مبروك علينا فرحك يا مصر،

بقلم: فايز أبو شمالة


حُقَّ لنا أن نفرح في فلسطين، وحُقَّ لنا أن نرقص ونزغرد ونتبادل التهاني، وحُقَّ لهواتفنا أن تواصل الرنين، ونحن نلوح بأيدينا للرياح القادمة من مصر، ونحن نطلق معها عصافير المساء تزين السماء، وهي ترفع بمناقيرها أحلامنا العربية، بأن تظل مصر صامدة صاعدة، بعد أن توحدت خلف رئيسها المنتخب، وبعد أن تفادت التمزق، وانتصرت على الانفلات، وتغلبت على الانقسام في القرار والموقف والرؤى والحلم والانطلاق.
حُقَّ لنا في فلسطين أن نفرح لمصرنا العربية، وقد نجاها الله من شراك أعدائها، وقد صانها الله من حبائل المؤامرة، بعد أن تصارع في أحشائها الماضي والحاضر، واصطدم في أعماقها الإقدام والإحجام، وتعارض فوق جبينها الأمل والإحباط، وانقسم في أحضانها الناس بين التطور والجمود، وبين الرغبة في التقدم وقيود التخلف، حتى صار الحسم واجباً بين الحضارة والبداوة، بين الدولة المدنية والقبلية البائدة، بين سماحة الإسلام وعنجهية الأوثان، حُقَّ لنا أن نفرح مع شعب مصر لهذا الانتصار العقائدي الإنساني الديمقراطي السياسي ولهذا الانكسار الوثائقي الوحشي المستبد؛ الذي كبل طاقة شعب مصر عشرات السنين.
لقد عادت مصر إلى تاريخها العربي والإسلامي، ومن يتشكك في كلامي ليستمع إلى خطاب الرئيس الدكتور محمد مرسي في احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، لقد تحدث عن الغزاة التتار، وأكد على دور مصر التاريخي في هزيمتهم، وطردهم من بلادنا، وقد تحدث عن الغزاة الصليبيين، وأكد على دور مصر في هزيمتهم، وطردهم من بلادنا، إن رئيساً مصرياً يعتز بماضيه، ويفخر بتاريخ بني قومه، ويميز بين مصر الكرامة والقيادة والنفور، وبين مصر الفساد والعجز والفجور، إن رئيساً مثل هذا الرئيس الذي يتمثل بالقادة التاريخيين العظام، يكون قد رسم معالم المنطقة، وأشار بشكل ضمني إلى مصير دولة الغزاة الصهاينة، وهو يشيّد بالمجد معالم المستقبل لكل الأمة العربية والإسلامية.
لقد عادت مصر عربية إسلامية، ومن يتشكك في كلامي ليقرأ كلام اليهودي "اليكس فيشمان" في صحيفة يديعوت أحرونوت، ألذي قال: إن انقلاب موازين القوى في مصر قد وقع على إسرائيل كالرعد في يوم صحو، لقد أخرج الرئيس محمد مرسي مجموعة من الذين احتفظوا لسنوات طويلة بعلاقات عمل مع جهات في إسرائيل، وهو أمر له تداعيات على جودة وطبيعة العلاقة بين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وبين مصر.
وقد نقلت صحيفة معاريف، عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: "إن إقالة طنطاوي لا تبشر بالخير لإسرائيل".
وقد نقلت الإذاعة العبرية عن مصدر أمني رفيع قوله: إن إسرائيل تنظر بقلق بالغ إلى قرارات الرئيس المصري استبدال كبار قادة الجيش المصري، إن هذا القرار فاجأ صناع القرار في إسرائيل، وإنها ترى فيه خطوة أخرى نحو التطرف.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت