أين انتم يا فصائل منظمة التحرير الفلسطينية

بقلم: رمزي صادق شاهين


14 فصيل تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، فصائل للأسف الشديد أصبح جزءاً منها اسم بلا أي معنى ، ومنها من هو متقوقع بذاته يبحث فقط عن الموازنة الشهرية والمزايا الشخصية والمراتب لعائلاتهم وأصدقائهم وأبناء عشائرهم .

منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م ، بدأت مرحلة الحصاد ، حيث انتقلت المرحلة من مرحلة نضال وثورة إلى مرحلة مكتسبات تنظيمية وشخصية ، فبدأت طلبات المدراء العامون ، ووكلاء الوزارات والمواقع العسكرية ، بحيث تم تهميش الكادر التنظيمي لمعظم الفصائل لحساب الأمناء العامين وكُل من لف في فلكهم من أجل تحصيل أكبر كم من الإنجازات الخاصة ، وبذلك انتفت عملية الإنتباة للقضية المركزية والنضال من أجل رفع المعاناة عن شعبنا ، بحيث اقتصر ذلك على الشعارات الرنانة ، والظهور عبر الفضائيات لبيع المواطن الفلسطيني المواقف والشعارات .

مع تقدم الأمور نحو السلبية ، وحالة التراجع الملموس للفصائل الفلسطينية ، كان هناك تقدم لمن حمل الراية عن هذه الفصائل ، واستطاع أن يثبت نفسه جماهيرياً ووطنياً ، ومهما اختلفنا أو اتفقنا مع الفصائل التي أثبتت نفسها على الساحة ، فإن الحقيقة لا يمكن لها أن تُغطى بغربال ، وهي أننا بحثنا عن الشخصنة على حساب المشروع الوطني والمصلحة العامة ، وتقدم الآخرون بكل خطوات ثابتة .

الصراع السياسي الذي حصل عام 2007م ، وحالة التخاذل الفصائلي بإتجاة العمل الحقيقي لاحتواء الأزمة الداخلية الفلسطينية ، ووقفها موقف المتفرج انطلاقاً من مبدأ المصلحة الشخصية ، والاصطفاف إلى جانب التجاذبات المناطقية والإقليمية ، فترك المواطن أسير للخلافات ، أصبح في حالة توهان بين الخطأ والصواب وانقسمت العائلات والمؤسسات ، وتعمقت الأزمة حتى وصلت كُل مناحي حياتنا ، ودفع ثمنها شبابنا بخمس سنوات من عمرهم ، وهنا كان لابد للآخرين من التقدم على حساب الأزمة السياسية الفلسطينية ، وجاء الدور لأصحاب الأجندة الخاصة للمتاجرة في معاناة شعبنا.

ظهر منذ العام 2007م العديد من المسميات على الساحة الفلسطينية ، هذه المسميات التي تحاول فرض نفسها على أنها بديل لكُل شيئ ، مسميات تدخلت في حياتنا بشكل غير مفهوم ، هذه المسميات التي حملت شعارات وعملت على تعميق وجودها ليشمل كُل مناحي حياتنا ن السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ووصل الأمر حتى أصبحت تحتل مكانة إعلامية يومية .

تجمع الشخصيات المستقلة ، هذا التجمع الذي يشهد الآن صراع على تقسيم الكعكة ، الصراع الذي بدأ من اليوم الأول لتشكيل هذا التجمع ، كونه حمل شعار واحد وهو إنهاء الانقسام والمساعدة على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية الفلسطينية ، كونه يتشكل من شخصيات عامة وأكاديمية لها احترامها في الشارع ، وهي الملجأ الآمن للمواطن الذي أصبحت ثقته مهزوزة بالفصائل .

تجمع الشخصيات المستقلة ، أصبح يتدخل في كُل شيئ ، فبعد أن استطاع المتنفذين في هذا التجمع تفصيله على مقاس مصالحهم ، استطاعوا شراء بعض المواقع الإعلامية وأبواق الصحافة ، حتى يستطيعوا التواجد على الساحة الفلسطينية عبر الإعلام بشكل يومي ، وهذا يعني أن هناك مخطط مدروس للوصول للمواطن من خلال أسع طريقة وهي الإعلام .

استغرب من صمت الفصائل الفلسطينية ، حيث ترى أجسام تدعي الاستقلالية تتدخل في السياسة والعلاقات الخارجية ، وتتحدث بإسم الشعب الفلسطيني ، ولها اتصالات عربية ودولية ، وأصبحت تشكل خطراً حقيقياً على توحيد الكلمة الفلسطينية بإتجاة توحيد الجهد السياسي الفلسطيني ، لكون ذلك لا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية ، من خلال وجود أشخاص لهم أطماع سياسية ، قد تأتي على حساب مشروعنا الوطني الكبير ، والذي قمنا من أجله الشهداء وكُل هذه التضحيات .

لقد آن الأوان لكي يتم إعادة تشكيل الخارطة الفصائلية الفلسطينية ، خاصة تلك الفصائل التي تنطوي تحت راية منظمة التحرير ، هذه الفصائل الموجودة بالاسم فقط ، ولا يستفيد منها شعبنا بأي شيئ ، سوى استغلال وجودها للمكاسب الشخصية والسياسية ، هذه الفصائل التي لا تستطيع أن تؤثر في الشارع ، ولا في القرار الفلسطيني السياسي ، ولا يمكنها أن تقف موقف جدي أمام ما يتعرض له شعبنا من ويلات ، وليس لها وجود إلا ببيانات الشجب والإستنكار عبر وسائل الإعلام ، والتقاط الصور التذكارية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت