صام السيد عباس عن لقاء الإسرائيليين لمدة شهر، وانتظر صدور بيان الرباعية، الذي سيمهد للقاء الوفد الفلسطيني مع "نتانياهو" في 17/4، دون أن ينتبه الوفد المفاوض إلى يوم الأسير الفلسطيني، وكأن اللقاء مع "نتان ياهو" يقول للأسرى الفلسطينيين: موتوا بإضرابكم عن الطعام، فنحن قيادتكم نلتقي مع سجانكم بوئام، ونشرب قهوة قهركم، ونبتسم لغيظكم، ونظهر مع جلادكم في وسائل الإعلام، ونتحدث عن السلام!.
ويقول اللقاء الذي سيعقد يوم الأربعاء 17/4 في مدينة القدس، يقول للعرب: نحن نتفاوض في عاصمة الشعب اليهودي، وفي مكتب رئيس وزرائها، وتحت علم إسرائيل، وبحماية الجندي الإسرائيلي، ولا داعي لأن يشغل العرب أنفسهم في التفكير بالمقدسات الإسلامية، ولا داعي للغضب من أي دولة تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
ويقول اللقاء الذي سيضم سلام فياض، وياسر عبد ربه، وصائب عريقات، مع "نتانياهو"، يقول لكل المعترضين: نحن نعرف بعضنا بعضاً، وسبق أن التقينا في أهم المؤتمرات الأمنية والإستراتيجية للكيان الصهيوني، والمعروف باسم "مؤتمر هرتسليا".
صدر بيان الرباعية الدولية التي اجتمعت يوم 12/4 برائحة البصل؟ ولكن السيد فياض حسبه عسلاً، ولاسيما أن بيان الرباعية يبدأ بالدعوة إلى توفير مبلغ 1،1 مليار دولار لمساعدة السلطة الفلسطينية، وفات السيد فياض أن يقرأ باقي بيان الرباعية الذي تضمن:
1ـ قلق الرباعية من عنف المستوطنين، ودعوتها الحكومة الإسرائيلية إلى تدابير فعاله ضدهم، بما في ذلك تقديمهم للعدالة!
ولم ينتبه المفاوض الفلسطيني إلى أن بيان الرباعية لم يبد قلقه من تواصل الاستيطان، وتواصل سيطرة المستوطنين على الأرض، ولم يطلب بيان الرباعية بإزالة مستوطنة واحدة، وأنصب القلق على عنف المستوطنين.
2ـ عبرت الرباعية عن قلقها بشأن الإجراءات الأحادية والمستفزة من الطرفين. ولم يتنبه المفاوض الفلسطيني إلى جملة "الإجراءات المستفزة من الطرفين". والتي سبقت جملة "بما في ذلك النشاط الاستيطاني المستمر الذي لا يمكن أن يستبق المفاوضات".
3ـ أدان بيان الرباعية الهجمات الصاروخية من قطاع غزة على الكيان الصهيوني، رغم أنها لم تقتل يهودياً واحداً، بينما لم يأت بيان الرباعية بأي كلمة سوء بحق صواريخ الكيان الصهيوني وطائراته التي دمرت عن عمدٍ، وقتلت قرابة ثلاثين مواطناً فلسطينياً.
4ـ أغرب ما في أمر بيان الرباعية الدولية؛ أن السيد ناصر جودة، وزير الخارجية الأردني قد شارك في الاجتماعات، واطلع على مسودة بيان الرباعية قبل إعلانه، ولم يعترض على حرف فيه، والأغرب من ذلك، أن السيد فياض رحب ببيان الرباعية، والأكثر غرابة مما سبق، أن السيد عريقات طالب بإيجاد آلية لإلزام إسرائيل بتطبيق بيان الرباعية.
فكيف صار بصل الرباعية فوّاحُ الدمْعِ، كيف صار عسلاً على شفاهِ الرَبْعِ؟!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت