قطاع غزة بين حسني ومرسي

بقلم: فايز أبو شمالة


اقتنع "شارون" بضرورة إلحاق قطاع غزة بمصر، وحرص على تجميل وجه اندحاره من غزة تحت مسمى "فك الارتباط من طرف واحد"، ليكون بذلك قد ألغى عملياً شق اتفاقية أوسلو المتعلق بقطاع غزة، ويكون قد فصل عملياً بين غزة والضفة الغربية، وقطع الطريق نهائياً على الممر الآمن، ومهد لإلحاق أجزاء من الضفة الغربية بالأردن، ومتحللاً من مسئولية إسرائيل عن الاحتلال مليون ونصف فلسطيني، يعيشون في قطاع غزة.

اقتنعت غالبية الإسرائيليين بفكرة التخلص من قطاع غزة، وعملوا على إنجاح الفكرة بالتدريج، وحرصوا على تحويل حركة المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل إلى منطقة الجنوب، فكان معبر كرم أبو سالم بديلاً لمعابر شمال قطاع غزة، وصار التواصل مع مصر سهلاً بمقدار صعوبة التواصل مع إسرائيل، وتحول مركز الرزق والتجارة والحركة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، هنالك حيث الحدود المصرية.

عندما اقتنع الإسرائيليون بإلحاق قطاع غزة بمصر، كانوا واثقين أن المخلوع حسني مبارك هو قدر المصريين، وأنه لقادر على محاربة المقاومة بشكل أفضل من المخابرات الإسرائيلية نفسها، وكان الإسرائيليون مطمئنين لرجلهم في مصر اللواء "عمر سليمان"، فهل ما زال ذلك ممكناً بعد قيام الثورة المصرية، وبعد أن صار الدكتور محمد مرسي رئيساً لمصر، وبعد أن عادت مصر إلى قيادة الأمة العربية والإسلامية؟!.

أزعم أن الخطة الإسرائيلية التي هدفت إلى إلحاق قطاع غزة بمصر لم تعد مجدية للإسرائيليين، لا لأن مصر التي يرئسها الدكتور محمد مرسي ليست مصر التي كان يرئسها المخلوع محمد حسني، وإنما لأن مصر التي قالت في الانتخابات الرئاسية: لا إله إلا الله محمد رسول الله، هي غير مصر التي خضعت لفرعون وزعامات الحزب الوطني.

للتذكير؛ فإن شارون هو صاحب فكرة ضم قطاع غزة والضفة الغربية إلى إسرائيل، بعد أن فاز حزب الليكود في انتخابات الكنيست سنة 1976، وشارون نفسه هو الذي تخلى عن فكرته بعد سنوات، عندما أدرك خطورة ضم ملايين الفلسطينيين إلى دولة إسرائيل، لقد سبح الإسرائيليون بحمد ربهم كثيراً لأن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت فكرته.

لما سبق؛ أزعم أن إسرائيل في قادم الأيام ستحاول الفصل بين قطاع غزة ومصر، وستعمد إلى تقديم تنازلات إعلامية مدهشة للسيد عباس كي يستأنف المفاوضات، وستحاول بسط نفوذ سلطة رام الله إلى قطاع غزة بكل السبل، ولاسيما أن التنسيق الأمني بين سلطة رام الله والمخابرات الإسرائيلية قد أثبت جدواه.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت