رام الله-وكالة قدس نت للأنباء
بحسرة ومرارة يجلس الحاج عايش أبو حليمة بإحدى المقاهي الشعبية في مخيم الأمعري بمدينة رام الله ويضع يده على خده تعبيرا عن حالة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم قسرا بفعل العصابات الصهيونية التى هجرت وقتلت وعاثت فسادا بأنباء الشعب الفلسطيني.
فبعد 64 عاما على النكبة الحاج عايش فقد الأمل بكل شيء إلا بالعودة إلى دياره رغم نقمته على المجتمع الدولي والدول العربية وحتى المسؤولين في السلطة الذي يعيب عليهم عدم تحقيق حلم العودة أو حتى توفير الحياة الكريمة للاجئين.
وفي البداية كان أبو حليمة يرفض الحديث الينا لأنه مل من كثرة الحديث فيقول :"منذ النكبة ونحن نتحدث عن حالنا واضاعنا وها نحن مكانك سر لا شيء جديد ولا أحد يستفيد ".
وبعد أن وافق على الحديث الينا تنهد بقوة وقال:" كنت أعيش في مدينة اللد ، لد الأبطال والأحرار الذين دافعوا عن أرض الوطن ببسالة، وها أنا اعيش اليوم في مخيم الأمعري.
ولدى الحاج عايش 9 أبناء ويعيشون في منزله البسيط ويضيف بحرقة والم :"أعيش اليوم في منزلي مع أكثر من 32 نفرا من أولادي وأحفادي ووضعنا سيء جدا ولكن الحمد لله على كل شيء وسنبقى بانتظار العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها مهما طال الزمان أو قصر".
وكان الحاج عايش يعمل في الزراعة ويفلح أرضه وعندما سألناه عن زراعته قال كنا :"نزرع كل شيء وخصوصا البطيخ والذرة والبامية ولم نكن بحاجة الى شراء شيء من الخارج لأن أرضنا كريمة علينا ونحن لم نبخل عليها بجهدنا وتعبنا ".
ويقول الحاج لمراسل وكالة قدس نت للأنباء في رام الله:" إن منوا علينا بشوية مؤن وعادوا لقطعها عنا حتى يزيدوا معاناتنا في مخيمات اللجوء ويريدون أن يتخلصوا منا بكل الطرق والوسائل ليضغطوا علينا حت نتخلى عن حق عودتنا الى ارضنا وديارنا، لكننا مصممون على العودة ولن نتنازل عن حقنا".
ويروي الحاج عايش قصة تهجيره وأهل مدينته, مشيرا إلى أن السلاح الذي توفر كان أكثر فعالية من سلاح الفلسطينيين , قائلا :"وكذلك هم تدبروا على استخدام السلاح ولديهم كل سلاح الانجليز اما الفلسطينيون لم يتوفر لديهم الا سلاح قليل ورديء ".
ويتابع :"نحن بقينا لوحدنا ولم يسأل أحد عنا عندما جمعت العصابات الصهيونية الرجال في المساجد وطلبوا من الأطفال والنساء المغادرة واعتقلوا الشباب ومن ثم قاموا بتهجيرنا من ديارنا، ولم يتمكن أهالي المدينة من أخذ شيء من أمتعتهم أو أغراضهم وحتى ان الحاج عايش قال خرجنا حفاة ولم نتمكن حتى من أخذ مفتاح البيت".
ويضيف أبو حليمة:" لقد حاولوا نزعنا من ارضنا وهاهم الآن يقومون بمخططات لنترك المخيمات من خلال توفير طرق للهجرة لنا مقابل التخلي عن كرت الوكالة الذي يثبت أننا لاجئون ولكننا رفضنا وسنرفض وحتى أن ما يشاع عن تعويضنا لن نقبل به لأن مال الكون لا يغنينا عن العودة إلى وطننا الذي هجرنا منه وسيبقى حلم العودة قائم لأولادنا وأحفادنا".