القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
أثار تلويح وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك بانسحاب أحادي الجانب من الضفة ردود فعل فلسطينية واسرائيلية , بينما قوبلت تصريحات باراك بانتقادات شديدة من وزراء واعضاء كنيست اعتبرتها السلطة محاولة جديدة لتكريس حدود الدولة المؤقتة وهي ردود فعل معروفة ومتوقعة إلا أن ما اثار الاستغراب واستدعى التساؤل هو صمت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ما دفع صحيفة "هارتس" الى طرح السؤال اعلاه والذي يتضمن اجابة ضمنية بوجود تنسيق بين الرجلين اللذين تسود علاقتهما انسجاما كبيرا في القضايا الاستراتيجية، كما يرى خبراء،.
وكان باراك لوح الأربعاء الماضي في كلمة له امام مؤتمر معهد الأبحاث ودراسات الأمن القومي في تل أبيب أنه في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين فيجب التفكير جديا في الانسحاب الأحادي الجانب من الضفة الغربية،"لان اسرائيل لن تقبل باستمرار هذا الركود وسيكون اتخاذ هذا القرار صعبالان الوقت ينفد".
وقال "إن عدم عمل أي شيء ليس خيارًا، موضحًا أنه من المهم القيام بمحاولة للتوصل إلى اتفاق شامل."
ويرى محللون أن تصريحات باراك غير واقعية في الوقت الحالي، إلاأنها تشير إلى تنامي قناعات لدى القيادة السياسية الإسرائيلية باستحالة بقاء الحال على ما هو عليه.
يشار إلى أن باراك كان رئيس الحكومة الذي نفذ الانسحاب الاسرائيلي احادي الجانب من جنوب لبنان، في حين كان موفاز الذي انضم حديثا الى حكومة نتنياهو، وزير الحرب الذي نفذ الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في عهد حكومة شارون .
من جهته رفض الجنرال عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي «أمان»، موقف وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الرافض لفكرة وزير الدفاع إيهود باراك الداعية لانسحاب أحادي الجانب من الضفة في حال فشل المفاوضات، وقولها إن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد للخروج من مأزق الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقال إن الانسحاب من طرف واحد يمكن أن يكون الحل الأمثل في هذه الظروف.
وأضاف يدلين، الذي يترأس اليوم معهد الأبحاث الأمنية في تل أبيب، أن حالة الجمود في المفاوضات القائمة حاليا، التي فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والتي تريح أوساطا في اليمين الإسرائيلي والحكومة، هي لعنة بالنسبة لمصالح إسرائيل. أضرارها خطيرة على إسرائيل، والمستفيد الوحيد منها هم العرب.
وأعرب يدلين عن تأييده لمضمون اقتراح باراك، بخصوص الانسحاب من الضفة بشكل أحادي الجانب. وقال، خلال تلخيصه لأعمال مؤتمر الأمن القومي الليلة قبل الماضية في تل أبيب، «على إسرائيل أن تعين حدودها بما يضمن لها أن تكون دولة يهودية وديمقراطية».
وادعى أن الفلسطينيين لا يستطيعون في الظروف الحالية التوصل إلى سلام. وقد حان الوقت لإحداث انعطاف في التفكير المبدئي حيال تسوية الصراع، بحيث تقرر إسرائيل الانسحاب إلى الحدود التي تعتقد أنها تضمن مصالحها، من دون انتظار الطرف الفلسطيني.