غزة..نار ملتهبة..وكهرباء منقطعة..واسعار مرتفعة..

بقلم: عزام الحملاوى


يعيش سكان قطاع غزة صيفا ملتهبا بسبب ارتفاع درجات الحرارة ,وانقطاع الكهرباء الدائم والذي عادة ما يستخدم لتخفيف حرارة هذا الصيف الملتهب , ناهيك عن نار الأسعار المرتفعة والغير مبررة في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها القطاع .

إن موجة الحر الشديدة التي تجتاح قطاع غزة في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي, والذي زاد من صعوبة الحياة, خاصة إننا نعيش شهر رمضان, جعلت أهل غزة يشعرون بالكآبة واليأس نتيجة أجواء هذا الصيف الملتهب الذي لم يمر على المواطنين في غزة منذ سنوات طويلة, حيث لم يعد المواطن قادرا عليه, وساعد على ذلك انعدام الكهرباء خاصة في ذروة النهار , وبيوت المواطنين المتواضعة التي لم تستطع حمايتهم من حرارة الصيف, وغيرهم من المسؤولين يعيشون تحت تبريد المكيفات دون أن يشعروا بانقطاع الكهرباء, ونار الصيف الملتهبة, ومعاناة المواطنين وهم يكتوون بالحر الذي جعلهم غير قادرين على النوم حتى في الليل الذي خلقه الله للنوم والراحة .

لقد أصبح المواطنين خاصة في المخيمات يقضون معظم وقتهم جالسين في الشوارع حتى الصباح, وكثير منهم لم يذق طعم النوم, ناهيك عن حال النساء والأطفال وكبار السن والمرضى الذين يعتمدون على الأجهزة الكهربائية كمرضى الربو وغيرهم.

إن الانقطاع اليومي للكهرباء أصبح عذاب كبير لأهل غزة رغم أن هذه المشكلة عمرها سنوات، لكنها لم تكن صعبة وقاسية كما هي اليوم, حيث زادت ساعات القطع بدلا من أن تزداد ساعات الإنارة لمواجهة هذا الحر القاتل, ومما زاد الطينة بله أن المولدات الصغيرة التي يستعين بها الناس انتهى عمرها الافتراضي وتحولت إلى كتل من حديد من كثرة الأعطال, والنقص في المحروقات ليعيش الناس في حالة من القهر والإحباط دون أن يكون هناك تفسير واضح ومقنع بعيدا عن الاتهامات, وإعطاء إجابات واضحة ووعود قاطعة بحل هذه الأزمة قريبا.

والمشكلة الأخرى التي زادت من حدة لهيب هذا الصيف الساخن هي ارتفاع الأسعار ونحن على أبواب شهر رمضان الفضيل ,حيث تعلن حالة الطوارئ في البيوت لان الأسر اعتادت على التسوق منذ أواخر شعبان, والتحضير لمتطلبات هذا الشهر نظرا لطقوسه الخاصة التي اعتاد عليها شعبنا الفلسطيني, ولكن هذه السنة مختلفة فقد أضيف إلى القائمة الطويلة لطلبات الشهر الكريم أشياء ضرورية مثل الشمع, والبنزين, والسولار, وتصليح الموتور, ونتيجة لارتفاع الأسعار وازدياد الطلبات بدأت حركة الأسواق في غزة بطيئة وخفيفة من المواطنين, الذين خرجوا لشراء احتياجاتهم قبل نفاذ الجزء البسيط الذي تسلموه من الراتب والذي لايكفى وهو كامل لارتفاع الأسعار الغير طبيعي الذي أتعب كاهل المواطنين .

لقد عبر المواطنين عن سخطهم إزاء ارتفاع أسعار المنتجات نتيجة احتكار التجار لها والتحكم بالسوق, واعتبروا أن الغلاء الغير مبرر في أسعار الخضار, والفواكه,واللحوم, والزيت, السكر, والغاز, يعود للتجار أنفسهم لاحتكارهم للسلع مستغلين موسم رمضان لفرض الأسعار التي يريدوها, مع عدم اهتمامهم وأخذهم بالحسبان الدخل الشهري المنخفض للموظف, او الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانى منها معظم سكان غزة, وعبروا عن استيائهم الشديد لعدم قدرتهم على الوفاء بجميع احتياجاتهم وذلك لحالة الفقر الذي تعيشه الأغلبية من العائلات, لذلك طالبوا بمراقبة وخفض الأسعار ,ووقف استغلال وجشع التجار في ظل الحصار والبطالة وشهر رمضان, وتوفير السلع للمواطن مع مراقبة الأسعار لضمان عدم التلاعب فيها واحتكارها , ووقف فرض الضرائب من قبل حكومة غزة تمشيا مع الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة حتى لاترتفع الأسعار التي سيتحملها المواطن.
0
هذا هو صيف غزة الملتهب هذا العام, حيث كنا نعتقد أن الحكومة ستتحرك لإيقاف هذا العذاب والجحيم الذي لا يطاق, وكنا نظن أنه سيكون لها موقف حاسم من سلطة الطاقة والتجار ومحاسبة المخطئ منهم, ولكن تجاهل الحكومة في غزة وعدم تحركها جعلها في موضع الشبهات والاتهام, بل جعلها هي المسؤولة الأولى عن هذه الأزمة, ورغم ذلك لم يعد يهم سكان غزة من المسؤول عن هذه المشاكل الحكومة المقالة أم غيرها,لان مايريده المواطن هو إيجاد حلول لمشاكلهم بتوفير الكهرباء وخفض الأسعار وإيجاد فرص العمل من اجل الحياة الكريمة فهل ستسمع الحكومة نداء المواطن الذي أصبحت حياته نار ملتهبة وكهرباء منقطعة ,وأسعار مرتفعة ,وقادته غير مكترثين, وينامون تحت تبريد المكيفات لاينقصهم اى شئ وكل رمضان وشعبنا الفلسطيني بخير.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت