مقالة شجاعة لكاتب إسرائيلي تقدمي يدعم موقف الطيبي

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
نشر موقع صحيفة "هآرتس" الالكتروني مقالة للكاتب الإسرائيلي التقدمي روني شوكن بعنوان " رؤية إيلان رامون بعيون فلسطينية " حول رفض النائب العربي في الكنيست احمد الطيبي، تسمية مركز الفضاء الذي أقيم مؤخراً في مدينة الطيبة على اسم الطيار الحربي إيلان رامون، والذي شارك في العمليات الجوية التي قصفت مخيمات لاجئين فلسطينيين في جنوب لبنان.

ويقول شوكن في مقاله "نجح عضو الكنيست احمد الطيبي هذه المرة في أن يُغضب "اليسار" أيضا. فقد تجرأ الطيبي على التوجه إلى وزير العلوم دانيئيل هرشكوفيتس مطالباً إياه بعدم تسمية مركز الفضاء في الطيبة على اسم رجل الفضاء ورجل سلاح الجو الإسرائيلي ايلان رامون الذي قتل في حادثة المكوك الفضائي كولومبيا عام 2003. ولقد فعل الطيبي ذلك برسائل داخلية بدون هدف النشر."

ويتابع "الطيبي الذي ألقى خطابا في ذكرى المحرقة واعتبره رئيس الكنيست روبي ريفلين أفضل خطاب برلماني، هو أكثر قائد عربي يجيد العبرية ويعرف اليهود، يعرف بالضبط من هو ايلان رامون بالنسبة لليهود كشخص وكرمز، الطيار الذي شارك في قصف المفاعل النووي في العراق وأول رائد فضاء إسرائيلي، وأي قسم من سيرته الذاتية لا يدركه الجمهور : مشاركته كطيار سلاح الجو في حرب لبنان الأولى. الطيبي يطرح تحدياً للإجماع الصهيوني".

ويضيف شوكن في مقاله " الطيبي كتب لهرشكوفيتس بسرية لكي لا يفرض على الجمهور اليهودي تحدياً للحساسية بشأن رامون. ولكن هرشكوفيتس منشغل حاليا بأمور أهم من سيرة رامون : تنافسه أمام زفولون اورليف ونفتالي بينت على رئاسة حزب " البيت اليهودي ". وبما أن إحدى الاستراتيجيات السائدة لدى أعضاء الحكومة الحالية هي حصد النقاط السياسية بواسطة التعرض للأقليات والمجتمعات الضعيفة الأخرى، فإن توجه الطيبي نُشر للجمهور".

ويتابع شوكن في تحليله لموقف الطيبي قائلا " قُتل في حرب لبنان آلاف المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين، بما في ذلك نتيجة قصف صواريخ من قبل سلاح الجو الإسرائيلي".

ويقتبس شوكن ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود درويش في كتابه " ذاكرة للنسيان " : تصاعدت هستيريا الطائرات . لقد جُنّت السماء. جُنّت تماماً. يُنذر هذا الفجر بأن هذا اليوم هو آخر أيام الخليقة. فأين يضربون؟ أين لا يضربون ؟

وعلى هذه الخلفية لا يمكن أن نُبطل ادعاء الطيبي أن تسمية مركز الفضاء باسم طيار شارك مشاركة فعالة في حرب لبنان قد "تمس بمشاعر سكان المكان والوسط العربي بعامته ".

يمكن أن نعارض توجه الطيبي. فأولا، والشيء الأساسي أنه ليس واضحا ماذا كان نصيب رامون نفسه في الحرب وبأي هجمات شارك وبأيها لم يشارك. ويعلو سؤال ما هو السمين وما هو الغث – أحقيقة افتتاح المركز في الطيبة أم تسمية المركز باسم رامون (يحسن أن نعلم في هذا السياق أن الحديث عن "مركز" في داخل مبنى قائم بكلفة منخفضة تبلغ بضع مئات من آلاف الشواقل فقط – وليست هي بالضبط نشرا ونقلا لمركز فضاء كندي إلى الطيبة – ستتحمل جزءا كبيرا منها البلدية). لكن هذا النقاش لا يطرح سؤال : لماذا الإصرار على أن يُفرض الإجماع الإسرائيلي اليهودي على الجمهور العربي مع التجاهل الظاهر المتعالي للمعاني الرمزية المختلفة التي ينسبها اليهود والعرب لنفس الحوادث والناس..

ويقول الكاتب الإسرائيلي التقدمي إن "زعامة الطيبي وسببها خاصة أنه يعرف الجمهور اليهودي جيدا لا يجب أن تُمتحن فقط بقدرته على الإشارة إلى فجوات بين الرواية اليهودية والرواية الفلسطينية، وأن يعمل على ألا تُمحى الثانية. بل عليه أيضا أن يعثر على مباديء وأشخاص يمكن أن تنشأ حولهم قضية إسرائيلية مشتركة. لكن التحدي المهم هو هو أمام الجمهور اليهودي ، فهذا الجمهور عليه أن يسعى ليعرف أكثر تاريخ الأقلية العربية وحضارتها. ولا يقل عن ذلك أهمية ، لا ينبغي عليه أن يهب في كل مرة يتحدى فيها أشخاص مثل الطيبي روايته المجمع عليها."