هل كنتم تخدعون أنفسكم يا رجال السلطة الفلسطينية، أم كنتم تخدعون العالم عندما أوهمتم الجميع بأنكم سلطة فلسطينية حقيقية؟ وهل صدقتم أن لكم نفوذاً على الأرض الفلسطينية التي تقيمون عليها سلطتكم؟ هل كنتم تجهلون أن الضفة الغربية أرض فلسطينية محتلة، وأنكم تمارسون النفوذ على السكان الفلسطينيين فقط، وبعد الموافقة الإسرائيلية؟ فلماذا دعوتم إلى عقد مؤتمر دول عدم الانحياز في مدينة رام الله؟ ألم تكونوا تعرفون أن الدخول والخروج من رام الله لا يتم إلا بعد موافقة الحاكم العسكري الإسرائيلي؟ ألم تكونوا تعرفون بينكم وبين أنفسكم أنكم لا تمتلكون إدخال ماعز صغيرة إلا بعد استئذان الحاكم العسكري الإسرائيلي؟ فكيف تريدون التلاعب بالاتفاقيات، وتحاولون إدخال رجال سياسية، وممثلي دول عدم انحياز، لتعقدون مؤتمراً عالمياً دون الإذن المسبق من إسرائيل؟!.
أنتم تعرفون أنكم لا تمتلكون قراركم، وأنتم تعرفون أنكم لستم أصحاب النهي والأمر على الأرض الفلسطينية، وهنا يبز السؤال التالي: لماذا أحرجتم أنفسكم، وكشفتم زيف إدعائكم بسيادتكم على الأرض؟ أم هل رغبتم في التأكيد على ما ذهب إليه السيد عباس مدعوماً بفتوى وزير أوقافه، حين ناشد المسلمين بأن يأتوا لزيارة القدس، وألا يقاطعوها، وليقاطعوا فتوى أئمة المسلمين والمسيحيين العرب، لأن زيارة السجين لا تعني الاعتراف بالسجان! أرأيتم يا سيد عباس ويا سيد هباش! لقد قال السجان: لا، لا نسمح بزيارة السجين إلا لمن يقدم فرائض الولاء للسجان، إنه يشترط على الزوار تقبيل رأس السجان، والانصياع لإرادته، والاعتراف فيه سلطة شرعية وحيدة تسيطر على المنطقة الممتدة من النهر إلى البحر؟ أرأيتم يا قيادة فلسطينية نتائج الوهم الذي صدرتموه إلى العالم!.
يا رجال السلطة الفلسطينية، لا تغضبوا على إسرائيل لممارسة نفوذها، وراجعوا الاتفاقيات التي وقعتموها مع إسرائيل، لتكتشفوا أن منع ممثلي دول عدم الانحياز من المشاركة في مؤتمر رام الله ليس جريمة حرب، كما أدعى وزير خارجية السلطة الفلسطينية، لأن إسرائيل قامت تطبيق القوانين الإسرائيلية على الأراضي الخاضعة لسيطرتها، وقد وافقتم أنتم على ذلك عندما وقعتم على اتفاقية "أوسلو"، فهل نسيتم ذلك؟!.
إن تطبيق إسرائيل لاتفاقية أوسلو ليس جريمة حرب كما يدعي رياض المالكي، وإنما جريمة الحرب هي بقاء السلطة الفلسطينية كما هي، في الوقت الذي تستولي فيه إسرائيل على أرض الوقف الإسلامي، وجريمة الحرب هي صمت السلطة الفلسطينية على تهويد القدس، وجريمة الحرب هي مواصل التنسيق الأمني في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على ضم 62% من مساحة الضفة الغربية؟ وجريمة الحرب هي محاربة المقاومة رغم انقضاء عام 1999، العام الذي حددته اتفاقية "أوسلو" لنهاية فترة الحكم الذاتي، وقيام الدولة الفلسطينية؟ وجريمة الحرب هي بقاء الرئيس رئيساً، ورئيس الوزراء كما هو رغم تحديدهم شهر أيلول 2011، كموعد نهائي لقيام الدولة الفلسطينية، وجريمة الحرب هي وجود وزراء فلسطينيين، ووجود رتب عسكرية ومواقع وظيفية عليا، في الوقت الذي لم يبرح ألاف الأسرى الفلسطينيون السجون الإسرائيلية، المئات منهم قضى عشرات السنين في غياهب الجب؟
أيتها القيادة الفلسطينية التاريخية، نتوقع منكم أن تثوروا لكرامتكم هذه المرة، وأن تغضبوا، وأن تعلنوا انتهاء صلاحية السلطة الفلسطينية، ومغادرة قيادتها إلى الأبد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت