القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
طرح حزب "كديما"، الذي يعتبر حاليا أكبر الأحزاب في الكنيست الإسرائيلي وتتنبأ الاستطلاعات له بالانقراض في الانتخابات القادمة، برنامجا سياسيا جديدا يستند إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل على أساس حدود 1967 وتبادل أراض بنسبة 1-1 في إطار التسوية السياسية للصراع.
وعلى الرغم من ضعف هذا الحزب في السنتين الأخيرتين، فإن هذا التطور في برنامجه يعتبر حدثا كبيرا في تاريخه، وتطورا أيضا بالمقاييس الإسرائيلية، لأنه يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من الجنرالات ومن قادة حزب "الليكود"اليميني السابقين، الذين انفصلوا عن حزبهم وساروا وراء مؤسس الحزب أرئيل شارون في سنة 2005.
وعقد الحزب مؤتمرا آيديولوجيا، أمس، لإقرار برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وجاء في البند الخامس من هذا البرنامج، الذي أعده النائب آفي ديختر، رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك) الأسبق وزير الأمن الداخلي السابق، وخصص للقضية السياسية، أن حدود دولة إسرائيل ستكون بعد التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين الحدود نفسها التي كانت قائمة قبل حرب 1967 مع إضافة الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، على أن يتم تعويض الفلسطينيين بمساحة من الأرض مقابل أرض المستوطنات التي تضم لإسرائيل. وفي نهاية هذه المسيرة، تعلن دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية والأراضي التي يتم تعويضها بالتبادل الاستيطاني. ويتجاهل هذا البرنامج موضوع اللاجئين الفلسطينيين، كما يشير إلى أن القدس لن تعود إلى ما كانت عليه قبل حرب 1967.
وقال عضو آخر في لجنة صياغة هذا البرنامج، هو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، إن إسرائيل ليست بحاجة إلى الأحياء العربية في القدس الشرقية ويمكن أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية، شرط أن تبقى مدينة موحدة بشقيها الشرقي والغربي.
يذكر أن هذا الموقف، الذي يؤيده حزبان يهوديان معدودان على اليسار في إسرائيل، هما حزب العمل وحزب ميرتس، يعتبر جديدا على الوثائق الرسمية لحزب "كديما"، لكن مضمونه الأساسي كان قد ورد في الاقتراحات التي تقدم بها رئيس الحكومة السابق من "كديما"، إيهود أولمرت، خلال مفاوضاته مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). ولم تكتمل في حينه تلك المفاوضات، جراء سقوط رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت في الانتخابات، بسبب اتهامه بالفساد.
كما أن رئيس "كديما"، الذي انتخب نائبا لرئيس الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، قبل شهرين، شاؤول موفاز، طرح مشروعا شبيها للتسوية، وفيه يتحدث عن تسوية مرحلية، يتم بموجبها الانسحاب الإسرائيلي من 20 في المائة إضافية في الضفة الغربية، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى دولة مستقلة على 60 في المائة من مساحة الضفة، وبدء مفاوضات تستغرق 5 سنوات من الآن، تتعهد إسرائيل في بدايتها بأن تكون الدولة الفلسطينية قائمة على مساحة مشابهة لحدود الضفة الغربية قبل عام 1967 مع تبادل أراض بنسبة 1-1.
ويشتمل برنامج "كديما"المذكور على مشروع يلغي أوامر هدم البيوت غير المرخصة لـ"فلسطينيي 48"ويمنح البيوت القائمة الشرعية الكاملة ويضع خطة واضحة وصريحة مع جدول زمني محدد لتصفية التمييز العنصري ضد المواطنين العرب في إسرائيل.
وبهذا أيضا يعتبر برنامج "كديما"تجديدا جريئا، من الصعب على قوى اليمين الإسرائيلي استيعابه. بيد أن ضعف شعبية حزب "كديما"في الشارع الإسرائيلي يجعل هذه الطروحات الجديدة محدودة الضمان والتأثير. وعندما سئلت رئيسة هذا الحزب السابقة، تسيبي ليفني، عن رأيها في ما إذا كان "كديما"سيظل حزب سلطة ويتحالف مع نتنياهو مرة أخرى في الانتخابات القادمة، أجابت: "حزب (كديما) سيختفي في الانتخابات القادمة"، مشيرة إلى استطلاعات الرأي التي تعطي هذا الحزب 10 – 12 عضوا في الكنيست، علما بأنه ممثل اليوم بـ28 عضوا.
وقد رفض شاؤول موفاز هذه التقديرات المتشائمة وقال إن أمام حزبه سنة ونصف السنة حتى موعد الانتخابات، وإنه يتوقع أن يفاجئ الحزب بمدى قوته، "فنحن حزب الوسط الوحيد في إسرائيل وسنستعيد القوى التي خسرناها بسبب الانحراف عن برنامجنا في الفترة السابقة".
وقال موفاز إن حزبه يؤثر على سياسة الحكومة الحالية وينقلها من اليمين المتطرف إلى الوسط الليبرالي، وإن أحد المواضيع الأساسية التي يخطط للتأثير فيها هو موضوع التسوية السياسية مع الفلسطينيين. وأكد أنه سيلتقي قريبا مع الرئيس الفلسطيني لتحريك المسيرة السياسية.