القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
قَدَم مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان التماساً إدارياً إلى المحكمة المركزية بالقدس ضد بلدية الاحتلال الاسرائيلي ورئيسها لإهمالهما المُتعمد في تقديم خدمات النظافة لأحياء المدينة الشمالية.
وأوضح بيان صحافي لمركز القدس، بأنّه قدم، بواسطة محاميه مُعين عودة، التماساً باسم لجنة أحياء القدس شمالا (كفر عقب، وحي زغير، وسمير اميس، وحي المطار)، ومركز البيان الطبي، والعشرات من أهالي الأحياء، ضد بلدية الاحتلال في القدس ورئيسها نير بركات حول موضوع تراكم النفايات في الأحياء المذكورة أعلاه للإهمال المُتعمد في متابعة الظاهرة.
وبين المركز بأن الادعاء القانوني يعتمد على أن القانون الإسرائيلي يفرض على البلديات تنظيف الأحياء التابعة لها، وعليه فإن أحياء القدس الشمالية هي مناطق تابعة للبلدية وسكانها يحملون هويات إسرائيلية ويلتزمون بدفع كافة الضرائب المفروضة عليهم، مشيرا أن سكان هذه الأحياء يعانون من تراكم النفايات وعدم جمعها من قبل متعهد البلدية، حيث يتم جمع القمامة مرة كل اسبوع في معظم الأحيان.
كما أشار المحامي عودة في الالتماس إلى الأخطار الصحية الناتجة عن تراكم النفايات في أحياء القدس الشمالية إضافة إلى الأضرار على البيئية المحيطة، موضحا بأن هذه الظاهرة تزيد من احتمالات الإصابة بمرض السرطان.
وأكد المحامي عودة بأن تراكم النفايات وإهمال جمعها يمس بحق الحياة الكريمة واحترام الإنسان، وقارن عودة بين خدمات البلدية المقدمة للأحياء المقدسية الواقعة داخل الجدار وخارجه من جهّة والأحياء الإسرائيليّة من جهة أخرى، مؤكداً أن الأهالي في الحالتين يدفعون كافة الضرائب المفروضة عليهم.
كما أضاف بيان المركز بأن هذا الالتماس جاء كنتيجة لمجموعة من المراسلات الخطيّة التي بدأت قبل 9 أشهر إلى رئيس البلدية، ومسؤول النظافة فيها، إضافةً إلى المستشار القضائي، ومستشار رئيس البلدية لشؤون القدس الشرقية حول قضية تراكم النفايات في أحياء القدس الشمالية الواقعة خارج الجدار العنصري، تم تجاهل معظمها، ومن ثم مجموعة أخرى من المراسلات قبل ستة أشهر.
وقد نوّه البيان إلى أن خدمات النظافة قد تحسنت أواخر العام الماضي، لكنها عاودت التراجع بشكل ملحوظ مطلع هذا العام .
بدوره أعرب مُنير زغير، رئيس لجنة منطقة القدس شمالا عن استيائه وغضبه من تجاهل بلدية الاحتلال لضرورة تنظيف شوارع وأحياء القدس الشمالية، وترك النفايات تتراكم لعدة أيام في المنطقة.
وتسائل زغير:" أين التقدم والحضارة في دولة تترك 60 ألف مواطنا يعانون من النفايات ومخلفاتها؟؟ " وقال:" أصبحنا نعيش في "حاوية للنفايات" دون أي اكتراث من قبل المسؤولين للأخطار الناجمة عن ذلك على الإنسان والحيوان والبيئة. وأكد زغير بأن الأهالي يدفعون كافة الضرائب المفروضة عليهم من قبل المؤسسات الإسرائيلية المختلفة.
وأوضح زغير بأنه حسب مفتش البلدية فإن أحياء القدس الشمالية تنتج 60 طن قمامة يوميا، تجمع البلدية 16 طنا فقط، وقال إن "البلدية بالتعاون مع وزارتي الصحة والبيئة ملزمة بتنظيف كافة الحاويات دون أي تأخير أو تأجيل.
وقال زغير:" لقد ظهرت أمراض جلدية وتنفسية على سكان الأحياء القدس الشمالية بسبب روائح النفايات والغازات المنبعثة منها بعد حرقها."
ومن جانبه، أكّد غالب النشاشيبي، مُنسّق البرامج في مركز القدس، على أهميّة هذا التوجّه، وخاصةً طلب عقد جلسة عاجلة في المحكمة المركزيّة للنظر في هذه المأساة، وبِما فيه من تعريّة لموقف البلديّة العنصري تجاه الفلسطينيين في المدينة، فَهُم يدفعوا ضرائب المسقوفات (الأرنونا) كما يدفعها الإسرائيليين، لكنهم لا يتلقوا الخدمات المُترتبة من هذه الضريبة. كما أضاف النشاشيبي بأن أهميّة هذا الالتماس يكمن في أنّه إذا كان هناك قرارات إيجابيّة من قِبل المحاكم الإسرائيليّة في هذا الشأن، فإن الفائدة سوف تعود على الأحياء الأخرى خلف الجدار أيضاً كمنطقة عناتا وضاحية السلام.
أما الناشط الاجتماعي عامر العاروري، وهو من سكّان الحي، فقد أشاد في دور الأهالي الذين تكاتفوا من أجل تجميع الاعتراضات والشكاوي الفردية (والتي وصلت إلى ما يزيد عن ألف شكوى)، والضغط على البلديّة من أجل تقديم خدمات أساسيّة. كما أضاف بأنّ المقدسيين (داخل الجدار وخارجه) يدركون أن إهمال المناطق المختلفة في القدس هو إهمال ناتج عن سياسة التمييز التي تتبعها بلديّة الاحتلال.