بَعضُ السُلطةِ مَع مصرَ وَكُلُّ المقاومةِ

بقلم: فايز أبو شمالة

نظراً لأهمية الانتخابات الرئاسية المصرية، ولحجم تأثيرها على حياة الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونظراً للأبعاد السياسية للانتخابات المصرية على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها، يبدي جميع الشعب الفلسطيني اهتماماً بانتخابات الرئاسة المصرية، يفوق الاهتمام بانتخابات الرئاسة الفلسطينية، ويفوق اهتمام المصريين أنفسهم بانتخاب رئيسهم، بحيث لا تجد فلسطينياً واحداً غير متحزب أو متعصب لمرشح رئاسي دون آخر.

من يستمع إلى موقف بعض رجال السلطة الفلسطينية المؤيدين للسيد عباس، ومن ينتبه لبعض الشخصيات الموغلة في اليسار الغامق جداً جداً، يكتشف أنهم يلتفون حول مرشح الرئاسة عمر سليمان، يؤيدونه من قلوبهم، ويهتفون له بحناجرهم، ويرقصون طرباً في الشوارع لأنه رشح نفسه، وهم يزعمون أن الرجل يؤيد السلام المبارك مع إسرائيل دون شروط، وللرجل مواقفه الثابتة في محارب المقاومة الفلسطينية، وقد وفر مع المخلوع مبارك، ووزير الخارجية "أبو الغيط" وفر غطاءً سياسياً للسلطة الفلسطينية، ووفر الحماية والدعم لكل مخططاتها في التنسيق الأمني مع إسرائيل، وذبح البندقية الفلسطينية المقاومة في الضفة الغربية، وقد سعى جاهداً لتشديد الحصار على غزة، وخنق المقاومة.

أولئك الفلسطينيون الذين بكوا بدموع حارة غزيرة المخلوع حسني مبارك، يعتبرون رجل المخابرات عمر سليمان خير عوض لخير سلف.
أما من يستمع إلى موقف رجال المقاومة،وكل فصائلها دون استثناء، ومن يستمع إلى صوت رجال الخط الوطني المقاوم للصهاينة، وكل الرجال والنساء المؤمنين بالله وعدم شرعية الكيان الصهيوني، يجد أنهم يلتفون بقضهم وقضيضهم حول أي مرشح إسلامي، يجمع عليه الشعب المصري، ولا يتحزبون لاسم بعينه، طالما كان القرآن هو المنبع الفكري الذي يشرب منه المرشح الإسلامي أفكاره، وطالما كان حب مصر، والوفاء للمصريين، والإخلاص لقضايا العرب المركزية، هو المقياس الدقيق لسلامة نهج المرشح للرئاسة المصرية.
بقى أن أشير إلى موقف الصهاينة من انتخابات الرئاسة المصرية، وقد عبر عنه "بن أليعازر" وزير الحرب الصهيوني السابق، حين قال في لقاء له مع الإذاعة العبرية: إن مرشح الرئاسة المصرية عمر سليمان، لهو الرجل المناسب لإسرائيل!
فماذا يقول الشعب العربي المصري؟ من هو الرجل المناسب لمصر، ولكل المصريين؟ بل من هو الرجل المصري الذي سيكون رئيساً لكل العرب والمسلمين؟
د. فايز أبو شمالة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت