الإستثمار فى رئيس مصر القادم !!

بقلم: علاء الدين حمدى شوَّالى


ـ رغم كل التطمينات التى يطلقها القائمون على إدارة إنتخابات الرئاسة المصرية، إلا أن الكثير من أوجه القصور تطرح نفسها بقوة، لتصب فى إتجاهات تثير الشكوك حول مدى تعبير النتائج النهائية عن حقيقة الإرادة الشعبية المصرية كما هو مفترض ! الشكوك التى يطرح بعضها غموض مصادر تمويل الدعاية الإنتخابية، أو وعود المساعدات المالية الأجنبية فى حالة فوز مرشح بعينه.

ـ فعدم وضوح آليات الرقابة على التمويل ومصادره، والذى من الملاحظ أنه فاق السقف المحدد قانوناً بمراحل، وما يتردد عن أموال ضخمة قدمتها دول أجنبية لدعم بعض المرشحين، إضافة الى دعم ديناصورات الأعمال المصريين، خاصة أصحاب القنوات الفضائية، مقابل استثمارات "البيزنس" القادمة، أو مقابل وعود بمناصب رفيعة حول الرئيس القادم، كما أتهم أحد المرشحين رئيسَ أحد الأحزاب بعقد صفقة يدعم حزبه من خلالها مرشحاً قبل انسحابه مبكراً من المنافسة، ليحل محله صاحبنا تحت غطاء نفس الصفقة كما سرب أحد قياديىِّ الحزب وقتها !

مما يفتح جميعه الباب، فى غياب آليات الرقابة والمتابعة، لعدة أوجه يراد بها الإستثمار فى رئيس مصر القادم ! إما بسيطرة رأس المال المصرى، وبصورة نتوقع أن تكون أكثر بشاعة مما كانت عليه سابقاً، وإما بالإستثمار الأجنبى، سواء كان غربياً ناعماً يضمن مصالحه ومصالح حلفائه فى النطاق الإقليمى بإصطناع أيادى تخرج بالإدارة المصرية عن رغبة الإرادة المصرية وثوابتها حيال القضايا الوطنية والقومية، أو بإستثمار شرقى يسعى، إما الى الهيمنة الدينية المذهبية وتحويل مصر من وسطيتها الدينية لتصبح حديقة خلفية أو ظهيراً غربياً يؤمِّن مجال الأمن القومى لتلك الدول التى تتخذ من مذهبها الدينى أداة أو نِديّةً للخروج من فلك مصر القوية، خاصة اذا فاز أحدهم فطبق نموذج داعمه وقبَّـل يد مولاه قبل إتخاذ القرار !

وإما لأسباب أخرى تدور حول إنفاق أموال الشعوب لإصطناع دور إقليمى على حساب مصر، دور لا يتناسب بأية حال مع مقومات أو تاريخ أو جذور الممول الداعم حاكماً كان أو دولة ! خاصة وأن هذا النوع من الإستثمار تجاوز وتعدى عملية الدعم المالى الى الدعم بالسلاح، وبمشاركة نظام الجار الجنوبى، الى ثوار ليبيا بكثافة ودون رقابة وطنية، ليس للمساعدة فى إسقاط "القذافى" ونظامه كما أشيع، ولكن، حسب رأيى، كمخلب قط لتنفيذ مخطط تقسيم ليبيا الذى بدأت بشائره الآن بالفعل، ثم إستكمال المخطط بنقل السلاح بعدها الى مصر بنوعياته الثقيلة التى بلغت حد المدافع المضادة للطائرات والصواريخ ذات مدى الثلاثمائة كيلومتر كما ضبط مؤخراً !َ حيث لا ندرى كمّْ ما نجح تهريبه بالفعل ونوعياته، ولم يكشف المحقق عن طبيعة الجهة التى كان من المفترض أن تتسلم تلك الشحنات المضبوطة داخل مصر !!!

ـ الشاهد، أن الكثير من أفاعى الإستفهام تفرض نفسها بقوة حول حجم التمويل ومصادره وعواقبه على مستقبل الجمهورية المصرية الثانية إن جاز التعبير، ونخشى، أن يكون قد فات الوقت للسيطرة على الأمور مع تخبط قرارات الإدارة المصرية وعشوائيتها وتقاعسها عن المواجهة بحسم كنا نتوقع بديهية أن تفرضه طبيعتها واسلوبها.
ضمير مستتر:
يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118

علاء الدين حمدى

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت