القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
أعلم الاتحاد العالمي لكرة القدم (الفيفا), مركز مساواة لحقوق الجماهير العربية في إسرائيل والائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل، أنه قام بتوصية لجنة الطاعة التابعة له بالتحقيق في التصريحات العنصرية التي شهدتها كرة القدم الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وعلى وجه الخصوص من جانب مشجعي، لاعبي، ومدراء فريق "بيتار القدس"، حامل كأس الدولة 2009، والذي شوهد لاعبوه خلال احتفالات الفوز بالكأس، وتحديدا مهاجم الفريق "عاميت بن شوشان"، وهو يهتف "أكرهك سليم طعمة، أنا أكره كل العرب"، وأحداث الاعتداء على عمال تنظيف عرب في استاد تيدي عام 2010، ورشق حافلة فريق اتحاد أبناء سخنين بالحجارة وتحطيم نوافذها بعد خسارة فريق "بيتار القدس" للفريق السخنيني في شباط 2011، إضافة إلى حادث الاعتداء على عمال نظافة عرب في مجمع مالحة التجاري في أعقاب فوز "بيتار القدس" في إحدى المباريات في آذار الأخير.
في أعقاب هذه الأحداث العنصرية وأخرى مشابهة لها، وفشل الشرطة الإسرائيلية، الاتحاد العام لكرة القدم في إسرائيل، المستشار القضائي للحكومة وأجسام أخرى مسؤولة عن كرة القدم وسلطة القانون في إسرائيل، في التعامل مع هذه الاحداث، قرر كلا من مركز مساواة والائتلاف لمناهضة العنصرية توجيه رسالة للاتحادين العالمي والأوروبي لكرة القدم، مطالبين إياهما بالتحقيق في التصريحات ومظاهر العنصرية التي تشوب كرة القدم الإسرائيلية بشكل عام، وعلى وجه الخصوص كل ما يتعلق بفريق "بيتار القدس"، وأن تتخذ الاجراءات في لجنة الطاعة تجاه الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، "بيتار القدس"، وكل مظاهر العنصرية بشكل عام.
الرسالة التي وُجهت لكريتسيان ستام – مدير قسم المرافعة والمسؤولية الاجتماعية في الاتحاد العالمي لكرة القدم (الفيفا) وايريس هوجو بوفيير من الاتحاد الأوروبي (يويفا)، والذي قام طاقم المرافعة الدولية في مركز مساواة والائتلاف لمناهضة العنصرية بنصّه، يؤكد أن الاتحاد العام لكرة القدم والشرطة الإسرائيلية فشلا في القيام بواجبهما، بمحاكمة المسؤولين عن فريق "بيتار القدس"، واللاعب "بن شوشان" بتهمة التحريض للعنصرية، في مؤسسات الاتحاد العام لكرة القدم، وعدم قيام الشرطة والنيابة العماة بمقاضاة أي من المعتدين على العمال العرب في مالحة وتيدي، بتهمة الاعتداء على خلفية عنصرية، يبرزان مدى تقبل الجهاز القضائي في إسرائيل للعنصريين، بشكل خاص عندما يدور الحديث عن كرة القدم والرياضة في إسرائيل.
كما أشارت الرسالة إلى أن العقاب الـ"تأديبي" الذي تلقاه "بن شوشان" في حينه، والذي تمثل بعدد قليل من المحاضرات (بمشاركة سليم طعمة نفسه) ضد العنصرية في المدارس ومجموعات الشبيبة، هو عقاب متساهل نسبة لخطورة المخالفة. بحيث أنه تم إبعاد لاعب ليفربول الانجليزي، مهاجم منتخب الأوروجواي لويس سواريز، لثمانية مباريات بسبب تفوهات عنصرية تجاه لاعب الفريق الخصم مانشستر يونايتد، الفرنسي باتريس ايفرا خلال احدى المباريات، وبالرغم من أن هذه التفوهات العنصرية لم تكن عامة أمام الجماهير. مما يستدعي تدخل من قبل الاتحاد العالمي لكرة القدم.
ودعا الائتلاف لمناهضة العنصرية ومركز مساواة الاتحادين الأوروبي والعالمي، لإطلاق حملة إعلامية لمحاربة العنصرية في ملاعب كرة القدم بالتعاون مع الاتحاد العام لكرة القدم في إسرائيل بشكل مباشر.
وذكر مركز مساواة والائتلاف لمناهضة العنصرية أن الفيفا يفعّل برنامجا لمحاربة العنصرية في الرياضة، ويشجع الاتحادات المحلية لكرة القدم العضوة في الاتحاد العالمي على القيام بالمثل، الأمر الذي أكده رئيس الفيفا سيف بلاتر في أقواله مؤخرا. ولكن على ما يبدو أن الاتحاد العام لكرة القدم في إسرائيل فشل بالعمل بحسب دستور الاتحاد العام لكرة القدم.
وبناء عليه، طالب مركز مساواة والائتلاف لمناهضة العنصرية، باتخاذ اجراءات وقرارات تأديبية تجاه الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، وفريق "بيتار القدس" على وجه التحديد، والتحقيق في مظاهر العنصرية في كرة القدم الإسرائيلية، ومحاكمة ومقاضاة العنصريين.
كما اقترح الائتلاف لمناهضة العنصرية ومركز مساواة على الفيفا واليويفا، فحص مبنى لجنة الطاعة والمحاكم السلوكية التابعة للاتحاد العام لكرة القدم في إسرائيل، وحثهم على العمل بحسب دستور وتعليمات الاتحاد العالمي لكرة القدم، والعمل بحسب المعايير المتبعة اليوم في كرة القدم العالمية وأوروبا.
يُذكر أن مركز مساواة توّجه مؤخرا لوزيرة الرياضة في إسرائيل ليمور لفنات، ووزارة الثقافة، العلوم، والرياضة مطالبا بتعيين مختصين عرب في اللجنة التي عيّنتها الوزيرة لفحص مشاكل كرة القدم والمبنى الإداري لكرة القدم في إسرائيل. وقد شدد مركز مساواة أن "انعدام تمثيل الجماهير العربية في لجنة جماهيرية هو أمر غير معقول أبدا، لأنه من المفروض أن تصوّر أي لجنة جماهيرية تركيبة الجماهير في هذه الدولة، وبالتالي فيجب أن يكون على الأقل ممثلين للجماهير العربية في هذه اللجنة. هذه التعيينات التي قامت بها الوزيرة من شأنها أن تمس بحق أساسي لمجتمع كامل".
من جهته قال شاهين نصّار – أحد المبادرين للرسالة، والمنسق الإعلامي لمركز مساواة والائتلاف لمناهضة العنصرية إن "أجسام كالاتحاد العام لكرة القدم ووزارة الرياضة من واجبها أن تحارب العنصرية في كرة القدم والرياضة بشكل عام، ولكن للأسف الشديد، في إسرائيل الجهات المسؤولة لا تقوم بواجبها كما يجب، مما استدعى التوجه للجهات الدولية لتتدخل. مضيفا "لأنه لا مكان للعنصرية في الرياضة، ويجب عدم السماح للعنصريين بأخذ راحتهم، بشكل خاص في أحداث عامة وجماهيرية كمباريات كرة القدم. ملاعب واستادات كرة القدم يجب أن تكون هيكلا للأخوّة وللمنافسة الشريفة المتساوية ولحب اللعبة التي تشغل الملايين في كل أنحاء المعمورة".