحت سيادتنا او ندعهم يدمرون حضارتنا.


جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت