إنتاج فلسطيني..(عاشق البندقية) سيرى النور قريباً في دور السينما العربية

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تدور أحداث فيلم "عاشق البندقية" (90 دقيقة) وفقاً لسيناريو الروائي الفلسطيني الدكتور محمود الزهار عن حياة القائد الفلسطيني الشهيد عوض سلمي من سكان حي الزيتون شرقي مدينة غزة، فيظهر من خلال الفيلم الذي انتهت المرحلة الأخيرة من إنتاجه في جمهورية مصر العربية قبل أيام الشهيد عوض الإنسان.

ويجسد الفيلم حسب حديث رئيس رابطة الفنانين الفلسطينيين والمشرف العام على الفيلم سعد إكريم لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر حياة الشهيد الإنسان الذي لا يعرفها إلا المقربين منه، في حين أن الجزء الآخر منه يجسد شخصية المقاوم الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه.

ويوضح إكريم أن الفيلم انتهى إنتاجه، منوهاً بأنه أول فيلم روائي فلسطيني من إنتاج حر بنظام الديجيتال سينما وسيعرض في أكثر من دولة عربية وأجنبية، مؤكداً أنهم برابطة الفنانين الفلسطينيين سيشاركون في المهرجانات الدولية والعربية و توصلوا لاتفاقيات مبدئية مع موزعين عرب وستنتهي خلال السفرية القادمة كل الترتيبات لعرض فيلم عاشق البندقية في دور السينما العربية، بهدف تحقيق انتشار لفكرة المقاومة الفلسطينية التي تحاول إسرائيل تشويهها.

وعلى مستوى قطاع غزة يقول" سيشهد حفل افتتاح الفيلم حضور القيادة الفلسطينية وطاقم عمل الفيلم لتكريمهم وشخصيات سياسية من كل ألوان الطيف الفلسطيني، وسنعمل جاهدين على التواصل لإدخال سينمائيين عرب لحضور الافتتاح، ويسبق ذلك حملة إعلامية وإعلانية كبيرة".

ويتابع " بعد ذلك سيكون هناك عرض للفيلم في نحو 25 قاعة عرض على مستوى القطاع، تشمل الأندية الرياضية وصالات العرض المجهزة"، مؤكداً أن الفيلم أضاف للسينما الفلسطينية نقلة جديدة، معتبراً أن المشاهد الفلسطيني والعربي سيكون الحكم .

عوض منذ أن كان طفلاً رفض الظلم وغطرسة الاحتلال الإسرائيلي، فكان شاهداً على جرائمه عندما أقدم الجنود على إعدام جاره أبو محمد، أثناء وجوده ( عوض) في أرضه يلعب، فبقيت مشاهد الرصاصات عالقة في مخيلته وهي تخترق جسد جاره، فقرر وقتها أن يعشق البندقية، خاصة في ظل الصمت العالمي على هذا الظلم.

ويبين إكريم أن مدة تصوير الفيلم استغرقت حوالي ثمانية أشهر ما بين التصوير وتجهيز مواقع تصوير الفيلم، معتبراً إياها مدة ليست بالكبيرة لا سيما في ظل واقع قطاع غزة الذي يفتقر إلى مقومات الإنتاج السينمائي، منوهاً أن التوتر الذي كان يشهده القطاع من جانب التصعيد الإسرائيلي كان أبرز المعيقات التي واجهتهم، حيث أن المدة الحقيقة لتصوير الفيلم ست أشهر وهو ما يسجل إنجاز للسينما الفلسطينية لتصوير فيلم طويل.

ويشير إلى أنهم بعد الانتهاء من التصوير نقلوا المادة المصورة إلى جمهورية مصر العربية لإجراء المراحل النهائية للفيلم، مؤكداً بأنه تم استقبالهم من نقابة السينمائيين بترحيب واحتضنوا الفيلم وساهموا في توجيه الرابطة في التعامل مع السينمائيين لاستكمال العمليات الفنية من مونتاج وتصحيح ألوان وخدع بصرية وتصميم شريط الصوت وعمليات المكساج النهائي.

ويوضح أن عملية المونتاج والخدع البصرية وتصميم التيتر وتصحيح الألوان تم تنفيذها في شركة ( نوال وحسيب) بإشراف المهندس شادي حسيب ، والمهندس إسلام جودة قام بتصميم شريط الصوت وتركيب المؤثرات الصوتية، في حين قام المهندس محمود عبد الله بتنفيذ المكساج داخل قاعة أستوديو مصر وهي تعتبر من أهم القاعات على مستوى مصر مجهزة بنظام الصوت العالمي (دلبي).

ويلفت إلى أن الموسيقى التصويرية للفيلم أنتجها الموسيقار الفلسطيني الشهير المقيم في العاصمة الأردنية وليد الهشيم، في حين كتب كلمات أغنية التتر الشاعر الفلسطيني خليل عابد وقام بغنائها الفنان أحمد الكردي، لافتاً أن وجود هذه الأسماء العربية داخل الفيلم يحقق إنجاز واضح للسينما الفلسطينية.
ويقول إكريم إن " هذا العمل الفني عندما يرى النور سيحدث ضربة قاسية إلى العدو الصهيوني ، والسينما الصهيونية التي تشوه صورة الفلسطينيين، والمقاومة، وتزيف الحقائق وخاصة أنها تعمل على إنتاج فيلم يشوه صورة حياة الشهيد محمود المبحوح"، مؤكداً أن السينما سلاح ناعم يمكن من خلاله تحقيق انتصار على المحتل.

عوض كان يحلم دائما بوطنه وقضيته الفلسطينية باحثاً عن التحرير لأرضه التي اغتصبها الاحتلال، فجسد خلال مراحل حياته نموذج الشاب الفلسطيني بإنسانيته الحرة الرافضة للعيش تحت ظلم الاحتلال، فكان عشقه للبندقية ليس حباً في القتل بل من أجل نيل الحرية لأبناء شعبه. .

ويقول المشرف العام على الفيلم سعد إكريم " إنهم في رابطة الفنانين الفلسطينيين يحاولوا إيجاد بيئة للإنتاج السينمائي سليمة تكون فيما بعد نموذج يحتذي به "، منبهاً إلى أنه يعكف شخصياً على كتابة دراسة تفصيلية لكل المراحل التي يمر فيها الفيلم ليوثق التجربة ويصدرها في كتاب يخدم به تجربة السينما الفلسطينية.

ويشير إكريم إلى أن رسالة الفيلم تؤكد أن الشعب الفلسطيني يعشق الحرية ويرفض الاحتلال ويسعى لمقاومته بكل الوسائل بما فيها السينما، والفيلم يوثق كافة أدوات المقاومة التي برزت خلال المراحل الزمنية للفيلم، مبيناً أنه متفائلاً لوجود تغيرات بالعالم من حولنا وهناك شباب حر بدأ يؤثر في المعادلة العالمية ونحن كشعب مظلوم سيكون هناك انتصار لحقنا وتفاعلاً مع صناعتنا ولكن نحن أيضا نقول إن تجربة فيلم عاشق البندقية ستكون تجربة مميزة و ستحاكي أعمال دولية.