اعتقال شابين مقدسيين اثر اندلاع اشتباكات مع مسيرة مستوطنين في باب العامود

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، شابين مقدسيين اثر اندلاع اشتباكات خفيفة بين الشبان والمستوطنين، عند باب العامود أحد أهم بوابات المسجد الأقصى المبارك وذلك خلال مسيرة لأعداد كبيرة من المستوطنين في ذكرى ما يعرف بـ(خراب الهيكل المزعوم ) انطلقت بدءًا من باب الخليل مرورا بشارع باب العامود وسط انتشار عكسري كثيف ومشدد لفرق الخيالة المتمركزين عند باب العامود .

وذكرت مراسلة وكالة قدس نت للأنباء بان مدينة القدس شهدت في هذه الليلة حالة من التوتر الشديد بعد انتشار كثيف لقوات الاحتلال وتحديدا عند منطقة المصرارة وباب العامود وباب الساهرة بعد الاعلانات الاخيرة لتصعيد نشاطات أذرع الاحتلال ومنظماته في الدعوة إلى تسريع بناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى المبارك".
وقالت مراسلتنا إن هذه نشاطات الاحتلال هذه تأتي عشية ما يطلق عليه " التاسع من آب- ذكرى خراب الهيكل" المزعوم، والذي يسبقه ما يطلق عليه الاحتلال بـ "المفاهيم الدينية" ايام المصريين- تمثلت بأكثر من حملة إعلامية تدعو الى بناء الهيكل، بالاضافة الى تكثيف نشاطات لمنظمات إسرائيلية تعمل على التدريب العملي على لبناء "الهيكل المزعوم".

بدورها قالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث إن تصريحات الاحتلال ومشاريعه التهويدية على الارض تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يحلم بتطبيق وتحقيق اسطورته الصهيونية ببناء الهيكل على حساب الأقصى، وان كان يحاول أن يتدرج في تنفيذ هذا الحلم الاسطوري من خلال عمليات الاقتحام المتكررة من قبل المستوطنين ، والتي اصبحت شبه يومية، وادائهم للشعائر اليهودية في ساحات الاقصى، ومن خلال حفر الانفاق اسفل ومحيط المسجد الاقصى وتحويلها الى شبه مدينة يهودية دينية سياحية، او من خلال محاصرة الأقصى بعشرات الكنس اليهودية والابنية التهويدية.

ونبهت مؤسسة الاقصى" في بيان لها الى ضرورة اخذ هذه المساعي الاحتلالية والحملات الاعلامية بعين الخطر، وبالتالي العمل على مستوى الامة الاسلامية جمعاء من اجل حفظ المسجد الأقصى والدفاع عنه .

وبحسب رصد "مؤسسة الاقصى" فقد عمدت أكثر من منظمة يهودية في الأيام الاخيرة الى توزيع عشرات آلاف النسخ الالكترونية والورقية لنشرات ومطويات تدعو الى تسريع بناء الهيكل، تتضمن صوراً ومجسمات للهيكل المزعوم ومواصفات ومراحل بنائه، والالبسة والطقوس التي سيؤديها "الكهنة" ، ومن المنظمات التي نشطت في هذه الحملة هي منظمة"حباد الحريدية".

في السياق نفسه فقد نشطت منظمات مماثلة لتنظيم أيام دراسية حول ضرورة بناء الهيكل ، بمشاركة عدد من أعضاء الكنيست اليهود من بينهم "ارييه الداد"، بالاضافة إلى تنظيم معارض تعرض مجسمات للهيكل، إلى جانب تنظيم ورشات عمل تطبيقية لكيفية بناء الهيكل المزعوم.

وأشارت مؤسسة الاقصى إلى أن آخر هذه الحملات الاعلامية ما تداولته مواقع الاعلام لمقطع فيديو عبارة عن عرض التلفزيون الإسرائيلي أول الإعلانات الجديدة بعنوان " تسعة آب : الأولاد جاهزون"، والتي تروج لبناء ما يسمى بـ"الهيكل اليهودي" المزعوم من جديد على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، واللافت في هذا الإعلان الجديد أنه يصور عائلة إسرائيلية تلهو على شاطئ البحر، والأب منهمك في قراءة خبر عن الرئيس المصري محمد مرسي، ويقوم أبناؤه الصغار ببناء الهيكل على الشاطئ الرملي، في إشارة لقيام الأبناء بما عجز عنه الآباء، ومع نجاح الأبناء في هذا، بحسب الإعلان، يقوم الأب برمي الجريدة الإسرائيلية من بين يديه وبها صورة الرئيس المصري، الذي كان الخبر المنشور عنه يشغل بال الأب، في إشارة إلى أن تولي مرسي منصب الرئيس لن يعطل إسرائيل أو يمنعها من بناء الهيكل.

ويبدأ الإعلان بصورة لصبي وفتاة يلعبان على شاطئ البحر، حيث تمتزج ضحكاتهما مع صوت الأمواج، مشهد يوحي بالسكينة التامة والاسترخاء. ثم تنتقل بنا الكاميرا لترينا الوالد يضع واقي الشمس على وجه طفله، ليعود بعدها إلى كرسيه يطالع جريدته مراقباً في الوقت عينه ولديه.

وتجول بنا المشاهد لنرى الولدين يلهوان فرحين بالرمال، فنكتشف بعدها أن ما خلناه مجرد لهو، يتحول إلى تصميم جدي على بناء مجسّم رملي، لكنه ليس أي مجسم، وإنما الهيكل المزعوم، وسرعان ما يلاقي الوالد طفليه بناء على إصرارهما، فتتحلق العائلة الصغيرة حول الهيكل، رامياً الصحيفة على الأرض، لتكشف صورة يتيمه صورة واضحة دون غيرها للرئيس المصري.