انها الفكرة التي رأت النور عام 1967 عندما وافق وزراء المال والاقتصاد والنفط العرب على اقتراح دولة الكويت ، الذي تم بموجبه احياء فكرة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لدفع مسيرة التعاون والتكامل العربي الزاخرة بالعطاء دون كلل وبعزم صادق لا تثنيه الظروف , حيث بدأ باستقطاب الخبرات والكفاءات العربية المميزة بمجالي التنمية الاقتصادية والاجتماعية فكان الاستثمار في الانسان هو الأساس الذي قامت عليه رسالة الصندوق النبيلة .
فالصندوق والذي يتخذ من دولة الكويت مقرا له ويقوم على تمويل المشاريع الاغاثية و الاقتصادية والاجتماعية من خلال تمويل المشاريع الاستثمارية العامة والخاصة وتقديم المعونات والخبرات الفنية اصبح النموذج الحقيقي والعملي للتعاون والتكامل الاقتصادي العربي بشكل مميز .
وبما أن فلسطين هي جزء من هذا الوطن العربي كان لها نصيب تحسد عليه من الدعم الموجه من قبل الصندوق العربي من خلال المنح المقدمة للمؤسسات والجمعيات الفلسطينية .
والذي ساهم بشكل كبير وواضح في دعم برامج التنمية في فلسطين سواء أكانت برامج تشغيلية أو تعليمية أو صحية أو ثقافية أو مجتمعية.
ومن المؤسسات الفلسطينية التي كان لها نصيب من مساهمات الصندوق العربي جمعية اصدقاء مرضى الثلاسيميا ، حيث كانت البداية في عام 2008 بتقديم منحة من الصندوق العربي لصالح اقامة مركز امل المجتمعي في محافظة طولكرم الذي كان له الأثر الكبير في مكافحة مرض الثلاسيميا وتخفيف عدد الولادات الجديدة في محافظات شمال الضفة الغربية التي يرتفع فيها معدل الولادات المصابة بالمرض , وكذلك تثقيف المجتمع الفلسطيني بمرض الثلاسيميا .
ومن هنا جاء المشروع الجديد بدعم وتمويل الصندوق العربي لمكافحة مرض الثلاسيميا الذي يستمر 5 اعوام والذي يستهدف كافة فئات المجتمع الفلسطيني بمختلف شرائحه ليعمّ كافة المناطق . كما وأن المنحة الجديدة المقدمة من الصندوق العربي من أجل انشاء مقر الجمعية في محافظة نابلس من أجل تعزيز وجود الجمعية في كافة محافظات الوطن للمساهمة الفاعلة في الوصول الي فلسطين خالية من الولادات الجديدة بالثلاسيميا عام 2013 بإذن الله تعالى .
لقد كانت مساهمات الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بالغة الأهمية في استمرار مسيرة جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا سواء بتوفير الدواء لصالح المرضى أو توعية المجتمع وتثقيفه وتدريب المثقفين وكذلك المساهمة في انشاء مقرات الجمعية على مستوى محافظات الوطن .
انه لشرف كبير أن نكتب عن الصندوق العربي في ظل زيارة الدكتور سمير جراد مستشار الصندوق العربي للأراضي الفلسطينية من اجل مناقشة المشاريع التي نفذت وكذلك الجاري العمل على تنفيذها , والتي لم تكن لترى الشمس لولا توفيق الله تعالى أولا , وجهود المخلصين ثانيا .
لو تعلمون كم أضافت منح الصندوق العربي الى مسيرتنا التنموية التي تدعم استقلال الدولة على طريق مستقبل وطننا الواعد .
فلكم جميعا كلمة شكر صادقة وعظيم الامتنان على ما قدمتموه وتقدموه من دعم متواصل وتشجيع لمؤسساتنا , وكذلك الشكر الموصول لكل من ساهم في ارساء قواعد هذا الصندوق من قريب أو بعيد ليكون صفحة جديدة من صفحات عطاءكم المتواصل في كافة بلدان وطننا العربي ، والله وليّ التوفيق.
بقلم : براء المحسيري
منسق نشاطات جمعية اصدقاء مرضى الثلاسيميا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت