المصالحة الوطنية الفلسطينية .... سفينة إنقاذ للشعب الفلسطيني

بقلم: علي ابوحبله


فاجعة رفح التي أدت إلى استشهاد خمسة عشر جنديا مصريا وجرح العشرات هذه العملية ألقت بظلالها على الملف الفلسطيني والقضية الفلسطينية من خلال الموقف الرسمي المصري الذي ألقى بشكوكه واتهاماته ضد الشعب الفلسطيني الذي يعود لهذا الانقسام وتحكم حركة حماس بحكم قطاع غزه وانتشار تيارات إسلاميه متشددة بحسب الاتهامات الاسرائيليه في قطاع غزه ، إن توجيه أصابع الاتهام ضد الفلسطينيين بتقديم الدعم والمساندة للمجموعة الارهابيه التي استهدفت نقطة رفح الحدودية قد اضر بالشعب الفلسطيني وزاد من معاناته بفعل الإجراءات العقابية من قبل القيادة المصرية والشعب المصري ، إن التهرب والتلكؤ بتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم توقيعه بالقاهرة واتفاق الدوحة ما يضر بالمصداقية الفلسطينية ويعمق ألهوه في صفوف الشعب الفلسطيني ، إن ظروف المرحلة ألراهنه التي تمر فيها القضية الفلسطينية ومحاولات تهميشها والانقضاض عليها تقتضي للشروع بتنفيذ اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني للخروج من مأزق ما تعاني منه القضية الفلسطينية ، إن انتظار حركة حماس لانتهاء انتخاباتها الداخلية لانتخاب مكتبها السياسي وانتظار ما سيسفر عنه الوضع في مصر بعد نجاح الدكتور محمد مرسي بانتخابات الرئاسة المصرية قد طال أمده هذا الانتظار اضر ويضر بالوضع الفلسطيني ، إن المراهنة على تغيرات استراتجيه مصريه من قبل القيادة المصرية تجاه الانفتاح على قطاع غزه وانتظار التسهيلات التي وعدت بها حركة حماس على معبر رفح وبرفع تدريجي للحصار على قطاع غزه ، جاءت فاجعة رفح لتبدد تلك التوقعات بالحزم الذي أبدته القيادة العسكرية المصرية لإغلاق كافة الأنفاق التي تربط قطاع غزه في رفح المصرية وبمنع تهريب البضائع من مصر للقطاع وبإغلاق معبر رفح ، هذه الإجراءات المصرية جاءت بحسب تصريحات المسئولين المصريين انسجاما وتوافقا مع الاتفاقات الدولية التي وقعتها مصر وملتزمة بتنفيذها ما يؤكد أن التوقعات بخصوص انفراج لجهة رفع الحصار عن قطاع غزه بددتها الإجراءات المصرية المتشددة وان أي التزام سبق وان تعهدت فيه دول عربيه قدمت إغراءاتها لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لن يتم تنفيذها بفعل الضغوط الامريكيه والتهديدات الاسرائيليه ، إن أمريكا بسياستها الانفتاحية على بعض التيارات الاسلاميه بخاصة مع حركة الإخوان المسلمين لا تشمل حركة حماس ، إن حركة الإخوان المسلمين في مصر قد اعترفت بكافة الاتفاقات والمعاهدات ألموقعه مع إسرائيل مقابل إعطائها شرعية الحكم في مصر من قبل أمريكا وتريد أمريكا من حركة حماس لإعطائها الشرعية بضرورة الإقرار والاعتراف بوجود إسرائيل وأمام هذا الواقع والمأزق الذي عليه حماس بتلك الضغوطات الممارسة عليها للاستمرار بحكمها وبشرعيتها أن تعترف بإسرائيل وبالاتفاقات ألموقعه معها وهذا ما ترفضه حماس لغاية الآن ، إن الخروج من مأزق ما تعاني منه حركة حماس ومن إنقاذ لموقفها الذي هي عليه من موضوع الاعتراف بإسرائيل ولإخراج الشعب الفلسطيني من مأزق ما يعاني منه من حصار وتقسيم جغرافي تسعى إسرائيل لتجسيده لفصل غزه عن الضفة الغربية لتستفرد إسرائيل بإجراءاتها التهويديه بأرض الضفة الغربية وتهويد القدس ما يتطلب إنهاء الانقسام والشروع الفوري بإتمام ملف المصالحة وتشكيل حكومة الإنقاذ الفلسطيني والتي تشكل سفينة إنقاذ للشعب الفلسطيني من مأزق ما يعاني منه بنتيجة هذا الانقسام الذي أدى لهذا التقسيم وهذا الحصار الجائر المفروض على شعبنا الفلسطيني ، إن القيادة المصرية وهي تعي لدقة المرحلة وخطورتها وانعكاساتها فإنها تضع في سلم أولوياتها لتحقيق المصالحة الوطنية لان أي إجراء مصري بخصوص رفع الحصار لا تستطيع القيادة المصرية من تحقيقه إلا عبر الشرعية الفلسطينية التي تتطلب توحيد الشعب الفلسطيني لتنفيذ الاتفاقات الملتزمة مصر بتنفيذها والتي تعهدت باحترامها ، لم يبقى أمام الشعب الفلسطيني من وسيلة في هذا الوضع الذي يستهدف تهميش القضية الفلسطينية وتصفيتها إلا توحيد الصف الفلسطيني والسعي لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الإسراع بانجاز ملف الحكومة والتوافق على التواريخ لتحديد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية بما يخدم أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني للاحتكام لاستراتجيه موحده من قبل جميع الفصائل الفلسطينية لمواجهة مستجدات الوضع العربي والدولي والإقليمي وانعكاساته على القضية الفلسطينية التي تسعى أمريكا وإسرائيل لتهميشها بنتيجة هذا الانقسام الواقع في الجغرافيا الفلسطينية والإنسان الفلسطيني وبهذا الوضع العربي المنقسم على نفسه بنتيجة ما أصبح يعرف بالربيع العربي لهذا الوضع العربي المضطرب هذا الوضع ينعكس بمردوده على أي تحرك فلسطيني ، الأمر الذي لا بد من السعي خلاله لتتصدر القضية الفلسطينية الاهتمامات العربية والدولية والاقليميه ، إن توحيد الرؤى والجهد الفلسطيني بإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام يعيد للشعب الفلسطيني مصداقيته و يقود لفرض الاجنده السياسية الفلسطينية على المجتمع الدولي لكي يتحمل مسؤوليته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه الوطنية لان القضية الفلسطينية هي بوصلة الأمن والاستقرار للمنطقة برمتها

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت