إن ثورة الربيع العربي ما زالت تفتقد لبوصلة الطريق لبناء نظام عربي تحرري يقود إلى بناء ألدوله ألحديثه بلا تبعية وبنظام يؤمن بالتعددية السياسية في ظل الحرية والديموقراطيه المنشودة وألحقه يؤدي إلى بناء نظام عربي وحدوي متكامل سياسيا واقتصاديا بما يحقق أهداف وتطلعات ألامه العربية وينقذها مما هي عليه من أوضاع سياسيه، واقتصاديه ، واجتماعيه ، كانت وما زالت متحكمة ومتجذرة في النظام العربي ، ثورات الربيع العربي لم تنجح في تحقيق تطلعات الشعوب العربية التي خرجت لتعبر عن رفضها للنظام العربي ولقيادات العالم العربي وتطالب بإسقاط النظام العربي ، ثورات الربيع العربي جميعها تفتقد لرؤيا ثوريه ولبرنامج سياسي ثوري يطيح بما هو قائم ليعيد من جديد بناء ألدوله والمؤسسات وفق التطلعات الجماهيرية التي صدحت حناجرها بالتغيير ، روح الربيع العربي تفتقد للعمل العربي المشترك والرؤى الوحدوية والى استراتجيه تقود إلى نهضة ألامه وتخرجها من قوقعتها وانعزاليتها لتعيد بنائها وفق برنامج سياسي يعيد لهذه ألامه العربية وجودها وحضورها الإقليمي والدولي ، إن البصمات الامريكيه للاستحواذ والانقضاض على ثورة الشعوب العربية التي استهدفت الاطاحه بأنظمة حكم عابثه وفاسدة ومدعومة أمريكيا وغربيا حيث ما زال شبح تلك الانظمه وذيولها هو المسيطر والمهيمن على مقدرات تلك الدول التي نجح فيها الربيع العربي ، إن ما تواجهه البلدان العربية التي نجحت فيها ثورات الربيع العربي والتي أدت إلى إسقاط رموز تلك الانظمه من خطر يتهدد وحدة هذه البلدان العربية بهذا الانقسام وهذا التباعد بين مختلف الأحزاب والشرائح الاجتماعية وما تشهده تلك المجتمعات من صراع بين الليبراليين والتيارات الاسلاميه ومن صراع فئوي ومذهبي وطائفي وقبلي يؤدي بالنسيج الاجتماعي ويطيح بوحدة المجتمع ، إن ما يجري في ليبيا بعد أن اسقط النظام في ليبيا بفعل تدخل قوات الناتو وما يشهده الليبيون اليوم من صراعي قبلي وعقائدي قد يطيح بوحدة ليبيا الجغرافية ويؤدي بانقسام المجتمع الليبي وما محاولات إعلان الانقسام والفدرالية وغيرها إلا من محاولات شرذمة وتقسيم ليبيا وهذا بحد ذاته خطر داهم يتهدد وحدة المجتمع الليبي ويؤدي بالليبيين لصراع قد يمتد لزمن إن لم يبادر الليبيين بالصحوة وتوحيد الجهد والانتصار على خلافاتهم لإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب لحلف الناتو والتخلص من محاولات الاستحواذ والهيمنة على المقدرات النفطية الليبية ، إن بناء ليبيا يتطلب من الجميع إعادة توحيد أنفسهم وذاتهم وإلا فان ليبيا معرضه لانقلاب على الثورة الليبية يعيد الوضع الليبي إلى أسوأ من السابق بثوره مضادة على ثورة الربيع العربي ... الحال نفسه في تونس التي جرت فيها انتخابات برلمانيه وانتخاب رئيس مؤقت لتونس حيث نجاح الحركة الاسلاميه وحصولها على أكثرية المقاعد البرلمانية حيث أن تونس لم يستقر وضعها السياسي ولم تنجح ثورة تونس بإنقاذ الشعب التونسي مما يعاني منه من وضع اقتصادي واجتماعي ومن التغلب على البطالة المستشرية في تونس وهي تعيش الخلافات والصراعات الداخلية ضمن محاولة التحكم من الحزب الحاكم لفرض الهيمنة والسيطرة واستعمال القوه والعنف ضد أي احتجاج أو تعبير عن رأي الآخر ما ينعكس بسلبياته على المجتمع التونسي الذي وبحقيقة نفسه لا يزال يعيش الثورة التي فجرها بوعزيزي ، على أن ما تواجهه عاصمة المعز لدين الله عاصمة العرب القاهرة لا يقل خطورة عن ما يجري في ليبيا وتونس حيث يعيش المصريون صدمة ما بعد الثورة في ظل غياب قياده حقيقية لقيادة مصر ما بعد مبارك في ظل محاولات من قبل قوى تطمح في إسقاط مصر تسير بوتيرة متسارعه من قبل من يخططون لإسقاط وإضعاف ألدوله المصرية ... هذا الصراع القائم بين بقايا نظام مبارك وبين القيادات الليبرالية والأحزاب الاسلاميه والأحزاب الوطنية التي جميعها شاركت في الثورة تعيش الصراع بينها في ظل غياب رؤيا حقيقية لما يجب أن تكون عليه مصر ما بعد الثورة ، إن إجراء الانتخابات لمجلس الشعب والشورى لم يعيدا لمصر الأمن والاستقرار الذي يطمح المصريون لتحقيقه ، وقد تفجرت الخلافات بين مختلف الاتجاهات المصرية حين حاولت الأحزاب المصرية السيطرة على تشكيل الجمعية التاسيسيه للدستور حيث استقالت القوى العلمانية من الجمعية التاسيسيه بنتيجة تلك الخلافات والاستحواذ على الجمعية التاسيسيه للدستور من حركة الإخوان المسلمين وحزب النور مما اضطر الحركات الاسلاميه لمراجعة موقفها ، الصراع الذي تعيشه مصر على رئاسة الجمهورية يكاد أن يكون صراعا يعصف بالثورة المصرية ويعيد الأوضاع لسابق عهدها إن لم يكن للأسوأ بنتيجة الخلافات بين القوى الثورية نفسها من لبراليين وأحزاب وسط وبين الإسلاميين أنفسهم في ظل عودة رموز من نظام الحكم السابق لتتبوأ صدارة الانتخابات ، إن شقة الخلافات والصراعات وهي تتفاعل على الساحة المصرية تزداد وطئتها وانعكاسها على بناء مصر ما قد يؤدي بمصر ألدوله العربية ذات التأثير والثقل الإقليمي حيث كل الجهود من قبل البعض لعزل مصر عن محيطها العربي وإضعاف مقوماتها السياسية والاقتصادية تهدف لضرب وحدة المصريين وإبقاء هذا الصراع لخدمة أهداف وغايات المتآمرين على امن ووحدة مصر ، وما يجري في اليمن لا يقل سوءا عن باقي الدول العربية والحال نفسه مع البحرين الذي تعيش أوضاعا اقل ما يقال عنها فتنه طائفيه مذهبيه قد تطيح بدولة البحرين إن لم يتم تدارك ما يجري في البحرين والسير بالإصلاح بهذا البلد بعيدا عن التجاذب المذهبي والطائفي والتي تدفع بها دول الجوار ، أمريكا وإسرائيل وحلفائها من العرب الذين ينوبون عنها في تنفيذ هذا المخطط الأمريكي للشرق الأوسط الجديد ضمن ما يطلق عليه من قبل الاداره الامريكيه بالحرب الناعمة حيث يقوم وكلاء أمريكا في المنطقة بالتنفيذ لما هو مخطط أمريكي وبدون أن تكلف أمريكا نفسها خوض معارك عسكريه ، إذ أن الحروب العسكرية التي خاضتها أمريكا أخفقت في تحقيق مخططها خاصة بعد فشلها في العراق وأفغانستان وان وكلاء أمريكا هم من يقودون الحرب نيابة عنها في منطقة الشرق الأوسط ، ما يجري في سوريا من صراع هو في واقعه وحقيقته صناعه امريكيه إسرائيليه بأيدي عربيه وبتمويل وتنفيذ عربي فما تقوم به السعودية وقطر من دور في تمويل لبعض الحركات الاسلاميه والمجموعات المسلحة والمعارضة السورية والجيش السوري الحر وبدعم مجلس اسطنبول المعروف بالمجلس الوطني السوري إلا ضمن محاولات التدمير الممنهج للوضع العربي لصالح المشروع الأمريكي الذي يهدف لبث الفتن الطائفية والمذهبية ضمن محاولات الحفاظ على الانظمه والعروش الموالية لأمريكا من خلال إغراق المنطقة بقتال طائفي يؤدي لإسقاط الدول التي تعرضت لثورة الربيع العربي وإضعافها وإضعاف مقوماتها لأجل إخضاع شعوبها تهيئة وتوطئة لتقسيم هذه البلدان والدليل هو ما تتعرض له ليبيا وما تواجهه مصر من مخطط تقسيمي وما تتعرض له سوريا من مؤامرة دوليه ويتعرض له اليمن والبحرين كما سبق وتعرض له السودان الذي قسم بين شماله وجنوبه والعراق الذي ما زال يتعرض لمؤامرة التقسيم ، إن محاولة الانقلاب على ثورات الربيع العربي من قوى الاعتدال العربي أصبح أمر مفضوح ضمن خطه واضحة المعالم وان الذي يقف في وجه تنفيذ وإتمام المخطط هو صمود الشعب السوري ووعيه للمؤامرة التي تستهدف امن ألامه العربية بهدف إضعافها لصالح الأمن الإسرائيلي ، إن نشر الدرع الصاروخي في منطقة الخليج العربي إن هي إلا من باب تحقيق امن إسرائيل تحت مسمى حماية امن دول الخليج ، إن عودة الصراع الدولي ضمن التوازن الدولي الذي تقوده روسيا والصين حال ولغاية الآن من الانقلاب على ثورة الربيع العربي بالرغم من المحاولات الامريكيه لعقد تحالفات مع قوى إسلاميه معتدلة تسعى لتنصيبها وإمساكها بمقاليد هذه الدول ضمن مخطط اسلمة المنطقة كما هو عليه الحال في تركيا ، إن لم تتنبه الشعوب العربية لتلك المخاطر التي تتهدها وتتهدد ثورتها فان الانقلاب على الثورات العربية وإجهاضها أصبح محصلة حاصل ومسألة وقت وعليه لا بد من إعادة استجماع القوى لمواجهة هذا المخطط الأمريكي الصهيوني لإحباط هذه الثورات خاصة وان أمريكا في مخططها وسعيها لإحباط وإخماد لهيب الثورات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتجزئة الوطن العربي وتقسيمه لدويلات تمكن إسرائيل من الهيمنة على هذه الدول من خلال ضرب كل مقومات الصمود العربي وضرب كل حركات المقاومة العربية والفلسطينية وإجهاض كل المحاولات لاستنهاض القوى العربية ، لا بد لكافة القوى الوطنية والاسلاميه التي صنعت الثورة أن تعيد حساباتها وان توحد جهودها وان تتبنى برنامج سياسي متكامل لاستكمال بناء نظام عربي يكون بمقدوره توحيد رؤاها السياسية والاقتصادية والاجتماعية باستراتجيه عربيه موحده في مواجهة الحرب الناعمة التي يقودها وكلاء أمريكا بالمنطقة وذلك لإفشال محاولات الانقلاب على ثورات الشعوب العربية الهادفة والساعية للتحرر من الهيمنة الامريكيه والسيطرة الاسرائيليه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت