غزة – وكالة قدس نت للأنباء
بمجرد أن تدخل ميناء غزة، يلفت انتباهك، حركة مراكب الصيادين الفلسطينيين، وهي تناغم المياه منشدة حكايات أصحابها، محدثة لوحة فنية، تعكس صمودها على الرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي إحراقها وتدميرها، وقتل أصحابها أثناء ممارستهم مهنة الصيد في المساحة التي حددها الاحتلال لهم.

فاللوحة الفنية داخل مرسى المراكب اكتملت بمعاناة جديدة، تكبل بسببها الصيادين الفلسطينيين ديون بمبالغ طائلة، وليتمكنوا من توفير قوتهم اليومي، عمل معظمهم على استحداث طريقة الصيد القديمة بأسلوب جديد، من شأنه أن يمكنهم من زيادة نسبة الصيد خلال أيام الصيف ولا سيما مع قدوم موسم ينتظرونه بفارغ الصبر(موسم سمك السردينة).

وضع الكشافات الكهربائية الكبيرة بالقرب من بعضها البعض بشكل تقني، أعلى مركب الصيد، وتوصيلها بمولد كهربائي ضخم يعمل على المحروقات، لتضيء بقوة عالية مسافات كبيرة حولها أثناء إبحارها،أسلوب جديد ساهم في تجمع الأسماك حول المراكب لتدخل شباك الصيادين الفلسطينيين.

وكلفت هذه التجهيزات التي يحكم عليها غيباً بالموت في حال أقدمت قوات البحرية الإسرائيلية على مهاجمتها مبالغاً يصفها الصيادون بالمرتفعة وتزيد عن (20 ألف دولار )، لكنهم يتأملون أن يرزقهم الله (عز وجل) الخير الوفير هذا العام ليتمكنوا من تسديد ديونهم التي تكبلوها بسبب البحث عن لقمة العيش والحياة الكريمة.

ويعاني الصيادون الفلسطينيون جملة من الاعتداءات اليومية من قبل البحرية الإسرائيلية، أبرزها يكمن في إطلاق النار والقذائف على مراكبهم ورشهم بالمياه العادمة، إلى جانب اعتقالهم ونقلهم إلى ميناء إسرائيلي ومصادرة مراكبهم وعدم إرجاعها لهم، بالإضافة لإجبارهم في بعض الأوقات على ترك مراكبهم والسباحة لمسافات طويلة، ناهيك على تخريب الشباك وتمزيق أدوات الصيد والتهديد الدائم بالقتل.

ونتيجة لمعاناة الصيادين ومنعهم من ممارسة مهنتهم وفقا لما هو متفق عليه بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، لجأ الصيادون إلى شراء الأسماك من الجانب المصري، أو الإبحار إلى منطقة العريش والصيد فيها، وينص الاتفاق الموقع على تحديد مسافة الصيد بـ20 ميلاً بحرياً بعيداً عن الشاطئ، فيما لا تسمح البحرية الإسرائيلية إلا بمسافة 3 أميال فقط.

ويعتبر التحكم الإسرائيلي بمسافة الصيد شكل من أشكال العقاب الجماعي، التي تمارس بحق الفلسطينيين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص لا سيما في ظل استمرار الحصار عليه.

وكالة قدس نت للأنباء زارت مرسى مراكب الصيادين بغزة وأعدت التقرير المصور :
عدسة: سلطان ناصر