القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
وجه الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الاسرئيلي"الموساد" مئير داغان انتقادات شديدة الى القيادة الإسرائيلية، لعدم معرفتهم بكيفية التقدم في محادثات التسوية مع الفلسطينيين.
واعتبر داغان، في محاضرة له أمام مؤتمر "القادة يتحدثون" اوردتها مجلة "كلكليست" الاقتصادية الإسرائيلية، أن الأحداث في المنطقة العربية تبدد الخطر عن إسرائيل لثلاث أو خمس سنوات قادمة.
وشرع داغان في عرض رؤيته للتغييرات الجارية في المنطقة، وتطرق للمشروع النووي الإيراني ومخاطر ما يسمى بالإرهاب الدولي.
وقال"بوسعي القول بحذر أن الأحداث من حولنا لم تنته، وأن إسرائيل تواجه تحديا غير بسيط، لأننا لا نعرف ما تلده الأيام. هناك تصدعات في كل واحدة من الدول المجاورة لنا. وليس هناك انسجام لا عشائري ولا ديني، والتوازنات تختلف من بلد إلى آخر. وهذا يوفر لإسرائيل فرصا، ولكن أيضا مخاطر ينبغي مواجهتها".
وحسب داغان فإن الصلة بين الواقع الإقليمي والعواقب الاقتصادية على إسرائيل وحيدة الجانب، و"أبدأ بما يسمى خطأ الربيع العربي، حيث أن من أطلق التسمية استمدها مما جرى في أوروبا العام 1848، حينما انتشرت الأفكار الليبرالية في العالم. والحقيقة أن لا وجود لأي بشرى ليبرالية. ما لدينا في نهاية المطاف هو صراع للسيطرة على مراكز القوة".
ويرى داغان أن ما يوحد كل الظواهر التي بدأت في تونس، ليبيا، مصر وحتى سوريا هو حقيقة أنها مجتمعات إسلامية، عشائرية، تفضل الولاء على الكفاءة وتمنع المبادرة للقيادة الاجتماعية.
وأضاف"لقد قال لي أحد زعماء المنطقة ذات مرة أن ليس المهم كيف يصوتون، الأهم من يحصون الأصوات. الناس تسمع أن هناك مؤسسات جديدة ومحاكم، وتقارن بينهم وبيننا. التظاهرات هي مجرد مظاهر خارجية تحمل معاني مغايرة، والانتخابات البرلمانية لا تشهد بالضرورة على الديموقراطية".
وشدد على أن قسما مركزيا من الانقلابات التي وقعت في الدول العربية تنبع من التنظيم الأفضل للمعارضة.
وقال "في الأماكن التي تمت فيها السيطرة على الحكم بالقوة أزيحت النخبة المسيطرة جانبا. في كل الدول هناك معارضة واحدة منظمة لها أساس في كل قرية وهي الحركات الإسلامية. لديها سيطرة وقدرة تواصل من دون وسائط مع السكان في الطريق إلى المسجد. ومستوى تدخل الدولة في العمل الاجتماعي تقلص."
واعتبر داغان أن الأحداث في المنطقة العربية تبدد الخطر عن إسرائيل لثلاث أو خمس سنوات.
وقال "على المدى القصير اختفى الخطر العسكري عن إسرائيل للسنوات الثلاث أو الخمس المقبلة. ولا يمكنني تجاهل المدى البعيد، حيث الأيديولوجيا الإسلامية يمكن أن تترجم إلى فعل عسكري ضد إسرائيل، ولكن احتمال حدوث ذلك حاليا يبدو متدنيا: مصر بحاجة إلى توفير حلول لأزمتها الاقتصادية التي لها أساس عالمي ولمستوى تعلقهم بالمساعدة الأميركية، وكذلك بتراجع مداخيلهم وغياب السياحة. كما أن الأزمة في سوريا ليست مرتبطة بشخصية (الرئيس بشار) الأسد وإنما بالصراع الدائر من عشرات السنين بين التيارات المختلفة. وبحسب تقديري فإن الحرب لا تنتهي هناك، ومن ناحية الأسد فإما أنه يركب نمرا أو أن النمر سيفترسه. أما الأردن فيهمه اتفاق السلام بقدر ما يهمنا. والجامعة العربية أقل قومية مما كانت في السنوات الأخيرة. ولا وجود لصدام حسين".
وحمل داغان على القيادة الإسرائيلية التي لا تفعل شيئا في الميدان الفلسطيني حيث "أننا في نقطة حرجة وإشكالية. فالربيع العربي قفز عنهم لكننا فشلنا في القدرة على إيجاد تسوية. المجتمع هناك منقسم حول سجال عميق بين حماس والسلطة، والمشكلة الأصعب هي أنني لا أرى شخصية مؤهلة لنيل الدعم الشعبي حال غياب أبو مازن".
وأشار داغان إلى إيران حاملا بشدة على التفكير الإسرائيلي بمهاجمتها عسكريا وقال إن "إيران لا تركض نحو الذرة وإنما تتقدم بحذر".
وقال إن "إيران ترى نفسها قوة عظمى. إقليمية. والآن هذا وضع إشكالي ولا ينبغي لإسرائيل أن تكون على رأس المعسكر ضدهم. التحدي الإيراني صعب على الجميع، بمن فيهم السعودية والولايات المتحدة اللتان تخشيان من القوة التي تسيطر على احتياطيات النفط في العالم. إن بالوسع التأثير على النظام بوسائل أخرى، ولا وجود لوصفات سحرية تحل كل المشاكل".