الام كلمة كبيرة يعجز اللسان عن التعبير عنها أهى التى تلد فقط أم التى تعطى ولا تأخذ أم التى تتحمل الماسى من أجل أبنائها, ليس هناك أعظم من تضحيات الام لابنائها مهما درنا الارض من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها وبحثنا ونقبنا فيها ارض وجو الام هى الام المضحية هى مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود .
هى الجندى المجهول الذى يسهر الليالى , ليرعى ضعفنا ويمرض علتنا , هى الايثار والعطاء والحب الحقيقى الذى يمنح بلا مقابل ويعطى بلا حدود أو منة , هى المرشد الى الطريق الايمان والهدوء النفسى , هى المصدر الذى يحتوينا ليزرع فينا بذور الامن والطمأنينة , هى البلسم الشافى لجروحنا والمخفف لالامنا , هى اشراقة النور فى حياتنا , هى نبع الحنان المتدفق , بل هى الحياة ذاته يتجسد فى صورة انسان , هى شمس الحياة التى تضىء ظلام أيامنا وتدفىء برودة مشاعرنا , هى الرحمة المهداة من الله تعالى , هى المعرفة التى تعرفنا أن السعادة الحقيقة فى حب الله , هى صمام الامان ولن تكفينا سطور وصفحات لنحصى وصف الام وما تستحقه من بر وتكريم وعطاء امتنانا لما تفعله فى كل لحظة ولكن نحصرها فى كلمة واحدة "هى النقاء والعطاء بكل صوره ومعانيه "
ولقد عني القران الكريم بالام عناية خاصة وأوصى الاهتمام بها , حيث انها تتحمل الكثير كى يحيا ويسعد أبنائها , وقد أمر الله سبحانه و تعالى ببرها وحرم عقوقها وعلق رضاه برضاها , كما أمر الدين بحسن صحبتها ومعاملتها بالحسنى ردا للجميل وعرفانا بالفضل لصاحبه .
وحث النبى صلى الله عليه وسلم على الوصية بالام , لان الام أكثر شفقة وأكثر عطفا لانها هى التى تحملت الام الحمل و الوضع والرعاية والتربية , فهى اولى من غيرها بحسن المصاحبة ورد الجميل .
وبهذه المناسبة لا تغيب عن ذاكرتنا صورة الام الفلسطينية وهى تغرق فى سواد الحداد فى فلسطين , ولاتغيب عنا تلك الصورة فتصبح هذه المناسبة " عيد الام " مصبوغا بالحزن والدم .
ملايين الامهات يستقبلن " عيد الام " بفرح وسعادة ويحتفلن به مع أبنائهن وأحفادهن , ويقدم لهن الهدايا القيمة والرمزية , وعيونهن تذرف دموع الفرح والسعادة , فيما امهات الاف الاسرى الفلسطينيين يستقبلن هذه المناسبة ببالغ الحزن والاسى والقلق لما ألت اليه أوضاعهن من حرمان متواصل من رؤية فلذات أكبادهن , ويقضين ساعاته الطويلة وهن يحتضن صور أبناءهن الاسرى , يستحضرون ذكرياتهن الجميلة والسعيدة معهم , واعيونهن تذرف دموع الحزن والالم والحرمان , ويحلمن بعودة أبناءهن قريبا , وفى الوقت ذاته يخشون الرحيل قبل معانقة أبنائهم الاسرى دون قضبان وسجان وجلاد ظالم .
تأتى هذه المناسبة ومازالت دولة الاحتلال الاسرائيلى تحرم والدة وزوجة وشقيقة أكثر من 6 ألاف أسير وأسيرة من كل أشكال الفرح والاعياد بينما تسطر الام الفلسطينية أروع صور الصمود والتحدى.
فى هذه المناسبة ورغم الالم يجب ان تتذكر كل الامهات فى العالم , مدى القهر والظلم الذى تفرضه دولة الاحتلال على الام الفلسطينية , والتى صمدت ولم تنحنى هاماتها أبدا , الكثير من أمهات الاسرى وفى مقدمتهم الحاجة ام جبر الفلسطينية السبعينية , أمضت سنوات عمرها على بوابات البساتيل والسجون الاسرائيلية , كانت دوما ترفع معنوات الاسرى بجميع اطيافهم بما فيهم أسرى الدوريات من الدول العربية , وتحثهما على الصمود والبطولة , وتوصيهما بالصبر والتماسك والحرص على تعزيز وحدة الصف بين جميع الاسرى بكافة انتماءاتهم التنظيمية , حافظوا على وحدتكم لان الرصاص الغادر الصهيونى لا يفرق بين أحد من أبناء الفصائل الفلسطينية فقوتكم بوحدتكم .
تمثل الحاجة ام جبر وشاح مدرسة للام الفلسطينية التى لم تستسلم حتى عندما نال المرض منها وتعرضت للعقوبات التعسفية بمنعها لزيارة الاسرى .
ان السجن غيب الاف الابناء عن الاحتفال بعشرات أعياد الام مع امهاتهم , فيما مئات الامهات غيبهن الموت قبل أن يعانقن أبناءهن ويكحلوا أعينهن برؤية فلذات أكبادهن المعتقلين فى بساتيل وسجون دولة الاحتلال الاسرائيلى منذ عشرات السنين حتى بات حلم أمهات الاسرى ودعائهن المشهور " اللهم امنحنا طول العمر لنرى أبناءنا أحرارا وأن نضمهم قبل الرحيل .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت