القاهرة- وكالة قدس نت للأنباء
أكدت مصادر مصرية مطلعة وجود مفاوضات بين مصر وإسرائيل بشأن الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي المضربة عن الطعام منذ 40 يوما احتجاجا على اعتقالها إداريا في محاولة للوصول إلى اتفاق حل وسط.
وقالت المصادر:" إن ثمة اقتراحا قيد المناقشة بمغادرة شلبي السجن وعدم عودتها للسكن في جنين شمال الضفة الغربية، بل في رام الله طالما تقول المخابرات الإسرائيلية إنها تشكل خطرا على إسرائيل في بيئتها، أي (في جنين)".
ودخلت مصر على الخط بطلب من شلبي ومن السلطة الفلسطينية، وبصفتها أيضا راعية اتفاق تبادل الأسرى مع حماس والتي كانت شلبي واحدة ممن أفرج عنهن بموجبه.
ويأتي هذا الاقتراح الفلسطيني بعد رفض اقتراح إسرائيلي سابق بإخراجها من السجن إلى غزة.
ومن غير المعروف ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على اقتراح الإفراج عنها إلى رام الله، وسيتبين ذلك في جلسة للمحكمة من المفترض أن تعقد هذا الأسبوع للبت في أمرها.
وحتى ذلك تواصل الشلبي إضرابا مفتوحا عن الطعام، قد يكلفها حياتها وفق ما قال محاميها جواد بولس الذي زارها أول من أمس. وأكد بولس في بيان «أن الوضع الصحي للأسيرة هناء الشلبي صعب للغاية، وأن جميع التقارير الطبية تؤكد أن هناك هبوطا سريعا في نبضات القلب، وهذا مؤشر خطير على حالتها الصحية، فوزنها وصل إلى 55 كيلوغراما».
وزار بولس الأسيرة في مستشفى «مئير» في كفار سابا وسط إسرائيل بعد أن نقلت إليه يوم الثلاثاء الماضي من مستشفى سجن الرملة، جراء تدهور حالتها الصحية.
وقال بولس: إن «الأسيرة الشلبي موجودة في غرفة، عليها حراسة من 4 سجانين اثنين من الذكور واثنتين من الإناث، وهي غرفة صغيرة يسودها الإزعاج الشديد والحرج الشديد، ولدى دخوله إلى غرفتها كانت هناء على السرير وفاحت من الغرفة رائحة المأكولات، وتبين أن طاقم الحراسة يتعمدون تناول الطعام أمامها، كأسلوب من الضغط».
ونقل بولس عن الشلبي تأكيدها على الاستمرار في الإضراب عن الطعام، حتى الإفراج عنها.
وتحولت قضية شلبي التي استلهمت تجربة الأسير خضر عدنان، الذي أضرب 67 يوما عن الطعام حتى تقرر عدم اعتقاله إداريا مرة أخرى، إلى قضية رأي عام، وباتت صورها مرفوعة في كل مكان في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وينضم إلى شلبي حاليا نحو 25 أسيرا مضربين عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم بالإداري، وهو القانون الذي كان مطبقا إبان الانتداب البريطاني لفلسطين، يتيح للمحاكم الإسرائيلية تحويل المعتقلين إلى السجون من دون تهم ومحاكمات، ومن المفترض أن يبدأ الأسرى أوسع إضراب مفتوح في أبريل (نيسان) القادم احتجاجا على ظروف اعتقالهم.
وتظاهر فلسطينيون في غزة، أمس، تضامنا مع شلبي وأسرى آخرين مضربين. وشارك عشرات الآلاف في مسيرة سموها «صرخة الحرية.. أين المعتصم؟»، التي دعت إليها حركة الجهاد الإسلامي التي تنتمي إليها الشلبي. ورفع المتظاهرون صورا للأسيرة المضربة، ولافتات تحيي صمودها.