إذا كان لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في اليوم التالي للقاء الرئيس مرسي مع الرئيس عباس، إذا كان اللقاء يعكس توازن السياسة المصرية في معالجة الشأن الداخلي الفلسطيني، ويعلن عن نهاية الحقبة الزمنية التي تحيزت فيها مصر علانية لخط المفاوضات على حساب خط المقاومة، إلا أن اللقاء تضمن رسالة سياسية فهم مضمونها طرفي الانقسام الفلسطيني، وأغضبت بإيحاءاتها دولة الصهاينة التي ربحت الزمن الإستراتيجي من انحياز السياسة المصرية لخط عباس.
وإذا كان اللقاء المزمع عقده في الأسبوع القادم بين الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي مع رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، إذا كان اللقاء يعني أن مصر تسير في طريق واضح المعالم السياسية، ويتمثل في إعادة الاعتبار لمكانة قطاع غزة الجغرافية والسياسية، مع التركيز على أهمية الحدود الشرقية للأمن القومي المصري، وإذا كان التواصل بين مرسي وهنية يتجاوز مطلب فك الحصار عن قطاع غزة، ويتخطي مطلب تسهيل سفر الفلسطينيين عبر معبر رفح، فإن اللقاء يعني انغماس مصر بالكامل في مجريات السياسية الفلسطينية، وعدم الاعتراف بأي حراك سياسي تقف من خلفه حكومة فلسطينية ولدت في المياه العكرة، وراحت تستنشق الأكسجين من دوام الانقسام.
رغم الدلالات السياسية لما سبق، فإن تهنئة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك بمناسبة الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية، وبمناسبة حلول شهر رمضان، له من الأهمية ما يعكس الترابط المصيري بين شعب مصر وشعب فلسطين، ويعكس التآخي بين وجدان المصريين ووجدان الفلسطينيين.
وأزعم أن التهنئة لا تعني شخص عزيز دويك لصفته الاعتبارية بمقدار ما تعني اهتمام شعب مصر بمصير كل سجين فلسطيني لما يزل يعذب في السجون الإسرائيلية، والتهنئة لا تعني أن مصر تهتم بمصير الضفة الغربية التي ينتمي إليها عزيز دويك بمثل اهتمامها بقطاع غزة الواقع على حدود مصر، التهنئة تعني إيصال رسالة شعب مصر إلى إسرائيل، والتي يقول مضمونها: إن مصر رئيساً وشعباً وجيشاً ورجال مخابرات يقفون مع فلسطين، ومع الشرعية المنتخبة المتمثلة بالمجلس التشريعي، ومع المقاومة، ومع مواقف حركة حماس الإيديولوجية التي ينتمي إليها عزيز دويك، ومع نهجها السياسي الرافض لشروط الرباعية؛ بما في ذلك شرط الاعتراف بإسرائيل.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت