إعلان قمة بغداد لم يرتقى لطموحات الفلسطينيين والعرب

غزه – وكالة قدس نت للأنباء
في ظروف استثنائية عقدت القمة العربية الثالثة والعشرون في العاصمة العراقية بغداد، كأول قمة بعد التغيرات و التحولات التي تشهدها المنطقة في"الربيع العربي", وانشغلت هذه القمة في الملف السوري أكثر من أي ملف آخر، وكان ذلك على حساب تراجع الملف الفلسطيني .

ومجددا أكد القادة العرب في إعلان بغداد في نهاية القمة العربية على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وأن عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها، وأن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي لا زالت محتلة في الجنوب اللبناني، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى مبادرة السلام العربية.

كما أكد القادة العرب رفضهم كافة أشكال التوطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لما جاء في مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت (2002) وأعادت التأكيد عليها القمم العربية المتعاقبة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعياتها ذات الصلة.

وشدد القادة العرب أن دولة فلسطين شريك كامل في عملية السلام، داعين إلى ضرورة استمرار دعم منظمة التحرير الفلسطينية في مطالبتها لإسرائيل بالوقف الكامل للاستيطان, وأعلنوا دعم ومساندة نتائج مؤتمر القدس الذي انعقد في الدوحة شهر فبراير الماضي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على هذه المدينة المقدسة.

الوزير الفلسطيني السابق والمحلل السياسي إبراهيم ابراش يرى أن القمة العربية تأتى في ظروف استثنائية بسبب المتغيرات التي تمر بها الدول العربية ،ويمكن اعتبارها أول قمة بعد ما يسمى "الربيع العربي", ويوضح بأن هذه القمة انشغلت في الملف السوري أكثر من أي ملف آخر، وكان ذلك على حساب تراجع الملف الفلسطيني الذي لم يتم التطرق إليه إلا من خلال الرئيس الفلسطيني محمود عباس .

ويعتبر أبراش أن القمة لم تأتى بجديد على مستوى القضايا الهامة العربية سوى كسب معنوي للعراق، وتأتى في إطار التأكيد أن العراق عاد إلى حضنه العربي .

ويضيف أبراش أن "خطاب الرئيس كان خطاب واقعي وعقلاني ، بسبب تلمس الرئيس أبو مازن الواقع العربي ، وبالتالي لم يرفع من سقف المطالب الفلسطينية من العرب، ولم يطلب من العرب أمور يعرف أنها غير قابله للتحقيق ، سوى تأكيده على ضرورة دعم صمود أهالي القدس ، ووقف الاستيطان ، حسب القرارات السابقة للقمم العربية" .

ويشير أبراش إلى أن تأكيد الرئيس عباس بعدم استمرار المفاوضات إلا بوقف الاستيطان يأتي في إطار الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ، وينوه إلى أن الرئيس عباس يدفع ثمن باهظ لإصراره على موقفه .

هذا ويرى المحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب أن "قمة بغداد تأتى في إطار تجديد السياسة العربية وللوقوف على المشكلات التي تعانى منها المنطقة العربية، وسط غياب الرؤساء التقليدين العرب نتيجة "الربيع العربى"..

ويقول "لا يجب الالتفاف إلى الإعلان الذي خرجت به القمة العربية، كما فعلنا في القمم السابقة، إذ أن هذه الإعلانات مجرد حبر على ورق لا تجد لها تنفيذا على ارض الواقع ، مما يجعل لهذه الإعلانات لا قيمه لها من الناحية العملية" .

ويعتبر المحلل حبيب أن "تأكيد الرئيس عباس على قضية القدس يأتى في إطار التذكير للمجموعة العربية بأنها لا تفي بوعودها وتبقى قراراتها موضع شك من حيث التنفيذ".

ويقول إن "ما سيشهده يوم غدٍ ألجمعه في يوم الأرض من ربيع فلسطيني وتعاطف شعبي عربي ودولي إدانة ضمنيه للقرارات العربية التي لم ترتقي إلى طموح الشعب الفلسطيني ولا إلى تطلعات الشعوب العربية".

ويعتبر هاني حبيب أن "تأكيد الرئيس الفلسطيني على ضرورة التواصل مع أهل مدينة القدس لفتة ذكية من الرئيس، وأن زيارة السجن لا تعنى الاعتراف بالسجان ورفض كل محاولات تحريم الزيارة للمدينة المقدسة بين العرب الخارج وأهالي القدس، وأكد أن ذلك يأتي لدعم وإثبات عروبة مدينة القدس ".

ويضيف أن "الرئيس محمود عباس لم يأتي بجديد في ملف المصالحة ورأى أن المصالحة الفلسطينية ليس خيارا، بل ضرورة فلسطينية ويجب أن تفرض على الأطراف المعنية من أجل إنهاء كافة المعيقات التي تحول دون تحقيق المصالحة" .