غزه - وكالة قدس نت للأنباء
لا تستغرب شىئ في غزة ، عندما ترى أسرة تعيش وسط المقبرة لم تستطع أن تؤمن لنفسها بيت كريم يأوي أفرادها،يجاورون قبور الأموات من ضيق العيش، هذه قصة خالد حسن خليل المغربى "أبو علي " البالغ من العمر"58 عاما ً "،والذي رحل أباه من مدينة المجدل زمن النكبة الفلسطينية .
يعانى أبو علي من عدة أمراض منها القلب والتهاب الرئة الذي يسبب له ضيق في التنفس مستمر حرمه من العمل وأجلسه فى البيت ، لتكتمل معاناته .
يضيف الأبن الأكبر علي المغربى البالغ من العمر"28 عاما ً " ، لوكالة قدس نت للأنباء، بأنه "لايستطيع توفير مصاريف العلاج لوالده "،عائلة المغربى والتي تسكن فى وسط مقبرة المعمدانى فى مدينة غزة ، واتخذت من بعض الألواح المعدنية وبعض الحجارة مسكن لها في المقبرة تعانى كل أنواع المعاناة .
خليل حسن خليل المغربى البالغ من العمر"62 عاما ً " وهو شقيق أبو علي يشرح لنا شىء عن معاناتهم اليومية يقول " نحن ما زلنا نعيش زمن الخمسينيات العالم تقدم ونحن لا نجد الكهربا ولا نشعر في الأمن ".
فى أثناء جولتنا فى بيت أبو علي المغربى وجدنا البؤس والحرمان على وجوه الأطفال يحيط بهم العذاب من كل جانب ، وجدنا كذلك أن عائلة أبو علي ينشرون الملابس بعد أن غسلت بالماء على القبور لأنهم لا يملكون مكان لنشر الغسيل، وأطفال الأسرة يلعبون على القبور، يرتدون ملابس ممزقة ، حرموا من أبسط حقوقهم فى الحياة .
يضيف شقيق أبو علي أنهم يتعرضون دائما إلى خطر الحشرات السامة التي تنتشر في المكان ،
فيقول " ما بتمر سنة الا ويتعرض أحد من أولادنا لقرصة عقرب ، أو حشرة لا يوجد أى نوع من الأمان ، نعانى من كل شىء ، لا أحد يتقدم لنا ليتزوج من بناتنا ".
عند الغروب تلتجىء عائلة المغربى الى بيتهم البسيط وسط المقبرة ، يختبئون من وحشة القبور ، على مدار 40 عاما ً لم يروا فيها إلا أموات تدفن وقبور لا تتحرك ولا أنيس يخفف عنهم معناتهم .
ويشير علي المغربى إلى أنهم قاموا بمقابلة الكثير من وسائل الإعلام ،ووجهوا مناشدات إلى المؤسسات الخيرية ،وطالبوا أن يساعدوهم لكن دون جدوى ، لم يحصلوا على أى مساعدة من أى طرف ولا يوجد دخل للأسرة التي تتكون من 17 فرد ، سوى ألف شيكل يتقاضاهم الابن الأكبر علي، بعد أن دخل السلطة الفلسطينيه فى الكادر العسكرى ، وهذا الدخل لا يغطى شىء من أحتياجاتهم .
فى أثناء تفقدنا البيت وقد تسللت الدموع فى عيوننا من شدة معاناة هذه الأسرة ، وجدنا داخل البيت بعض الفراش وقليل من الأدوات المنزلية البسيطة التي يتسخدومنها في حياتهم اليومية ، فالمكان لا خارجه ولا داخله مؤهل للحياة ولا لسكن ، بعض الأطفال يعيشون حالة نفسية صعبة جراء هذه الحياة.
ويقول خليل حسن المغربى إن "اطفالهم منعزلون لايتخالطون مع الأطفال ويقضون معظم أوقاتهم في داخل المقبرة، هذا الوضع تسبب في معاناة نفسية صعبة للاطفال بسبب الحياة والوضع الذي يعيشونه داخل المقبرة.
وفى حديثنا مع شقيق أبو علي المغربى فجأه توقف عن الكلام وترغرغت عيناه بالدمع لعله رأى أن الصمت أبلغ بكثير عن كلمات تروى بعض من معاناتهم ، فهل لهذه الأسرة الفقيرة من مساعد أو مغيث يمد لهم يد العون..؟؟