القاهرة – وكالة قدس نت للأنباء
يعتبر خالد مشعل (أبو الوليد) رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" من الشخصيات التي تصفها أوساط سياسية مسؤولة في الساحة العربية بأنها من الشخصيات " المعتدلة" داخل الحركة ، خاصة في الآونة الأخيرة وما بذله مشعل من جهود من أجل إنجاح صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وحجم الثقل الذي يتمتع به هذا الرجل والشعبية التي يحظى بها في أوساط الحركة ، بالإضافة إلى تصريحاته التي حملت الكثير من المضامين بأنها من الشخصيات التي يمكن محاورتها.
وبرزت في الآونة الأخيرة اللقاءات المتكررة التي يعقدها مشعل مع مسؤولين مقربين من الإدارة الأميركية وآخرين من السلك الدبلوماسي الأوروبي، وذلك لتأثيره في الساحة الفلسطينية، بالإضافة إلى حجم التأثير على مستوى " حركة الإخوان المسلمين" العالمية.
ويرفض مشعل حتى الآن، الدخول في مواجهة مع النظام السوري الذي يواجه إحتجاجات تطالب برحيل نظام بشار الأسد، حيث حافظ الرجل على مكانته في العاصمة دمشق التي يتخذ منها مقراً لإقامته مع المقربين منه.
ولم يخرج الرجل بتصريحات "تقلب" الطاولة عليه وعلى حركته، على الرغم من الإنذارات التي أشيعت بنية النظام السوري إغلاق المكتب التابع للحركة في دمشق، وبقي محافظاً على موقفه بعدم التدخل في الشأن السوري.
كما كان للرئيس الفلسطيني محمود عباس دوراً كبيراً في الطلب من مشعل والاتفاق على موقف واحد وموحد بعدم الدخول في مواجهة مع الأنظمة العربية التي تواجه تظاهرات تطالب برحيلها، حيث تخلل اللقاءات التي كانت تعقد بين الرجلين التأكيد على الموقف الفلسطيني الموحد من ذلك.
وتعرض الرجل للكثير من الضغوطات التي مورست عليه من قبل مسؤولين عرب وآخرين بمطالبته بعدم الترشح مجدداً لرئاسة المكتب السياسي لحماس، وذلك من أجل المحافظة على موقفه، دون الدخول في معركة قد لا تكون "لصالحه".
وتعرض الرجل لإنتقادات حادة من قبل قادة متنفذين في حماس، خاصة بعد الخروج بمواقف مفاجئة " أزعجت" بعض قادة الحركة الذين " إتهموا" الرجل بالتفرد بقرار الحركة وعدم الرجوع إلى أعضاء مكتبها السياسي.
وما لوحظ مؤخراً القرار الفجائي لقادة حماس بتكليف موسى أبو مرزوق برئاسة وفد حماس في الحوار مع حركة فتح، الأمر الذي إعتبره محللون في الشأن الفلسطيني بأنه" إستبعاد" غير معلن لخالد مشعل.
وإلتزم مشعل" كما يقول" محللون" الصمت " إزاء ما يمارس ضده من أحاديث غير معلنه تجري خلال إجتماعات قادة الحركة في قطاع غزة، التي تعتبر معقل حماس ومقرها التنفيذي بعد فرض سيطرتها كلياً على القطاع أبان أحداث 2007 مع حركة "فتح".
وكما يرى مراقبون أن "الرجل لا يريد الخوض في مواجهة علنية مع قادة الحركة، كما يفعل آخرون من القيادة المتنفذة داخل حماس التي يرى البعض فيها بأن تفرد مشعل بالقرار الحمساوي يعتبر ضربة قاسمة للعديد من الشخصيات القيادية في حماس داخل قطاع غزة".