في عامه السادس ... تشاؤم فلسطيني من استمرار الانقسام

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
يتفق الشاب عمرو الدواهيدي، والشابة سالي عزام من سكان قطاع غزة، على أن الانقسام الفلسطيني انعكس سلبا على مجمل تفاصيل الحياة اليومية، وساهم في تهميش القضايا الأساسية المرتبطة بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأصبح يتصدر الاهتمام الوطني بدلا من التفرغ لكشف الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

في حين لا يعلق الشاب حمزة أحمد من سكان شمال غزة أملا كبير بأن تكون هناك مصالحة فلسطينية حقيقة لا سيما بعد دخول الانقسام الذي وقع في ( 14 حزيران/ينويو2007) العام السادس من عمره ، بينما تؤكد الشابة أميرة العشي أن الفصائل الفلسطينية على قناعة تامة بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، لكنها تقول لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر " هناك بعض الأنفس التي لا تريد لهذا الشعب الخير وربما هي مستفيدة من هذا الانقسام على وجه العموم".

أحلام وآمال...
وترى الشابة عزام (22عاما) من سكان بلدة جباليا شمال القطاع أن الانقسام أكثر القضايا التي تشكل خطرا محدقا على الشعب الفلسطيني قائلة "الكثير من القضايا الهامة تم تهميشها أو بالأحرى صرف النظر عنها ومنها تهويد القدس وبناء المستوطنات والأسرى في السجون الإسرائيلية هذا بالنظر للقضية بشكل عام".

وتتابع " وبشكل خاص فكان للانقسام الدور البارز في تحطيم وتدمير أحلام وآمال الآلاف من الشباب وتفكك الأسر في المجتمع الفلسطيني، ووصل الحد بنا لفقدان الثقة بحكومتينا "ولم نعد نعلق آمالا عليهم لأننا نعلم أن جل همهم المصلحة الخاصة والمنصب" على حد قولها.

وتوضح أنه باعتقادها لا أمل في المصالحة بسبب غياب النوايا الصادقة قائلة" افتقدنا لزعامات تهتم حقا بالقضية الفلسطينية فالطرفان منشغلان بما لديهم من مصالح خاصة ويبقى المواطن هو من يدفع ضريبة الانقسام والطمع السياسي"، مؤكدة أنه لا يمكن اغفال دور الشباب الفلسطيني، مطالبة إياهم بأن لا يكونوا لعبة بيد السياسيين وأن يعوا حجم القضية ويتحرروا من التعصب الأعمى الذي يفقدنا البصر، موضحة بأن عليهم كشباب رسم مستقبل فلسطين.

سوداء مرت ..
الشاب الدواهيدي يصف الانقسام بأنه مرحلة سوداء مرت في تاريخ الشعب الفلسطيني، كان لها أثرا سلبيا تجاه كل القضايا التي ترتبط بالشعب الفلسطيني، بامتداده الوطني، وأشغل الكل فيه كقضية أساسية، مبينا بأن القضايا الأساسية كالأسرى والقدس واللاجئين شهدت تراجعا واضحا.

ويلفت الدواهيدي إلى أن الانقسام أدى إلى تدهور الأوضاع المتعلقة في سير الحياة اليومية للمواطنين ولا سيما الاقتصادية إلى جانب وانتشار البطالة بشكل كبير في قطاع غزة والضفة الغربية، موضحا بأن التفكك الاجتماعي هو صاحب النصيب الأكبر من انعكاسات الانقسام السلبية.

عقبات أمام...
ويؤكد حمزة أحمد (21عاماً) أن الانقسام خلف جملة من المشاكل ووقف كعقبات أمام التنمية والتقدم بمستوى البلد، وساهم في انتشار البطالة بظل تزايد عدد الخريجين وجعل فرصة إيجاد وظيفة ضعيفة جدا، موجها رسالة لأطرف الانقسام (حماس وفتح) قائلا فيها" لو تدهور الوضع وأصبح الشارع مكتظ بالسائلين أنتم الخاسرين ، ستحدث ثورة عاجلا أم آجلا ."

ويتابع في رسالته " من الضروري التحرك الجدي الآن لأن الشارع الفلسطيني لم يعد قادر على التحمل"، معتبرا أن هناك فرصة حقيقة أمام أطرف الانقسام وأمل لو ضعيف كما يصفه بتحقيق المصالحة، مشيرا إلى أنه من الطبيعي جدا أن يكون هناك تحرك شبابي ضاغط لإنهاء الملف الأسود (الانقسام).

يحدث ازدهار ...
وتتفق الشابة أميرة العشي(19 عاما) من سكان مدينة غزة ، مع الشاب حمزة أحمد في أن الانقسام يعيق التنمية المجتمعية بشكل عام ولا يحدث ازدهار ونمو بالمجتمع الفلسطيني وإن حدث ذلك يكون ضعيف، معتبرة أن إعاقة التعامل بين الحكومتين بقطاع غزة ورام الله ينعكس سلبا على الشعب الفلسطيني.

وتؤكد العشي أن هناك أملا قويا بتحقيق المصالحة الوطنية إن صحت النوايا وكانت الجهود خالصة لوجه (الله تعالي)، معتقدة بأن أمر تحرك الشباب للضغط على أطراف الانقسام أصبح محتمل لأن الشباب هم عماد الوطن ورجال المستقبل ولا يرضيهم أن يبقى الحال على ما هو من تقطيع لأوصال المجتمع الفلسطيني واستمرار معاناتهم.

كفلسطينية مغتربة...
وتوضح الشابة نوران عويس (22عاما) من سكان مدينة غزة أنها كفلسطينية مغتربة ولدت في دولة الإمارات تشعر بالحرج و الألم الشديد عندما تستمع لانتقادات وتعليقات لاذعة، بسبب الخلاف الفلسطيني المشين والذي سبب انقساما غير مسبوق في الساحة الفلسطينية.

وتبين عويس أن الانقسام أدى إلى الانعكاس سلبا على القضية الفلسطينية وأضعف صمودها إلى درجة دفعت الاحتلال الإسرائيلي إلى التعنت والمضي قدما في سياسته العدوانية، قائلة" بعدما كانت فلسطين نشيدنا الأول نتغنى به صباح مساء بفخر، فقد تغير الحال وانتاب القضية لغط كثير".

وتعتقد بأنه آن الوقت أن تجتمع جميع الفصائل على كلمة واحدة من أجل فلسطين، فاختلاف وجهات النظر وتعدد المواقف وتباين الآراء كلها أمور مشروعة فلا يمكن أن يكون جميع الأشخاص يحملون نفس الأفكار فكلا يفكر حسب ما يحيط به من مؤثرات.

وتقول متابعة " هذا أمر لا يختلف عليه اثنان وهذه سنة الله في خلقه " ولن تجد لسنة الله تبديلا" لكن أن يرقى الخلاف إلى التباغض وتبادل الاتهامات بين الإخوة في البلد الواحد هذا شيء مخزي ومؤلم ومشين بكل المعايير، هذا أمر بعيد عن ما نعتز به من شيم وأخلاق، فارحمونا أيها المختلفون على لا شيء، انسوا خلافاتكم وابتعدوا عن خصوماتكم، إنكم لا تخدعون إلا أنفسكم ولا تضرون إلا قضيتكم".