يوميات من معركة الأسرى (9)...

بقلم: مازن صافي

يوميات من معركة الأسرى ( 9 ) .. بقلم د.مازن صافي


اليوم التاسع عشر .. إدارة السجون ترد على مطالب الأسرى .
بداية علينا نركز على أسباب قيام معتقلينا الأبطال في المعتقلات الإسرائيلية بالإضراب ودخولهم في معركة الأمعاء الخاوية والمستمرة في أسبوعها الثالث على التوالي .. إن معركة الأمعاء الخاوية جاءت نتيجة لسياسة العزل الانفرادي التي تمارس على معتقلينا الأبطال .. سياسة احتلالية يراد بها أن يفقد المعتقل القدرة على تحديد الوقت والزمن في الزنازين الانفرادية .. إن معركة أسرانا هي معركة حق .. معركة تنتصر فيها نفسية الإنسان .. اسرانا ونركز على وجوب استخدام كافة وسائل الإعلام مصطلح قانوني لوصف المعتقلين وهو " أسرانا " وذلك لأن لهذا علاقة قانونية وإنسانية بالاتفاقيات الدولية التي تجبر المحتل على التعامل القانوني والإنساني مع الأسرى الذين تختطفهم ، ونحن ومنذ النكبة والتي تصادف أيام ذكراها الـ64 قد تم احتلال أرضنا وتشريد شعبنا وممارسة أبشع عمليات الإبعاد والمجازر والاعتقالات وكل أنواع الممارسات الاحتلالية التي تصف بأنها " جرائم حرب ضد الإنسانية " ..
إن شعار أسرانا الأبطال في المعتقلات الإسرائيلية : " لا تراجع ولا تنازل وإما حياة كريمة أو الموت بكرامة " … ولم يكن لهم القدرة أو الإرادة على مواصلة المعركة والتي أصبحت على أبواب التدويل والحراك العربي إلا لأنهم يتميزون بوعيهم السياسي وإدراكهم الأكيد لما أقدموا عليه ، والوحدة الرائعة التي تزيد من صلابتهم أمام إدارات السجون الظالمة والمتغطرسة والتي تتمادى في سياساتها الاحتلالية والتعسفية ..
نعيد الآن بالتذكير بمطالب الحركة الأسيرة والتي يمكن حصرها من حيث الأهمية في :
- إنهاء سياسة العزل الانفرادي
- إنهاء سياسة الاعتقال الإداري
- إعادة التعليم الجامعي والتوجيهي
- وقف الاعتداءات والاقتحامات لغرف وأقسام الأسرى
- السماح بالزيارات العائلية وخاصة لأسرى قطاع غزة
- تحسين العلاج الطبي للأسرى المرضى
- قف سياسة التفتيش والإذلال لأهالي الأسرى خلال الزيارات على الحواجز
- السماح بإدخال الكتب والصحف والمجالات
- وقف العقوبات الفردية والجماعية بحق الأسرى .
- إلغاء قانون شاليط وكافة البنود الواردة فيه .

يا أهلنا وكل شعبنا :
اليوم قامت إدارة السجون الاحتلالية بالرد على لجنة الاسرى ومطالبهم العادلة ، وهذا الرد ستقوم لجنة الأسرى بدراسته واتخاذ ما يلزمه تجاهه وللتذكير نسجل الان الرد الاسرائيلي الذي ينقسم إلى قسمين: القسم الأول مطالب تم الموفقة عليها مباشرة، والقسم الثاني تأجيل الرد لحين دراسة ذلك خلال فترة قصيرة.:
- زيارات أسرى قطاع غزة، تأجيل الرد لمدة أسبوعين بحجة إجراء الترتيبات لذلك مع الجهات المختصة منها الجيش والصليب الأحمر الدولي.
- العزل الانفرادي: تشكيل لجنة من قبل مصلحة السجون وجهاز "الأمن" تجتمع كل شهر مرة وتناقش 4 أسماء في كل شهر لبحث موضوع عزلهم وخروجهم إلى أقسام عزل جماعية ومفتوحة.

- السماح بالاتصال التلفوني للأسير مرة كل شهر.
- زيادة مبلغ الكنتين 400 شيقل شهرياً بدل 300.
- السماح بإعادة ثلاث محطات فضائية هي BBC2 وأبو ظبي روتانا سينما.
- السماح بالتصوير مع الأهل مرة كل خمس سنوات وليس مرة واحدة في العمر كما كان سابقاً.
- السماح بتجميع الأشقاء أو الآباء مع أبنائهم في سجن واحد.
- السماح بزيارات مفتوحة ودون شبك للحالات الإنسانية من الأهل.
- السماح لأي أسير سابق من الدرجة الأولى بالزيارات.
- تحسين موضوع الكنتين من حيث توفير الأغراض الناقصة بما فيها الفواكه والخضار وتشكيل لجنة لفحص غلاء الأسعار بحيث تتناسب أسعار الكنتين مع أسعار السوق.
- السماح بتصوير الأسرى داخل الأقسام مرة كل سنة.
- تشكيل لجنة لدراسة الحالات الممنوعة من الزيارة من سكان الضفة الغربية لإيجاد حلول لها.
- إعطاء توصية لنقل الحالات المرضية من الأسرى في سيارات إسعاف بدل البوسطة واعتماد تقرير طبيب السجن حول هذه الحالات.
- التعليم الجامعي: انتظار رد محكمة العدل العليا حول ذلك بسبب التماس مرفوع للمحكمة من عدد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية.

نحن الآن بانتظار قرار لجان الأسرى بصدد على هذه الردود على مطالبهم ، وجميعنا يعلم إن القرار صعب والأيام تأخذنا إلى ظروف قاسية جدا ..ولا يوجد أصعب من هذا القرار وهذه الحالة .. نحن نعلم أن استمرار أوضاع أسرانا يعني سقوط شهداء من الحركة الأسيرة ووصول العشرات إلى حافة الموت .. إنها قضية ليست بالسهلة والحسابات فيها هي حسابات الإرادة والحق فقط .. أننا في لحظة مواجهة حقيقية وعلى الجميع أن يعلم بذلك ويصل هذا المستوى من الحال والوعي إلى الجميع في كل المستويات .. الأعمار بيد الله .. ومن يهب الحياة يأخذها .. وأسرانا الصامدين قد وهبوا أعمارهم لله أولا ثم لقضيتهم قضيتنا العادلة ..
إن إسرائيل دولة الاحتلال وهي متأكدة أنها لن تتمكن من فرض أي حلول على الأسرى ، كما أنها متأكدة أن استمرار معركة الأمعاء الخاوية لا يمكِّن لها الأمن أو السلام .. فالسلام يبدأ من إنهاء احتلالها لأرضنا وإطلاق سراح كافة المعتقلين ..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت